رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«بريق في السحاب» قرر «الهروب».. وداعًا مصطفى محرم

مصطفي محرم
مصطفي محرم

عن عمر ناهز الثانية والثمانين رحل عن عالمنا، اليوم، الكاتب السينمائي السيناريست مصطفى محرم الذي كان قد ولد في السادس من يونيو عام 1939، وقد أعلن نجله حسين مصطفى محرم، عبر حسابه الشخصي بفيسبوك عن رحيل والده قائلا: «والدي في ذمة الله.. أرجو الدعاء».

ترك مصطفى محرم وراءه تاريخ حافل ومسيرة إبداعية حافلة بالأعمال الدرامية الكبيرة التي ما زال يتذكرها جمهوره، سواء في السينما أو الدراما التليفزيونية والإذاعية.

أجيال كثيرة من المشاهدين الذين تربوا على أعمال السيناريست مصطفى محرم، حتى ومن جاءوا من بعد أفول نجمه ينجذبون إلى أعماله وفي مقدمتها، رائعته التليفزيونية مسلسل "لن أعيش في جلباب أبي"، الذي عرضت الحلقة الأولى منه لأول مرة في التليفزيون المصري عام 1995 وبلغت عدد حلقات المسلسل الذي عالجه دراميا مصطفي محرم، عن رواية الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس  36 حلقة.

وفي آخر ظهور إعلامي للسيناريست مصطفى محرم، مع الفنانة إسعاد يونس، من خلال برنامجها "صاحبة السعادة" قال مصطفي محرم عن مسلسله "لن أعيش في جلباب أبي": أن أجره عن الحلقة الواحدة في المسلسل وصل إلى 3 آلاف جنيه لأنه كان قادمًا من السينما، لافتًا إلى أن تصوير المسلسل استغرق 92 يومًا.

كما فجر مصطفى محرم خلال اللقاء مفاجأة حول شخصية “المعلم إبراهيم سردينة”، والتي اقتبسها من شخصية حقيقية تعرف عليها شخصيا، عندما كان رفقة زوجته في الإسكندرية من أجل شراء شقة وفوجئ بأن المالك اسمه "المعلم سردينة".

وإلى جانب مسلسل لن أعيش في جلباب أبي، كتب وقدم مصطفى محرم للدراما التليفزيونية العديد من الأعمال الضخمة الرائعة، نذكر من بينها مسلسلات: سمارة، زهرة وأزواجها الخمسة، الباطنية، ريا وسكينة، العطار والسبع بنات، عائلة الحاج متولي، رد قلبي، بريق في السحاب، وغيرها الكثير.

أما في المجال السينمائي فقد كتب السيناريست مصطفى محرم العشرات من الأفلام السينمائية الخالدة، وعلى رأسها فيلمه البديع "أغنية علي الممر"، من إنتاج عام 1972 عن قصة للكاتب علي سالم وإخراج علي عبد الخالق. والفيلم تكاملت عناصره الفنية سواء على مستوى الكتابة التي قدم السيناريو والحوار لها مصطفي محرم، أو على مستوى الصورة البصرية التي أبدعها علي عبد الخالق، والأداء العالمي لكل طاقم تمثيل الفيلم وعلى رأسهم الفنان الكبير محمود مرسي الذي جسد خلال الفيلم دور "الشاويش محمد".

والشاويش محمد يغني أغنية على الممر "أبكى.. أنزف.. أموت.. وتعيشى يا ضحكة مصر"، تلك الملحمة الشعرية التي صاغت قصة خمسة جنود مصريين يتمسكون بالدفاع عن إحدى المواقع الحصينة بدافع إيمان شخصي منهم بعد انسحاب القوات المصرية من سيناء وعندما ينتهى السلاح والماء والغذاء يقتاتون بالأمل والأغنيات وقص الحكايات عن الحياة المدنية التي خلفوها وراءهم هناك نري الشاويش محمد فلاح يكدح بجد وتعب من أجل أرضه يزرعها بحب ويدافع عنها بعشق رغم خذلان قادته يؤثر جنوده على نفسه بشربة الماء الأخيرة يلهب الأمل والمقاومة في عروقهم ليمنع عنهم الاستسلام لميكروفونات ومنشورات العدو الإسرائيلي التي يلقيها عليهم ليستسلموا، الشاويش محمد الشهير بمحمود مرسي رفض ترشيحه للفوز بجائزة الدولة التقديرية في مصر لكونه ممثلا، وذكر أنه لا يرى أن الممثل مبدع، مؤكدًا أن تلك الصفة تنطوي على المؤلف والمخرج، لأن الممثل لا قيمة له دون مؤلف جيد ومخرج له نفس الصفة.

كما قدم مصطفى محرم العشرات من الأفلام السينمائية نذكر منها، ليل وقضبان، الراقصة والطبال، الغرقانة، سمارة الأمير، درب الرهبة، الهروب، حارة برجوان، عنبر الموت، يا عزيزي كلنا لصوص، اغتيال مدرسة، ليل وقتلة، المرأة الحديدية، الوحل، الجوع، الحب فوق هضبة الهرم، وصمة عار، انتحار صاحب الشقة، دقة زار، أيام في الحلال، آباء وأبناء، الموظفون في الأرض، خيوط العنكبوت وغيرها الكثير.