رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

موسيقار بخيل: كيف اعتراف عبد الوهاب عن التهمة التي روجها عنه الحكيم؟

محمد عبد الوهاب وتوفيق
محمد عبد الوهاب وتوفيق الحكيم

"إن الموسيقار محمد عبد الوهاب مشهور بالبخل، وهو هنا يفسر أسباب هذه الشهرة، ويرد هل السؤال التالي: هل هو بخيل حقاً؟"

أجاب الموسيقار محمد عبد الوهاب عن هذه الشائعة في حواره مع مجلة الكواكب 1957، قائلاً: "في الواقع أن حكاية وصفي بالبخل بدأت كما تبدأ الإشاعات، والإشاعة لا تحتاج لمَن يثبتها، لكن تحتاج إلى مَن يرددها، فتصبح في حكم الحقيقة ! 

وتابع"مصدر هذه الإشاعة لا يزال مجهولاً لدىّ، وإن كنت أعتقد أن مروجها هو صديقي الأستاذ توفيق الحكيم، وتوفيق هو في الحقيقة أبخل فنان، أو بعبارة أدق "أفن بخيل"، أعني أنه يتفنن في البخل أو يجعل من البخل فنًا، ولست بعد هذا أنكر أن للإشاعة نصيباً أو ظلاً من الصحة، إذا اعتبر الناس أن الدقة أو الحرص يدخلان في باب البخل!". 

ونفى عن نفسه هذه التهمة وقال :"فأنا لست بخيلاً ويشهد بذلك كل أصدقائي، وخصوصاً توفيق الحكيم، الفيلسوف الضعيف الذاكرة، الذي يعرف الناس جميعأً ضعف ذاكرته، ويروون عنها الروايات والأساطير".

وحكى عن توفيق الحكيم، بعدما وصفه بالفيلسوف "الناسي"، أنه قد نسي مثلاً أيام كان يدعوه للغداء أو للعشاء"بل لقد نسي أيام أن كان يدعوني هو للغداء أو للعشاء، ثم يتضح عند دفع الحساب أنه "نسي" حافظة نقوده في البيت، وأضطر أنا طبعاً إلى إصلاح ما أفسدته ذاكرته الضعيفة، ومعدته القوية، والواقع أنني حريص ودقيق، وهذه صفات لا دخل للمسائل المادية فيها، وإنما هي مسألة تتصل بطبيعتي التي تدعوني إلى دراسة الأرض قبل أن أضع قدمي عليها!"

ولفت موسيقار الأجيال إلى أنه وكثيرون يعتقدون في صحة هذه الإشاعة بسبب حرصه على الخروج من البيت بلا نقود، لكنه ينفي الإشاعة:"ليس هذا الحرص ناتجاً عن البخل، لكن لأنني لا أقيم وزناً للنفقات الصغيرة التي ربما تشغلني عما هو أهم، وفي كثير من الأحيان أخرج من البيت بلا نقود، ثم أنسى أن سيارتي غير موجودة، وأضطر إلى ركوب سيارة أجرة، وهنالك أترك لأي صديق دفع أجرة الركوب". 

كان موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب يرى أن هذا لا يدل على البخل إطلاقاً، لأن البخيل في هذه الحالة يسير على قدميه ويوفر أجرة التاكسي. 

وتابع  عبد الوهاب:"الناس دائمًا يعتقدون أن ثروتي تسمح لي بأن أعيش مثل المرحوم آغاخان، فأمضي الربيع في قصر بباريس، وأمضي الصيف في فيلا على الريفييرا، وأشتري طائرة خاصة، وأضع نفسي في كفة، وثروتي في كفة أخرى محولة إلى ماس وزمرد وياقوت، وهؤلاء "مغشوشون"، فأنا فقير جداً بالقياس إلى نظرة هؤلاء الناس لثروتي، وأنا مبذر جداً بالقياس إلى مستوى معيشتي!".