رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

متى تعود ملاحة قناة السويس للعمل من جديد؟

قناة السويس
قناة السويس

تواصل هيئة قناة السويس جهودها لإنهاء أزمة جنوح سفينة الحاويات التابعة لشركة أيفر غرين لتعويمها، والتي جنحت الأربعاء الماضي.

تواصلت "الدستور" مع كبير المرشدين بقناة السويس للوقوف على تفاصيل أكثر عن الحادث وتوقعات المدة الزمنية لانتهاءه.

"بنهاية اليوم تقريبًا تنتهي هذه الأزمة".. بهذه الكلمات أكد القبطان وسام حافظ، كبير مرشدين قناة السويس الملاحية، قرب انتهاء أزمة جنوح سفينة الحاويات التابعة لشركة أيفر غرين بقناة السويس، وكانت السفينة التي ترفع علم بنما في رحلة من الصين إلى ميناء روتردام في هولندا، وكانت تمر باتجاه الشمال عبر القناة في طريقها إلى البحر الأبيض المتوسط عندما جنحت.

ويمر حوالي 12 في المئة من حجم التجارة العالمية عبر قناة السويس، التي تربط البحر الأبيض المتوسط بالبحر الأحمر وتوفر أقصر طريق بحري بين آسيا وأوروبا.

وأوضح حافظ أن السفينة كان يقوم بإرسالها اثنين من مرشدين قناة السويس ولا يمكن معرفة من المتسبب في حدوث أزمة جنوح السفينة حتى الآن،  ولكن الأهم حاليا هو إخراجها أولًا، ثم بعد ذلك يتم تفريغ كل الأوامر التي صدرت خلال عيوبها والتي تكون مسجلة ثم يتم مراجعتها بعد ذلك، للوقوف على الخطأ الذي حدث.


وأكد حافظ أنه بعدما يتم إنقاذها وتحريكها من ثم يتم بعد تخليص السفينة من مكانها يتم إرسالها إلى  البحيرات المرة لمعرفة سبب المشكلة، ثم يتم الكشف على المركب ومعرفة حالها وهل تستطيع الإبحار من عدمه، وهل يوجد بها أي اصطدمات من  فليس من السهولة عقب انتهاء المشكلة أن تبحر بسهولة فلابد التأكد أنها سليمة بنسبة 100 %.

وأشار حافظ إلى أنه ليس هناك سبب محدد حتى الآن لجنوح السفينة ولكن طرح بعض الأمثلة التي منها حدوث توقف في القيادة في أي وقت وتصبح خارج السيطرة، وممكن حدوث أي اصطدام بأي مكان، وسيتم معرفة سبب الخطأ هل من المرشد أم من القبطان أم غيره.

جدير بالذكر أن سفينة الحاويات البنمية "EVER GIVEN" تتبع الخط الملاحى "EVER GREEN"، يبلغ طول السفينة 400 متر، وعرضها 59 مترًا، فيما تبلغ حمولتها الإجمالية 224 ألف طن، وأسفر  الحادث عن تشكّل طابور طويل من السفن على الممر المائي.

وأكد "حافظ" أنه عند رصد المتسبب في الخطأ حتى لو كان من المرشد فالقبطان أيضا مسئول، فوفقا للقانون الدولي البحري المسئول هو القبطان، وليس المرشد، كما أن قناة السويس تبحث هل في خطأ من جانب المرشد من عدمه ومحاسبته، ولكن أمام القانون الدولي المسئول هو القبطان، مشيرًا إلى أن دور المرشد بقناة السويس أن يوجه مثل تلك السفن ويكون لديه الخبرة الكافية، ومثل تلك السفن ذات الحمولة الكبيرة والحجم تمر منذ سنوات وتعودنا عليها وتمر دائما دون مشاكل، وأثناء مرور السفن يتم توجيهها عدة مرات في المسار الصحيح حتى تمر بسلام من القناة.

ويقوم دور المرشدين على السفينة والذي أساسه الإلمام بالقناة وبكل خصائصها يقدم خبرته وعلمه لربان السفينة، من أجل عبور قناة السويس بأمان، فالمرشد يقود السفينة من بورسعيد إلى الإسماعيلية ثم من الإسماعيلية إلى السويس، ومن بورتوفيق يرشدها إلى الاسماعيلية، ثم مرشد أخر من الإسماعيلية إلى بورسعيد.

وقال كبير مرشدين قناة السويس، إنه في الوقت يتم بذل  مجهود كبير من هيئة قناة السويس وتقوم بعمل كل الإجراءات اللازمة لاخراج السفينة من مكانها، حيث يوجد حولها  عدد كبير من القاطرات للإنقاذ، ويوجد 2 كراكة لإخراج المركب من الطين ومنهم أكبر كراكة في قناة السويس حاليا، وتحاول حفر الأرض الطينية  من أسفل السفينة حتى يتم إعادتها للمياه مرة أخرى، فمعظم وحدات الإنقاذ الموجودة بقناة السويس موجودة حاليا حول السفينة، وتم عمل مسح للمركب من جميع الاتجاهات، وتأكدنا أن المركب سليم وكذلك مقدمتها وليس بها أي أضرار.

ولفت "حافظ" إلى أنه لم يتم رصد أي خسائر  في السفينة بل إنها عالقة فقط في المياه، ويصل وزنها إلى 220 ألف طن؛ لذا تستغرق وقت كبير في عملية لإنقاذها، وبعد ذلك يمكن أن يتم فرض غرامات عليها بسبب التعطيل  الذي تم في قناة السويس،  والوقت والمجهود الذي تم لإنقاذها، وكل ساعات التشغيل تلك ستتحملها  الشركة، ولكن سيكون هناك تفاهم بين الجانبين، حتى لا يكون هناك خسارة كبيرة للشركة.