رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

طلبات الصداقة العشوائية.. احذر قبول هؤلاء

طلبات الصداقة العشوائية
طلبات الصداقة العشوائية

قد لا نشك كثيرًا في بعض طلبات الصداقة المجهولة التي ترسل إلينا، فنقبلها من منطلق توسيع دائرة التعارف الاجتماعية واكتساب المزيد من الخبرات، إلا أن ما أثبتته المحاضر الرسمية وحذرت منه وزارة الداخلية أن وراء الكثير من طلبات الصداقة المجهولة عمليات نصب واحتيال كبرى، بل ويصل الأمور من خلال تلك الطلبات إلى ما هو أخطر بكثير.

فقد حذرت وزارة الداخلية من الصفحات الوهمية التي ترسل طلبات صداقة عشوائية عبر "فيسبوك"، ويتحدثون مع المواطنين زاعمين أنهم رجال أعمال ولديهم أموالًا يريدون استثمارها في مصر أو خلافه من طرق النصب المتعددة. نكشف في السطور التالية بعَضًا من الحالات التي تعرضت للنصب من خلال صفحات لحسابات اكتشف أنها وهمية.

تروي "م. س" مصورة أفلام وثائقية، أنها تعرضت للنصب من خلال استيلاء أحد المحتالين على نقود بطاقتها الائتمانية، الأمر بدأ كما أوضحت من خلال إرسال أحد الأفراد المجهولين إليها طلبًا للصداقة، ولم تجد شيئًا على حسابه يثير أي علامات شك بل امتلأ بالأدعية الدينية، ما ظنته أنه شخص على خلق وتدين، لذا قبلت الصداقة موضحة أنها تحب العلاقات الاجتماعية طالما كانت في حدود الأدب والاحترام وتبادل الخبرات على نطاق عام، ونشأت بينهما صداقة محدودة عن طريق إرسال بعض رسائل التهنئة في المناسبات المختلفة، وما شابه.

إلى أن جاء يوم وطلب منها إرسال رقمها للاستفسار منها على بعض المعلومات عن عملها، والتي تفيده بمجال عمله كمصور هاوٍ حسبما ادعى، وبالفعل وافقت "م.س" على ذلك، وقام بالاتصال بها وسؤالها عن هذه المعلومات العامة حول مجال التصوير دون أي خروج عن حدود الاحترام والأدب- حسبما وصفت.

فوجئت "م. س" في إحدى المرات برسالة واردة على هاتفها المحمول، حملت شعار أحد البنوك، طلب فيها إرسالها رقم البطاقة الائتمانية والبيانات الخاصة بها، لاستلام إحدى الجوائز المقدمة من البنك باعتبارها إحدى الرابحات عن طريق فوز رقمها، ولم تشك "س. م" لحظة أن هذه الرسالة مزيفة، وبالفعل قامت بكتابة البيانات المطلوبة، واصفة أنها صدقت مزاعم تلك الرسالة وفرحت بفوزها الوهمي، لتكتشف بعد ذلك أن جميع المبالغ الكبيرة الموجودة ببطاقتها الائتمانية قد تم سحبها، وهنا أيقنت أنها تعرضت لعملية نصب كبيرة، عن طريق التوصل إلى رقم هاتفهما من قبل أحد المجهولين ولم يكن مجهول لديها سوى هذاا لشخص الذي خدعها بالماسبقة العالمية وأغلق بعد ذلك حسابه، لتختم "م.س" حديثها بقولها أن تلك تلك التجربة مثلت درسًا كبيرًا لها تعلمت منه ألا تقبل أي طلبات صداقة إلا بعد التأكد الكامل من هويتها.

كاد هذا الفخ كذلك أن يقع فيه أحمد علي الذي خسر وظيفته والذي أعلن عبر صفحته عن حاجته إلى مساعدة أصدقاؤه للحصول على فرصة عمل، أحمد حسبما قال يضع رقم هاتفه على صفحته على "فيسبوك"، والتي لا يعرضها إلا لأصدقائه فقط، وفي ذات المرات وجد طلب صداقة تم إرساله له من قبل أحد الاشخاص الذين لا يعرفهم، ولكن بينه بعض الأصدقاء المشتركين القلة، لذا قرر قبول هذاا لطلب.

لم يتعرض هذا الغريب لأحمد بشكل مباشر، ولكن وجد ذات مرة اتصالًا تليفونيًا بهاتفه المحمول يهنئه فيه بالحصول على فرصة عمل بوزارة القوى العاملة، ولكن يطلب منه إرسال رقم البطاقة الإئتمانية، لتأكيد هذه الفرصة، وهو ما أثار في نفسه الشك فطلب من المتصل المجهول إعطائه مهلة متحججًا بأن البطاقة ليست معه، ليتأكد من مقر وزارة القوى العاملة عن حقيقة الوظيفة ليكتشف أن الأمر مجرد خدعة، لأن الوزارة لا تعين إلا من خلال مسابقات معلنة، ليكتشف أن هذا الاتصال التليفوني من أحد المحتالين أصحاب عمليات النصب، ورجح أن يكون وراؤه هذا المجهول صاحب طلب الصداقة.

الخبير التكنولوجي أحمد عارف أكد لـ"الدستور"أن هناك الكثير من طلبات الصداقة المجهولة، والتي يتم إرسالها من قبل البعض بشكل عشوائي، من أجل أغراض خبيثة يأتي بينها النصب والابتزاز، ومحاولة جذب البعض نحو أفكار متطرفة مرفوضة.

ويبين عارف أن بعض مرسلي طلبات صداقة العشوائية ينشرون روابط ضارة إلى مواقع ضارة قد تتسبب في "تهكير" جهاز متقبل الطلب بشكل كامل، والوصول إلى ملفات جهازه من خلال عدة أساليب يأتي القبول بطلب الصداقة أول الطريق إليها.

ويلجأ المحتال حسبما أوضح عارف إلى إنشاء ملفات تعريف وهمية على Facebook، ويطلب من الشخص أن يكون صديقه للوصول إلى المعلومات الشخصية التي يقيدها للأصدقاء فقط، والتي قد تتضمن معلومات الاتصال الخاصة بالفرد، والرسائل غير المرغوب فيها أو غيرها من المعلومات الشخصية التي قد تكون مفيدة في إعداده لهجوم تصيد احتيالي.

وتابع عارف أنه من الممكن أن يكون وراء الحساب الذي يطلب الصداقة من الفرد شخص على معرفة بمن يطلب منه الصداقة "الضحية" ويكن له عداوة، أو هناك بالفعل عداوة متبادلة بينهما، فيتخفى وراء حساب وهمي مجهول، من أجل التجسس على هذا الشخص، وإيذائه بعدة سبل.

وتنص المادة 336 عقوبات، على أنه"يعاقب بالحبس كل من توصل إلى الاستيلاء على نقود أو عروض أو سندات دين أو سندات مخالصة أو أى متاع منقول وكان ذلك بالاحتيال لسلب كل ثروة الغير أو بعضها أما باستعمال طرق احتيالية من شأنها إيهام الناس بوجود مشروع كاذب أو واقعة مزورة أو احداث الأمل بحصول ربح وهمى أو تسديد المبلغ الذى أخذ بطريق الاحتيال، أو ايهامهم بوجود سند دين غير صحيح أو سند مخالصة مزور، واما بالتصرف فى مال ثابت أو منقول ليس ملكا له ولا له حق التصرف فيه، وأما باتخاذ اسم كاذب أو صفه غير صحيحة. أما من شرع فى النصب ولم يتممه فيعاقب بالحبس مدة لا تتجاوز سنة. ويجوز جعل الجانى فى حالة العود تحت ملاحظة الشرطة مدة سنة على الاقل وسنتين على الأكثر".

وينصح الخبير التكنولوجي محمود سعيد أن يبحث الشخص قبل أن يبدأ في قبول أحد طلبات الصداقة، هل بينه وبين طالب الصداقة أصدقاء مشتركون؟ إذا كانت الإجابة "لا" فيعلم أنه قد يكون هذا الحساب مزيفًا.

كما يجب النظر حول إذا كان تاريخ هذا الشخص على "فيسبوك" جديدًا أم لا فإذا كان جديدًا فهناك احتمالية كبيرة، كذلك أن يكون هذا الحساب مزيفًا، كما ينبغي البحث هل لدى الشخص عدد صغير أو غير عادي من الأصدقاء وهل هم جميعهم من نفس الجنس؟ كافة هذه التساؤلات قد تحدد وجود خطورة من الشخص طالب الصداقة أم لا إلى حد كبير حسبما قال الخبير التكنولوجي.