رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الآباء المؤسسين لـ الدوري المصري




لما بدأت البطولة سنة 1948، كانت الأندية المشاركة، تنتمي لـ 3 أقاليم جغرافية: القاهرة بـ طبيعة الحال، العاصمة والمركز والمحروسة وأم الدنيا، مصر يعني. معاها الإسكندرية، الثغر والعاصمة الأقدم، وعروس البحر الأبيض، والمدينة الكوزموبليتان العريقة.
ثم ييجي بعدهم منطقة القناة، اللي كانت منطقة حيوية، نظرا لـ وجود الاجانب فيها بـ كثافة، ووجود قناة السويس نفسها، والمدن اللي نشأت حولها.
ماذا عن بقية البلد؟فين الصعايدة؟فين الفلاحين؟فين مطروح؟ فين السيناوية؟فين الغردقة والبحر الأحمر؟
الواقع، إنه لـ أسباب كتير مش مجال ذكرها، سينا ومطروح والبحر الأحمر، بره حسبتنا وكلامنا، مش بس في الكورة، إنما الصعايدة والفلاحين فين؟ما كانش فيه تمثيل ليهم خالص، ما كانش فيه "كرة قدم"في المنطقتين الجغرافيتين دول، مفيش "أندية" بـ المعنى المفهوم.
الصعيد اتأخر جدا في الظهور، ولما ظهرتقدر تعتبره ما ظهرش، ولـ حد يومنا هذا، الصعيد تقريبا بـ لا أنديةولا تواجد، اللهم إلا التواجد الجبري بـ القانون، ولو مفيش لايحة، بـ تخلي فيه نادي صعيدي، مش هـ نلاقي. مع ملاحظةإنه كمان فيه أندية محسوبة ع الصعيد، وهي مش كدا.
الفلاحين، ما كانش لسه فيه منصورة ولا محلة، ولا بلدية ولا طنطا، يمكن كانوا موجودين كـ مؤسسات، لكن نادي "كرة قدم" مفيش.
هذا الوضعخلى الصعايدة والفلاحين، يعتادوا على إنهم "ضيوف" ع الدوري، مفيش في الجينات، إننا من الآباء المؤسسين، ومن الشركاء في الأمر، ومن المنافسين الأساسيين.
أنا اتولدت في الصعيد، ما شفتش أي حد، بـ يشجع أندية الصعيد نفسها، يعني كان على أيامي المنيا، هي اللي ليها فريق في الدوري، كان زيه زي أي فريق، إحنا أهلاوية أو زملكاوية، الأهلي لما يلاعب أسمنت أسيوط، أو بترول أسيوط، أو أسيوط أسيوط، فـ أنا ما عنديش أوبشن تشجيع النادي الأسيوطي.
كذلك الزملكاوي، لما الزمالك يقابل نفس الأندية.
يمكن الصورة أقل في الدلتا، إنما برضه، ما أعتقدش إنه الطنطاوية مثلا، متعلقين بـ نادي طنطا، مفيش حد لو سألته، هـ يقول لك: أنا "طنطاوي".
لكندا مش حاصل في إسكندرية، ولا في القناة، دول آباء مؤسسين وشركاء، وبـ يعتبروا نفسهم "أصحاب حق".
طيب، في القاهرةكان فيه 4 أندية: الأهلي وفاروق (الزمالك) والترسانة والسكة الحديد، هـ نستبعد السكة الحديد، اللي ما كانش له قاعدة جماهيرية عريضة، إنما الأهلي والزمالك والترسانة، كان ليهم جماهير عريضة.
الأهلي والزمالك في المقدمة طبعا، إنما الترسانة كان ليها مشجعين كتير، وكانت راس بـ راس مع الأهلي والزمالك في المنافسة، وزي ما اتكلمنا في سلسلة "مباراة التتويج"، كتير يبقى في المنافسة لـ آخر لحظة، بل إنه كسب دوري 1963.
أول 13 نسخة من الدوري، كانت 11 لـ الأهلي، واحد لـ الزمالك، واحد لـ الترسانة.
يبقى كدا عندنا 3 أندية "آباء مؤسسين"، في إسكندرية، كان فيه الاتحاد السكندري والأوليمبي واليونان والترام، سيبك من الترام واليونان، خصوصا اليوناناللي اختفوا بعد حركة الظباط الأحرار، يعني عندنا الاتحاد سيد البلد والأوليمبي. كدا خمسة آباء مؤسسين.
منطقة القناة، كان فيها الإسماعيلي والمصري وبورفؤاد، بورفؤاد الأقل جماهيرية وأهمية، إنما الإسماعيلي والمصري لأ، ونزود على دا، إحساس الاضطهاد عند مدن القناة، اللي بدأ من أول موسم. دا خلق تعصب عند جماهير الفرقتين.
فـ المجمل، عندنا "سبع آباء مؤسسين": الأهلي والزمالك والترسانة، والاتحاد والأوليمبي، والمصري والإسماعيلي.
موسم 1957 – 1958
هبط تلات أندية من السبعة دول مرة واحدة، الإسماعيلي والمصري والاتحاد، الاتحاد الأكبر في إسكندرية، المصري الوحيد في بورسعيد، الإسماعيلي الوحيد في إسماعيلية (نادي "القناة" عمره ما كانت نادي جماهيري)
هذا الهبوط الثلاثي، خلق فراغ جماهيري حاد في بطولة الدوري، واحتقان في المدن التلاتة، الدولة ساعتها، شافت إنه الناس دي لازم ترجع الممتاز تاني، وفعلا، الاتحاد رجع أولا، تلاه المصري، تلاه الإسماعيلي، وبداية من سنة 1962، كان فيه قرار غير معلن، بـ الحفاظ على "الآباء المؤسسين" لـ الدوري، اللي هم عشان نفتكر سبع أندية.
الأرض لو تتزلزل، محدش فيهم ينزل، ثم حصلت النكسة، لما رجعنا من النكسة في السبعينات، نادي الترسانة ما بقاش الترسانة، والأوليمبي ما بقاش الأوليمبي، رغم ذلك، الدولة حافظت عليهم سنين طويلة، لـ حد ما بقاش بـ اليد حيلة، كمان جماهيرهم بدأت تنقرض، ثم فيه حاجة مهمة.
الترسانة في القاهرة، والقاهرة فيها أهلي وزمالك، فـ تمام. الأوليمبي في إسكندرية، وإسكندرية فيها الاتحاد سيد البلد، فـ تمام. هكذا، اختفى الترسانة والأوليمبيمن قائمة "الآباء المؤسسين"، وبقي خمس أندية.
الأهلي والزمالكوالاتحاد والمصري والإسماعيلي، الخمسة دول، محدش منهم هبط من ستين سنة، ومهما حدث، مهما حدث، محدش منهم هـ يهبط، تحت أي ظروف.
فـ وإحنا داخلين على موسم كروي صعب، أحب أقول لـ جماهير الأندية المذكورة: اطمنوا