رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سياسي تونسي يكشف لـ«الدستور» سبب خروج «النهضة» للشارع وفشل مشروعها السياسي

فريد العليبي
فريد العليبي

تعرضت حركة النهضة التونسية بقيادة راشد الغنوشي رئيس البرلمان، لانتقادات قوية بعد دعوتها أمس أنصارها للنزول إلى الشارع رغم ظروف فيروس كورونا، بعد اعتراضات شعبية قوية على سياستها ومحاولتها السيطرة على مقاليد السلطة في تونس.

وأكد الأستاذ الجامعي والمحلّل السياسي التونسي الدكتور فريد العليبي، في حوار خاص لـ"الدستور"، أن الشعب التونسي حمل حركة النهضة المسئولية عما آلت إليه أوضاع البلاد، قائلا إنها فشلت في السيطرة على رئيس الجمهورية قيس سعيد ولإجباره على الموافقة على سياستها.. وإلى نص الحوار:

كيف ترى التظاهرات التي خرجت من قبل أنصار حركة النهضة؟
يتعلق الأمر برد فعل على الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في تونس قبل مدة وجيزة وهي التي انصب فيها الغضب على الحركة ورئيسها راشد الغنوشي من خلال رفع شعارات تنادي بإسقاط النظام وتحميل الغنوشي شخصيا المسؤولية عن تردي الأوضاع المعيشية وتفشي البطالة والاغتيالات السياسية.
كما تعد أيضا محاولة من طرف الحركة لتثبيت المؤسسات السياسية التي تهيمن عليها وخاصة البرلمان الذي نادت تلك الاحتجاجات بحله وفضلا عن ذلك تستهدف النهضة رئيس الدولة قيس سعيد للحد من تأثيره واستباق ما يمكن أن يقدم عليه من حل للبرلمان.

برأيك لماذا وصف الرئيس قيس سعيد تظاهرات النهضة بأنها إفلاس سياسي؟
يدرك رئيس الدولة أن حركة النهضة تريد المحافظة على هيمنتها السياسية والضغط عليه للقبول بشروطها خاصة الإبقاء على الحكومة الحالية فهي تستعمل المال السياسي لحشد جموع من الناس لكي تصور نفسها باعتبارها قوة شعبية، ومن هنا يجب القبول بما تمليه عليه من شروط بينما يعتبر هو ذلك إفلاسا سياسيا فهو منتخب بأصوات تفوق الأصوات التي تحصلت عليها وهو لن يصغي لغير المطالب الشعبية في الشغل والتنمية والتعليم والصحة وغيرها، وهى المطالب التي تتحمل الحركة المسؤولية الأولى عن عدم تلبيتها فقد وعدت الشعب بحلول لمشاكله الاقتصادية والاجتماعية ولكنه لم يجن شيئا منها بل أن تلك المشاكل تفاقمت.

ما أبرز أسباب الخلاف بين رئاسة الجمهورية وحركة النهضة وهل تتوقع اتساع حدته الأيام المقبلة؟
السبب الرئيسي هو سعي الحركة الى الهيمنة الكاملة على الحكم، بما في ذلك مؤسسة رئاسة الجمهورية فضلا عن الحكومة والبرلمان والإدارة والمؤسستين الأمنية والعسكرية وهذا ما تنبه إليه قيس سعيد مبكرا فقد حاولت الحركة استمالته وتوظيفه لصالحها وعندما عجزت وضعت العوائق في طريقه ومارست تأثيرها على رئيس الحكومة الحالي هشام المشيشي وجلبته إلى صفها فأصبح رهن إشارتها وهذا ما لم يقبل به قيس سعيد، وهذا الخلاف سيحتد خلال المدة القادمة أكثر فأكثر.

هل تتوقع اتساع حركة الاحتجاجات وخروج تظاهرات مضادة لحركة النهضة الفترة المقبلة؟
الأزمة الاقتصادية والاجتماعية عميقة في تونس والبلاد على حافة الانهيار إن لم تكن قد أدركت ذلك المصير فعلا والأرقام الخاصة بنسبة النمو والعجز التجاري والتضخم وارتفاع المديونية والبطالة مرعبة وقد ردت الحكومة الحالية على الاحتجاجات الأخيرة بوسائل العنف والاعتقال بينما ظلت مطالب المحتجين الاجتماعيين على حالها وهذا ما سيدفع الى الاحتجاج مجددا، بل إن الاحتجاجات متواصلة حاليا هنا وهناك وقد مست الآن قوى اجتماعية جديدة مثل الفلاحين.