رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«حق يعود».. فتح باب التظلمات للمحذوفين من بطاقات «التموين»

بطاقات التموين
بطاقات التموين

مصطفى: انتظرنا فتح باب التظلمات مرة أخرى حتى نسترجع قوتنا الشهري


مصطفى عبد الناصر، موظف أربعيني، يقطن منطقة حدائق القبة، وهو أحد ضحايا الحذف العشوائى، فكانت بطاقته التموينية تضم 5 أفراد، تصرف لهم كل شهر السلع والخبز، إلا أنه فوجئ مطلع مايو الماضي بوقف بطاقته التموينية لأسباب غير معلومة.

يذكر مصطفى، لـ«الدستور»، أنه توجه إلى مخازن صرف التموين يوم 5 مايو، وعلم بوقف البطاقة الخاصة بالخبز والسلع التموينية، وحذف فردين منها، على الرغم من أن كل أولاده مقيدون فيها منذ 2012 ولم يستجد إضافة أطفال أو أفراد آخرون.

مصطفى رب أسرة لديه 3 أولاد، فى مراحل تعليم مختلفة، اثنان منهم فى مرحلة التعليم الثانوى، التى تتكلف شهريًا 2000 جنيه للدروس الخصوصية، وثالث فى المرحلة الابتدائية، في المقابل يتلقى راتب لا يتعدى 3 آلاف ويعتمد على راتب زوجته لدفع الفواتير وخلافه، لذا كانت البطاقة تمثل له أهمية قصوى.

واشتكى مصطفى قائلًا: «من ساعة ما البطاقة اتوقفت واحنا مش عارفين نجيب عيش ولا زيت ولا سكر يكفينا، مابخدش أى سلع مدعمة بقالى شهر، ومفيش أى دخل للأسرة تانى، وأي مبلغ المفترض أنه يتدفع بيه فواتير كهربا وغاز بقى يتخصص للمخزون الشهري من السلع فراكم علينا فواتير 5 شهور متواصلة".

ويشير إلى أن بقال التموين نصحه بالذهاب لمكتب التموين فى منطقة حدائق القبة، فتوجه إلى هناك واشترى استمارة بـ5 جنيهات من أمام المكتب وملأها بالبيانات المطلوبة إلا أن المكتب أكد له فى النهاية أن الأمر ليس فى أيديهم وأن وزارة التموين هى من أوقفت البطاقات وحذفت من تراهم لا يستحقون الدعم.

يكمل أنه حاول كثيرًا حل الأزمة واسترجاع التموين لكن كان انقطاعها مع ذروة الكورونا المستجد فلم يتمكن حتى الآن من حلها، خاصة أنه انشغل بإصابة عدد من أفراد أسرته بالفيروس، لذا انتظر كما أعلمه مدير مكتب التموين فتح باب قبول التظلمات من المحذوفين مرة أخرى كما حدث في فبراير 2020، وزاد الأمل بعد أن علم أن هناك من تمكن من العودة مرة أخرى وتلقى الدعم كما كان.

◄ متظلمون: السماسرة استغلوا فتح باب التظلمات

لكل أزمة سماسرتها، لذلك ينتشر سماسرة مكاتب التموين الذين يستغلون مشاكل الغلابة، يقفون أمام المكاتب بدعوى مساعدة أصحاب المطالب، لكنهم فى الحقيقة يستولون على أموالهم.

الحاج أحمد مرزوق، من أمام مكاتب تموين منطقة الزلزال، كشف عن وجود ما يُسمى سماسرة مكاتب التموين، يظهرون وقت الأزمات وينتشرون حول المكاتب، التى توجه المواطنون إليها لشراء أوراق لا حاجة لهم بها، بدعوى أنها تحل مشاكلهم ويأخذون عليها أموالًا كثيرة.

يقول الرجل: «من ساعة ما الحكومة شالت ناس ووقفت البطاقات وفيه هنا مكاتب تصوير، موظفين التموين بيقولوا للناس خدوا منها استمارات لتجديد البيانات المفروض أنها مجانية، لكنهم يبيعوها بـ5 جنيهات، ويملوها بـ5 جنيهات برضو، وبتكون ورقة مصورة بشلن مش مطبوعة، وفى الآخر منعرفش الفلوس دى بتروح فين؟".

في المقابل وضح محمد الشحات مستشار وزير التموين أن العام الماضي شهد تعاون مع وزارة الداخلية لتحديث بيانات حاملي بطاقات التموين، وتبين أن كمية الأخطاء الموجودة في قوائم مستحقي الدعم كانت كبيرة لأسماء مكررة وأرقام خاطئة ببطاقات الرقم القومي لبعض المواطنين، وهناك من ليسوا على قيد الحياة لكن لازلوا مدرجين بها ويصرف ذووهم السلع والخبز بانتظام، فهناك أرقام قومية مكررة ونسبة التكرار كانت تصل لـ 20 مرة لنفس الشخص وهناك رقم واحد فقط صحيح.

موضحًا أن أكثر من 70 مليون مواطن يصرف خبز بمعنى أن هناك 70 مليون بطاقة صحيحة، مؤكدا أنه تم حذف 10 مليون مواطن لا يستحقون دعم الخبز بقيمة 5 مليارات جنيه.

وأضاف الشحات، لـ "الدستور" أنه عندما تم حذف ما يقرب من 700 ألف أسرة ساعدناهم مرة أخرى ولكن تم مراعاة المعايير لإعادتهم، لافتًا إلى أن الدعم النقدي أكثر كفاءة ولكن لابد من توفير السلع المطلوبة، مشيرا إلى أن 70 مليون مستفيد من الخبز ما يعني أن 70% من المصريين يستفيدون من الخبز، وأن المدعم بخمس قروش فقط مما يكلف الدولة 53 ونصف مليار جنيه، لافتا إلى أن الخبز يعتبر من أهم العناصر الداعمة للأمن الغذائي الحقيقي.

وتابع: «العيش رائع وكويس في الفترة لأخيرة، والشكاوي قلت فيما يخص الخبز»، لافتا أن متوسط استهلاك القاهرة من الخبز أقل من محافظة المنيا، وأسعار القمح عالميا مستقرة».

وأضاف مستشار وزير التموين إن إعادة المحذوفين من البطاقات التموينية على مدار الاشهر السابقة تمت بعد التأكد من أحقيتهم، مضيفا أنه سيتم استخراج بطاقات للعمالة غير المنتظمة بعد التأكد من بياناتهم. وأوضح، أنه لم يتم اتخاذ قرار بإضافة مواليد جديدة حتى الآن والأولوية للفئات الأكثر احتياجا.

والاستفادة من حذف المستحقين مكنت الدولة من دعم 2 مليون مواطن من المواطنين الأكثر احتياجا فاستفادوا بالسلع التمونية.

◄ حق يعود.. التموين تيسر عودة المحذوفين

واتساقًا مع خطة الدولة لدعم المستحقين وتوفير حياة كريم فتحت وزارة التموين والتجارة الداخلية باب التظلمات مرة أخرى خلال الأيام القلية الماضية، وناشدت من حذفوا بالخطأ أن يقدم تظلما، وهذا التظلم من الممكن تقديمه إلكترونيا عبر موقع دعم مصر أو ورقيا.

- تقديم تظلم على الحذف من البطاقات التموينية لا يحتاج أي مستندات أو أوراق هو فقط يحتاج أن تدخل إلى موقع دعم مصر، وتقديم التظلم وذلك من خلال اتباع الخطوات الآتية:

أولا: تتوجه إلى موقع دعم مصر، والدخول إلى التظلمات ومن ثم تقوم بملء البيانات
رقم البطاقة التموينية.
رقم المحافظة.
الرقم القومي.
أسباب التظلم.

ولابد من كتابة رقم الهاتف مع أسباب التظلم حتى يتم التواصل مع صاحب البطاقة، وهنا يتم قبول الطلب أو رفضه.