رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

علم وشعر وسماع فى الليلة 37 من ليالى الوصال للطريقة البودشيشية

جمال الدين القادري
جمال الدين القادري

واصلت مؤسسة الملتقى ومشيخة الطريقة القادرية البودشيشة بالمغرب تنظيم ليالي الوصال "ذكر وفكر في زمن كورونا"، بشراكة مع مؤسسة الجمال، من خلال تنظيم الليلة الرقمية السابعة والثلاثين، والتي تم بثها مباشرة عبر الصفحات الرسمية الرقمية لمؤسسة الملتقى.

شارك في هذا السمر الروحي ثلة من العلماء والمثقفين والمادحين الذين قدموا عروضًا متنوعة، كما تم عرض شهادات حية لمريدي الطريقة من جنسيات مختلفة حول تجربتهم الدينية وثمار التربية التي تلقوها في أحضان الطريقة القادري البودشيشية، منها شهادة عادل بولو وشهادة ساندومورا من فرنسا.

انطلقت الليلة الروحية بتلاوة مباركة لآيات بينات من الذكر الحكيم بصوت المقرئ المغربي يحيا الحلاوي، تلتها المداخلة العلمية الأولى للدكتور أحمد الغزالي، خريج دار الحديث الحسنية وباحث في الفكر الإسلامي، حول موضوع "تنمية البعد الأفقي والعمودي لدى كل مسلم صوفي"، أوضح في بدايتها أن التصوف هو استشراف لمقام الإحسان، وأن الصوفي هو من يتحقق بعلو الهمة، وذلك بترويض نفسه على الذكر الكثير وعلى القناعة واليقين وهو ما يثمر الطمأنينة، وبين أهمية ذكر الله- عز وجل- في تحصيل اطمئنان القلب وصلاح الباطن مستشهدًا بآيات قرآنية وأحاديث نبوية شريفة، كما أبرز ثمار الصحبة في إطار علاقة الشيخ بالمريد.

أما المداخلة العلمية الثانية، فكانت للدكتور منير القادري بودشيش، مدير مؤسسة الملتقى ورئيس المركز الأورومتوسطي لدراسة الإسلام، اليوم، الذي تناول موضوع "التوكل على الله: أخذ بالأسباب ورضى بالقدر"، بين في بدايتها أن طرق الوصول إلى الله كثيرة، وأنه ينبغي للمؤمن الصادق أن يختار أقربها، الذي يتجسد في أعمال القلوب التي تفضل أعمال الجوارح ومنها التوكل على الله، وأضاف أن التوكل مصباح يضيئ حياة المؤمنين ويرزقهم السكينة والسرور، فمن رزق التوكل على الله رزق مفتاح بابه الأعظم، مستشهدًا بقوله تعالى "وَمَنْ يَّتَوَكَّلْ عَلَي اَ۬للَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ" (سورة الطلاق الآية، 3)، ونبه إلى أن التوكل يقتضي الأخذ بالأسباب مع كمال الثقة بالله مسبب الأسباب، مؤكدًا أن ما تشهده البشرية اليوم من تسارع للبلاء، والبلوى يفرض علينا الحرص على هذه اللطيفة الربانية وتوطينها في القلوب والسلوك، وشدد الدكتور القادري على أننا اليوم بحاجة لإحياء قواعد التصوف القائم على الفهم الصحيح للمقاصد الشرعية والملتزم بالآداب الإسلامية.

فيما كانت المداخلة الثالثة للدكتورة مجدولين نهيبي، أستاذة التعليم العالي بكلية علوم التربية بجامعة محمد الخامس بالرباط، متخصصة في اللسانيات وقضايا التعليم والتصوف حول موضوع "دور الورد اليومي في التربية والترقي الروحي انطلاقًا من حكم ابن عطاء الله السكندري"، تناولت من خلالها الدور التربوي والتزكوي للذكر الفردي اليومي في إطار الصحبة والتربية الإحسانية، كما تم تقديم ترجمة تقريبية باللغة الإنجليزية للمداخلة السابقة للدكتور منير القادري في الليلة الخامسة والثلاثين التي أقيمت السبت 9 يناير 2021، حول موضوع القناعة والرضا مفاتيح السعادة في الدارين"، من طرف الدكتور إدريس الراشيدي.

وقد تضمن برنامج هذه الليلة عرض شريط فيديو عن الشيخ سيدي حمزة بصوت الإعلامي المتميز أحمد لخليع، يبرز الدور الكبير الذي لعبه في تربية مجموعة من الأجيال، الذين زرع فيهم قيم الذكر والمحبة والصلاح ومحبة الوطن، وهو الدور الذي لا يزال مستمرًا مع الشيخ الحالي الدكتور مولاي جمال الدين القادري، وكذا تقديم قصيدة شعرية في حق الشيخ سيدي حمزة جادت بها قريحة الدكتور عمر الجعيدي وهو متخصص في القراءات القرآنية.

كما تخللت فقرات الليلة كالعادة وصلات من السماع والمديح الصوفي لمنشدين متألقين من المغرب وخارجه، تتضمن مشاركات فردية لكل من حكيم خيزران، وفتح الله ومحمد الشتيوي، ومشاركات جماعية، ويتعلق الأمر بكل من المجموعة الوطنية للمديح والسماع، ومجموعة الصفا بفرنسا، كما تميزت هذه اللية بمشاركة مجموعة برعومات الطريقة بوصلة متميزة.

وتم ختم أطوار هذا السمر الروحي بفقرة "من كلام القوم"، للأستاذ إبراهيم بلمقدم، أعقبها برفع الدعاء الصالح سائلا المولى- عز وجل- الحفظ لمولانا أمير المومنين وولي عهده، ولوطننا الحبيب، وسائر بلاد المسلمين والبشرية جمعاء.