رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مركز الحوار العالمي يستهل لقاءاته بتعزيز القيم والتضامن بين أتباع الأديان

مركز الحوار العالمي
مركز الحوار العالمي

عقد مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في فيينا، بحضور أعضاء مجلس إدارته متعدد الأديان، أولى فعالياته للعام الجديد، لقاءً افتراضيًا حول القيم والتضامن والأمنيات الشخصية، لإبراز رؤية المركز الداعية إلى التعاون والداعمة للتضامن والتفاهم بين أتباع الأديان والثقافات على أساس المشتركات الإنسانية، وتطلعاتهم المرجوة للعالم، وذلك ظهر اليوم الثلاثاء 12 يناير الجاري.

وأشار الأمين العام لمركز الحوار العالمي فيصل بن معمَّر، إلى أن هذا اللقاء يشكِّل دعوة لنذكر أنفسنا وغيرنا أننا لا نقف وحدنا في الخطوط الأمامية لمجابهة جائحة كوفيد-19، متحدين بتعاليم الأديان التي نعتنقها، ومدعومين بالقيم الدينية والكونية التي تكفل الحياة الهانئة للبشر، لصيانة حقوقهم وتحفظ كرامتهم الإنسانية، جنبًا إلى جنب مع الحكمة والتضحية والتوجيه من الأخيار من أتباع الأديان والثقافات لا حصر لهم.

وشدَّد ابن معمر على إعادة جائحة كوفيد-19، رسم معالم العالم اليَوم، وظهر تأثيرها على هيئة حياتنا وطرائق عيشنا بشكل مباشر، مشيرًا إلى أنها في أقل من عام، قد أودت بحياة 1.8 مليون شخص. وفضلًا عما ساهمت في تباعدنا ودفعت الجميع إلى العزلة وأضرت بصحتنا وهددت أمننا واستقرارنا؛ لم يسلم أحدٌ من تبعاتها وتضرر الجميع منها بأشكال مختلفة وبدرجات متفاوتة، وأحدثت شروخًا، يتوقع أن يستمر تأثيرها إلى أمد غير معلوم، بعدما أجبرت الجميع على معرفة مساوئ النفس وسلبيات مجتمعاتنا بقدر ما أبرزت اللاإنسانية التي تسكنها؛ بعدما لم ترحم ضعيفًا ولم تُغِث محتاجًا ولم تسعف ملهوفًا.

وأوضح الأمين العام للمركز أن التاريخ سيكتب أن العام الماضي، واحد من أكثر الأعوام اضطرابًا والذي تتجنب ذاكرتنا تذكره، بعدما تعالت فيه أصوات الانقسام المجتمعي وتصاعد خلاله خطاب الكراهية، مستدركًا أنه بالرغم من كل هذه المساوئ والاضطرابات والمعاناة، إلا أن الخير في الإنسانية متواصل، مشددًا على أن الرحمة مفهوم عالمي متفق عليه، رغم اختلاف مرادفاتها في اللغات كافة، وبذلك فإن جميع أتباع الأديان والثقافات تحتفي بالحب الذي يغمرنا به الخالق، جلَّ وعلا، وعلى أساسهِ؛ يجب أن يحب بعضنا بعضًا وأن نتبادل الرحمة، معتبرًا أن القيم الكونية، وما تتضمنه من قيم المودة والتراحم والرجاء إلى الرحمة والإخاء، هي ما يجمعنا على كلمة واحدة بتضافر جهودنا لإرساء السَّلام، وإنها هي المبادئ التي يعول عليها مركز الحوار العالمي لتجسيد رؤيته بشأن التعارف والتفاهم بين أتباع الأديان، وقوة التعاون والعمل الجماعي فيما بينهم؛ ما يؤسس لعالَم أفضل.

وأكد الأمين العام لمركز الحوار العالمي في ختام كلمته على أنه مهما كانت التحديات التي ستواجه البشرية في العام الجديد 2021م؛ حتمًا أن بشائر الخير تلوح في الأفق، آملًا أن يكون عامَ تجديدٍ، مفعم بالأمل والرجاء، مشددًا على التزام مركز الحوار العالمي واستعداده التام لبذل جهوده المتواصلة من أجل بناء حوار عالمي بين أتباع الأديان والثقافات ليعم السلام أرجاء العالم.

وشارك باللقاء الكاردينال ميغيل أنخيل أيوسو، رئيس المجلس البابوي للحوار بين أتباع الأديان، الدكتورة كيزيفينو آرام، مديرة شانتي أشرام، سعادة الدكتور محمد السماك، أمين عام اللجنة الوطنية للحوار المسيحي الإسلامي في لبنان، سيادة المطران أيمانويل أداماكيس، مطران فرنسا وممثل البطريركية المسكونية، سعادة الدكتور حمد الماجد، عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض، القس ريتشارد سودوورث، أمين الشؤون الدينية المشتركة لرئيس أساقفة كانتربري والمستشار الوطنّي في الشؤون الدينية، كبير الحاخامات ديفيد روزن، المدير الدولي للشؤون الدينية في اللجنة اليهودية الأمريكية.