ذكرى استقلال السودان.. رحلة الكفاح ضد الاستعمار والحروب الأهلية

يحتفل السودان بالذكرى الـ65 لاستقلاله، حيث رفع العلم على أرضه كدولة ذات سيادة مستقلة في 1 يناير عام 1956.

وفي الأول من يناير عام 1956 أعلن رئيس الوزراء السودانى إسماعيل الأزهرى استقلال بلاده بعد تعذر تحقيق الوحدة مع مصر، وتحقيق وحدة وادي بعد جهود مضنية قادها في مجلس النواب إلا أن البرلمان صوت على الاستقلال عن مصر، وقد رحبت القاهرة بهذا الأمر واستمرت في دعم شقيقتها وحصلت الخرطوم على استقلالها عن الحكومة البريطانية والمصرية المشتركة التي أدارت السودان.

وقفت مصر إلى جانب السودان للمطالبة برحيل القوات البريطانية، ورغم أن السودان كان يضم حوالي 600 مجموعةٍ عرقيةٍ تتحدث بأكثر من 400 لغة، إلا أنه لم يحدث أي صراعات نتيجة للتفاهم الذي ساد في ذلك الوقت ودعمته مصر.

وعقب استقلال السودان وضعت الجمعية التأسيسية وثيقةً الدستور الانتقالي الذي وضع لجنة عليا مكونةً من خمسة أعضاء وفي فبراير عام 1956 شكلت حكومةً بعد كل هذه الاضطرابات التي عانت منها البلاد بعد استقلال السودان، إلا أن الأمور لم تستتب حتى قام ابراهيم عبود بانقلابٍ عسكريٍّ، وهو جنرالٌ متقاعدٌ في الجيش، في 17 نوفمبر 1958، بحل جميع النزاعات مع مصر، بما في ذلك مشكلة نهر النيل.

ووسط هذه السنوات شهد السودان الحرب الأهلية الأولى من 1955_1972 حيث خاض الجنوب حربا ضدالحكومة المركزية في الفترة من عام 1955 إلى 1972، اندلعت الحرب الأهلية الأولى، وفيه حارب المتمردون الجنوبيون، تحت لواء الحركة الشعبية لتحرير السودان وفي عام 1972 وقعت اتفاقية أديس أبابا ونصت على منح جنوب السودان استقلالًا إقليميًا، ولمنطقة أبيي، الواقعة على الحدود الشمالية الجنوبية، تقرر القيام باستفتاءٍ من أجل تحديد لأي جزءٍ ستتبع هل الجنوب ام الخرطوم.

ولم تهدأ الأمور قليلا حتى اندلعت الحرب الأهلية الثانية في الفترة من 1983-2005 عندما قدم الرئيس جعفر النميري قوانين سبتمبر وتراجع عن اتفاقية أديس أبابا للاستفتاء في أبيي، لتخوض الحركة الشعبية لتحرير السودان حربا ضد الحكومة السودانية حتى عام 1989، حينما توصل الطرفان إلى اتفاق سلام، لكن قام الإخوان والرئيس المخلوع عمر البشير بانقلاب 30 يونيو 1989، ونبذ اتفاق السلام اندلع الصراع من جديدٍ. وأدت الحرب الأهلية الثانية الى مقتل مليونين ونصف المليون وتشريد أربعة ملايين نسمة في الفترة من 1983 و2005 حتى انتهت الحرب الأهلية بتوقيع اتفاقية السلام الشامل في عام 2005 والتي انتهت بإعلان استقلال دولة جنوب السودان في 2011.

ورغم ذلك استمر نظام البشير في خلق اضطرابات في دارفور وبعض المناطق حتى قامت الثورة الشعبية في ديسمبر 2019، واطاحت به واستطاع السودان الجديد التوصل لاتفاق سلام جديد في عموم البلاد لينهي حروبا أهلية دامت أكثر من 50 عاما.