رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«لم يكن الزواج حلمها وأرادت أن تكون راقصة».. اعترافات نوال السعداوي عن حياتها

نوال السعداوي
نوال السعداوي

تعتاد الكاتبة الدكتورة نوال السعداوي على إثارة الجدل في أعمالها الروائية، من خلال ما تطرحه من أفكار وحقائق عن واقع المرأة المصرية بصفة خاصة والعربية بشكل عام.

وليست الرواية فقط ما أبدعت فيها نوال السعداوي، فهي صاحبة إسهامات كبيرة في مجالي القصة القصيرة والمسرحية، والبحث حول "المرأة والجنس، الأنثى هي الأصل، الرجل والجنس، الوجه العاري للمرأة العربية، والمرأة والصراع النفسي"، وغيرها من الأفكار.

وكانت لنشأة نوال السعداوي أثر كبير في مواقفها التي اعتادت على طرحها وتناولها، فتقول عن ذلك في حوار لها بمجلة "الحياة الثقافية" بعددها رقم 175 والصادر بتاريخ 1 سبتمبر لعام 2006: أنا ورثت عن جدتي الفلاحة – أم أبي – وهي أمية ورثت عنها إرادتها الحديدية – كان لها إرادة حديدية – كانت امرأة فقيرة وعلمت ابنها الذي هو والدي في الكبر، بـ3 جامعات في مصر: الأزهر والقضاء الشرعي ودار العلوم وكانت زعيمة للقرية تقود الفلاحين والفلاحات ضد العمدة والملك والإنجليز".

وتابعت: أذكر وأنا عندي 5 سنوات، أنها كانت تمسكني في يدها وراحت للعمدة ومعها الفلاحون وتقول له "أنت بتاخد المحاصيل وتسرق عرقنا وجهدنا وربنا حيحرقك في النار" فقال لها: "أنت أمية.. أنت تعرفي ربنا.. أنت لم تقرئي القرآن"، قالت له: "ربنا هو كتاب.. ربنا هو العدل"، فهذا هو الدرس الأول الذي تعلمته في الدين والفلسفة.

وعن تفوقها في الدراسة؛ أوضحت أنها كانت الأولى دائما في الدراسة، لأنها كانت خائفة من والدها الذي كان يقول لها "إذا فشلت يوما في المدرسة أبقيك في البيت وأزوجك".. كان هذا الكلام يخيفيها، ويحفزها على أن تصبح الأولى.

لم يكن الزواج هو حلم نوال السعداوي، مؤكدة خلال الحوار: أنا لما أحلم أبدا بالزواج، لأن أمي كانت نادمة على زواجها، لقد أحبت أبي وكانت حياتهما سعيدة جدا، ولكن كان عندها طموح، كان أبوها جدي محمود بك سكري مدير القرى العسكرية أدخلها مدرسة الراهبات الفرنسية وكان عندها أحلام أن تكون مثل "مدام كوري" وتكتشف الراديو وتحصل على جائزة نوبل، وليس كنجيب محفوظ، فلم يكن هذا مثلها الأعلى، ولكن كانت لديها طموحات كبيرة وقد بكت ليلة الزفاف.

ولنوال السعداوي تجربة قاسية مع الزواج وهي في سن العاشرة من عمرها، قائلة: حاولوا تزويجي في القرية وأنا في العاشرة من عمري، وكنت أتمرد وكنت في صراع ضد القيم، وكان والداي يساعدانني ضد القبلية، فأنقذت من الزواج في سن العاشرة، وبسبب تفوقي داخلت كلية الطب وأنا لم أحلم بالطب ابدا، لم أحلم بالرداء الأبيض وكنت أكره الأطباء.

وأضافت: طبعا كنت أريد أن أكون راقصة وأعزف البيانو وأغني وأرقص، وردا على سؤال "راقصة كفيفي عبده؟"، قالت: لا.. لا هذه لا ترقص.. هؤلاء لا يرقصون.. الرقص شيء آخر، الجسم والعقل لا ينفصلان، الرقص عملية فكرية، نحن نأخذ الرقص في بلادنا على أنه عملية جسدية، الناس يحتقرون الراقصات، الرقص متعة فكرية يعني حينما أكون روائية ومفكرة وفيلسوفة أنا أرقص بطريقة أخرى، لأن الجسم والعقل والروح تلتحم معا في كيان واحد، لكن عندنا المرأة ترقص بجسمها فقط، وهو منفصل عن العقل.