رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أبوالغيط: خطة ترامب لن تشكل منطلقًا لـ بايدن فى التعامل مع فلسطين وإسرائيل

أبو الغيط
أبو الغيط

قال الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط، إن الخطة التي تبنتها وطرحتها الإدارة الأمريكية المغادرة لن تشكل منطلقًا للإدارة الجديدة في التعامل مع ملف عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مشيرًا إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومن حوله، كانوا يتعاملون مع هذا الملف برؤية معينة كانت تُناقض الأساس الذي قامت عليه عملية السلام لعقود، "ولا أقول إن عملية السلام ذاتها مقدسة أو لا يجب المساس بها، لكن أساسها الذي قامت عليه يجب أن يكون غير خاضع للتعديل والاجتهاد والإلغاء كما رأينا".

جاء ذلك في حوار صحفي مطول أجراه أبوالغيط مع صحيفة "العرب" اللندنية، نشرته اليوم الأربعاء، تطرق خلاله لعدد من القضايا العربية الملحة مثل مصير صفقة السلام الأمريكية، كما شرح رؤيته لتعامل الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة الرئيس جو بايدن مع القضية الفلسطينية، وتناول الحوار الموقف على صعيد الأزمتين السورية والليبية، والتدخلات الإيرانية والتركية في المنطقة العربية.

وأكد أبوالغيط أنه من الضروري أن يجري العمل بقوة وبصورة حثيثة على تنفيذ حل الدولتين، إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وبزوغ الدولة الفلسطينية المستقلة، لافتًا إلى أن رؤية ترامب كانت تنطوي على إجحاف كبير بالحقوق الفلسطينية، وميل غير مسبوق للمواقف الإسرائيلية اليمينية، كما أن الإجراءات الأمريكية على أرض الواقع كانت معادية للفلسطينيين وسلطتهم الوطنية، وأعطت انطباعًا واضحًا بالانحياز ضدهم، وجعلت من الصعوبة على أي طرف فلسطيني التعامل إيجابيًا مع الأفكار التي تطرحها.

وقال أبوالغيط "في ضوء ما نعلمه من مواقف الرئيس المنتخب جو بايدن، أراه أقرب إلى الأسلوب الدبلوماسي الأمريكي التقليدي المؤسساتي الذي عمل لسنوات على رعاية عملية سلمية تنطلق من رؤية الدولتين، إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وعدم شرعنة الاستيطان، وهذه كلها مواقف تبنتها إدارات أمريكية متعاقبة، سواء كانت جمهورية أم ديمقراطية".

وعن رؤيته لسلوك القوى الإقليمية غير العربية، تركيا وإيران وإسرائيل، في الإقليم، أضاف أبوالغيط "هذه القوى لها أهداف ومصالح تُريد تحقيقها في المنطقة العربية، في العقد الأخير شهدنا نوعًا من التهور السياسي من جانب تركيا وإيران اللتين أظهرتا نهمًا ورغبة في الانقضاض على ما تصورا أنه مكاسب لهما بسبب الفوضى التي دخلت فيها بعض دول المنطقة منذ 2011".

وتابع أبوالغيط "البعض يعتقد أن تصدينا كعرب للتدخلات والسياسات الإيرانية والتركية يعني كما لو كنا نُقر أو نقبل بالسلوك الإسرائيلي، وهذا أمر خاطئ بالتأكيد، فالعلاقات العربية مع إسرائيل مهما شهدت تحسنًا على مستويات معينة، ستظل من وجهة نظري بعيدة عن القبول الشامل مادام احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية والعربية مستمرًا".

وحول الأزمة الليبية، قال أبوالغيط "هناك حراك سياسي ودبلوماسي كبير لحلحلة الأزمة، والتوصل إلى تسوية متكاملة، ففي ليبيا وضع مركب ومعقد للغاية، بأبعاده السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية، ونحن طالما أكدنا أنه لا يوجد أي حل عسكري للأزمة، وهذه التسوية يجب أن تكون ليبية - ليبية ووطنية خالصة ووفق أسس جامعة يتوافق عليها الليبيون أنفسهم، بشكل يحافظ على وحدة أراضي وسيادة الدولة، وبعيدًا عن أي تدخلات خارجية بمختلف أشكالها ومظاهرها".

وأوضح أن هناك موقفًا عربيًا واضحًا في إدانة ورفض كل أشكال التدخلات الخارجية في الشأن الليبي، التي جعلت من ليبيا مسرحًا للتدخلات العسكرية لدولة عضو في الجامعة العربية.

وعن الأزمة السورية والتدخل العسكري المباشر وغير المباشر لعدد من الأطراف، قال أبوالغيط "إن هذا التدخل أسهم في تعقيد هذه الأزمة وإطالة أمدها، لأن كل الأطراف المتدخلة لها مصالح تريد تحقيقها، وبعضها يظن أنه استثمر في هذا النزاع عبر سنوات، ولا يُريد أن يخرج من دون مكاسب، والخطير ما يحمله بعض هذه الأطراف من نوايا لتواجدٍ طويل الأمد يُمهد له بإجراءاتٍ وسياسات تهدف إلى تغيير ديموغرافي في بعض المناطق السورية، وهذا أمرٌ مرفوض عربيًا وجرى التعبير عن هذا الرفض في عدة قرارات صادرة عن المجلس الوزاري للجامعة العربية".

وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية رؤيته من أن خسارة العرب من الثورات التي تُدعى خطأ بالربيع العربي هي خسارة شاملة ومؤكدة، فالمُشكلات القائمة تحتاج للإصلاح والتطوير وليس التثوير، مُضيفًا "أن أخطر ما جاءت به 2011 هو زعزعة شرعية الدولة الوطنية، التي لا يمكن أن تكون محل خلاف، وإلا كان ذلك نوعًا من الانتحار القومي".