رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«بِشر» و«فشير».. ثم من؟!!


لاشك أن الثورات وهى تزلزل عروش السلاطين تهز بشدة كل الثوابت الوهمية التى حاول ملوك الاستبداد زرعها والتأكيد على أنها من ضرورات الحياة فى ظل نعيم الأباطرة وحكام الغدر والخيانة.

لقد تصور نظام حكم الإخوان أن أمر تغيير الثوابت الوطنية المصرية وهويتها أمر ممكن عبر صناديق مدفوعة الأجر، وهو الأمر الذى لم يقبله شعبنا، فخرج بالملايين الهادرة الرافضة بهتاف شهير «يسقط حكم المرشد».

ولكنهم همه همه الإخوان اعتادوا العمل فى الظلام حتى وهمه على كراسى الحكم كانوا يدبرون المؤامرات الواحدة تلو الأخرى ضد الوطن، لأنهم ببساطة لا يرونه وطناً لهم، بل هو الوكر الذى يجمعهم على موائد الشر والضغينة للتمدد إلى عالم وهمى لا وجود له إلا فى عقول مرضى وهو العودة إلى زمن الخلافة.

وعليه، جالسوا الأشرار كما جالسوا الأخيار ومازالوا.. ارتدوا كل الأقنعة وعلى كل لون يا أرخص قماش ومازالوا، ودخلت للأسف حيلهم على البعض منا، والبعض الانتهازى دخل قصر السلطان بعد أن ذهب للأمير على أعتاب فندق فرمونت ليعطيه براءة حكم الإخوان للبلاد، ولكن من دخلوا قصر السلطان بادروا عند استشعارهم سقوط أميرهم وحكمه وحزبه بتقديم استقالاتهم بأداء عنترى مضحك.

لكن لأن الأمر فى النهاية لا تصلح معه أمور التماهى والتقارب والتصالح مع من لم يقدموا عبر أكثر من 80 سنة أى موقف يمكن أن يذكر لهم فى دنيا أصحاب القيم والمبادئ الإنسانية والوطنية، فأى حوار معهم هو حوار من طرف واحد لا يصلح معه الوقوف على مسافة واحدة بين النظام والمعارضة، بما يذكرنى بمقولة دانتى الشهيرة فى الكوميديا الإلهية «أسوأ غرفة فى الجحيم محجوزة لمن يبقون على الحياد فى وقت الأزمات الأخلاقية».

نزل الإخوان من على كراسى الحكم بعد عام فضائحى يُعد النموذج الأكبر فى تاريخ مصر للإدارة الفاشلة الانتهازية التائهة حتى أنها الأعظم فى استدعاء خفة ظل المواطن المصرى ليبدع فكاهة مُرة سوداء لم يسبق لها مثيل من حيث الكم أو الطرافة فى اتجاه التأثير نحو الدفع لإحداث التغيير.. نعم سقط نظام الإخوان، وذهبت قياداتهم للمحاكمات وهرب منهم من هرب ولكنهم كانوا من الحرص على استدعاء رموزهم التاريخية ليقولوا لنا الجملة الشهيرة المتداولة الآن «أنا مش إخوان بس اسمعونى»، والبعض منهم من يصورون أنفسهم حمائم الإخوان ليقولوا لنا جاهزين للتفاوض، وحول تفاوض أحد رموزهم اللى همة «إخوان بس مش إخوان!» الدكتور أحمد كمال أبو المجد ورمز الحمام الوديع قوى خالص القيادى الإخوانى محمد على بشر اقتطعت فقرة من خبر لتتأمله ملياً عزيزى القارئ.. جاء فى متن الخبر: أصدر الدكتور أحمد كمال أبو المجد الفقيه الدستورى، بياناً توضيحياً رداً على البيان الذى أصدره الدكتور محمد على بشر ـ القيادى الإخوانى ـ حول لقائهم الأخير، وأكد أبو المجد، أنه فى انتظار رد رسمى لاستئناف حوار وطنى جاد لما يجب أن تلتزم به القوى الوطنية.

وكان ما كان واختفى «أبو المجد» بمبادرته والحمدلله، وتوارى بشر عن العيون، لتظهر لنا مبادرة شقيقة هى «مبادرة فشير» وبإعلان مش عارف مدفوع الأجر أم ماذا كان تخصيص حلقة تليفزيونية ليتغزل وصاحبه مقدم البرنامج فى روعة المبادرة.. التى يستهلها بطلب تنحى «مرسى»... مين؟.. إزاى؟.. هههههههههه.. ضحك كالبكاء!!

■ كاتب