رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«جيش السبوبة».. سيطرة «عسكر أردوغان» على الاقتصاد التركي بالأرقام

الجيش التركي
الجيش التركي

تشهد القوات المسلحة التركية أضعف فترة في تاريخها، بعدما عزل الرئيس رجب طيب أردوغان معظم القادة، رفيعي المستوى؛ كي يحافظ على «نظام الرجل الواحد» ويحكم قبضته على الجيش، وما تبقى منهم يواجه اتهامات بالانضمام لمنظمة «إرجنكون» أو بالانتماء لجماعة فتح الله جولن، وأصبح وضع الجيش سيئا للغاية وفي حالة خطيرة بسبب إدخال أردوغان، تركيا، في حروب مشتعلة في سوريا وليبيا، وحروب باردة في دول أخرى.

وعلى الرغم من كل تلك الصعوبات، إلا أن الجيش التركي لا يزال يحافظ على قوته الاقتصادية؛ فهناك عشرات الشركات الموجودة في «مؤسسة إغاثة الجيش» (أوياك) التابعة للقوات المسلحة، وتعد ضمن أولى الشركات الاقتصادية التركية الناجحة وتعمل في قطاعات عديدة، مثل: التعدين والمعادن والأسمنت، والخرسانة، والورق والكيمياء والطاقة والسيارات والتمويل.

نشرت «أوياك» على موقعها الإلكتروني العام الماضي مقدار ثروتها التي وصلت إلى 73.9 مليار دولار. وتصدر منتجاتها إلى 121 دولة أجنبية 83% منها دول أوروبية وتبلغ قيمة هذه الصادرات مليار دولار، أى 2.8 من إجمالي صادرات تركيا.

والبيانات الرسمية للمؤسسة تبين أنها أكبر مؤسسة جلبت استثمازا أجنبيا لتركيا في 2018؛ إذ باعت 40% من حصتها، وتقدر بـ1.6 مليار دولار في شركة الأسمنت المساهمة التابعة لها، التي تمتلكها كلها بذسبة 100%. إلى شركة أسمنت تايوان بـ60 مليون دولار.

وبلغ إنتاج «مؤسسة إغاثة الجيش» (أوياك) من الحديد والصلب ربع إجمالي صناعة تركيا، التي تحتل المركز الثامن عالميا في صناعة الحديد والصلب، وتسير المؤسسة بخطى حثيثة نحو التحول إلى الاحتكار في تركيا. وهناك 6 مصانع أسمنت تابعة للمؤسسة يبلغ إنتاجها من الأسمنت ثلث
صناعة تركيا التي تحتل المركز الخامس عالميا في إنتاجه. وتصنع جزءا كبيزا من الخرسائة في تركيا التي تحتل المركز الثالث عالميا بعد الصين وأمريكا في صناعة الخرسائة.

وتستحوذ «مؤسسة إغاثة الجيش» على 19% من سوق السيارات في تركيا، من خلال شركة «مائيس»»، بالإضافة إلى أنها تلبي 3.1% من إلتاج الكهرباء في تركيا.

ويقتطع 10% من راتب ضباط الجيش شهريا ليودع في حساب المؤسسة، وتوظف المؤسسة تلك الأموال ثم تعيدها إليهم بعد التقاعد.

ويعمل بالمؤسسة ما يقرب من 30 ألف موظف، وهي خامس شركة قابضة في تركيا، إلا أنها من ناحية الربحية تتقدم على الشركات القابضة للعائلات الثرية مثل «كوتش»» و«صابانجي»، حيث أول ما يتبادر إلى الذهن عند ذكر اسم «أوياك» هو إنتاجها للسيارات بالتعاون مع شركة السيارات الفرنسية «رينو»، حيث تمتلك 14 شركة من أول ألف شركة في تركيا؛ وثلاث شركات من أول عشر شركات.

وتحتل شركة «أوياك رينو»» رابع أكبر شركة في تركيا، وحققت مبيعات العام الماضي بـ3 مليارات دولار تقريبا؛ وتحتل شركة «إسكندرون»» للحديد والصلب المركز السابع محققة مبيعات بمبلغ 2.5 مليار دولار، أما شركة «إرايلي»» للحديد والصلب، فتحتل المركز الثامن بمبيعات 2 مليار دولار.

ويأتي ترتيب شركات «أوياك»» القابضة الأخرى كالتالي: إردمير للمعادن (260)، وأضنة للأسمنت (353)، وبولو للأسمنت (401)، وأونيا للأسمنت (685)، وأسلان للأسمنت (623)، ودنيزلي للأسمنت (749)، وأوياك للخرسانة (205)، وأوياك للأوراق (510)، وهيكطاش للمبيدات (462) وآك دنيز
للكيماويات (238)، وماردين للأسمتت (931).

وتعد صفقة شراء شركة «إرايلي» للحديد والصلب في إطار الخصخصة، أحد أكبر استثمارات حققتها «أوياك»، كما أنه في المزاد العلني الذي أجري في 5 أكتوبر 2005 اشترت «أوياك» 49.29% من حصص شركة «إردمير» التي تمتلك شركة «إسكندرون» للحديد والصلب بمبلغ 2.77 مليار دولار وأصبحت أكبر شركة مصنعة للحديد والصلب في البلاد.

ثم بعد فترة، حاولت «أوياك» بيع شركة «إردمير» لشركة «آرسيلور» وهي أكبر شركة حديد وصلب في العالم؛ بسبب الأزمة المالية، ثم حلت تلك الأزمة من خلال بيع «أوياك بنك» لبنك «آي إن جي» الهولندي بـ 2.7 مليار دولار تقريبا، وتراجعت عن بيع شركة «إردمير».

واضطرت «أوياك» إلى إنهاء التعاون مع شركة «أكسا»، أكبر شركة تأمين فرنسية في العالم في 2005؛ بسبب اعترافها بالإبادة الجماعية للأرمن.