رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"ساعات الأضطراب".. تفاصيل تحقيقات الاستخبارات الإسرائيلية في اغتيال رابين

رابين
رابين

احتشد العديد من الإسرائيليين مساء أمس السبت لإحياء ذكرى اغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق "اسحاق رابين" بعد مرور 25 عاماَ على اغتياله بيد المتطرف اليميني "يجئال عمير".

حتى اليوم كما يبدو لاتزال "قصة اغتيال رابين" بعد ما كشفته التحقيقات عن وجود قصور استخباراتي أدى إلى الاغتيال وهو ما كشفه المحلل المتخصص في شؤون الاستخبارات "يوسي ميلمان".

في الساعة الثانية فجر يوم 5 نوفمبر 1995، بعد بضع ساعات من اغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أسحاق رابين دخل رئيس فرع العمليات في وحدة حماية الشخصيات المهمة حاجي طال من باب قسم "إسرائيل والأجانب" في مقر الشاباك في شمال تل ابيب. وألتقى مع حيزي كالو، رئيس القسم، الذي كان لديه تقرير مهم تمت كتابته قبل ثلاثة أشهر ولم يهتم أحد به. تم وصف "تجاهل تلك المعلومات" بأنه الفشل الأكبر في تاريخ الشباك، الذي ما زال يدوي حتى الآن بعد مرور 25 سنة على ذلك.

كان في تلك الوحدة، معلومات تم جمعها عن القاتل "يجئال عمير" في السنوات التي سبقت عملية الاغتيال، وهي معلومات لم يتم استغلالها بصورة جيدة، بحسب ما كشفه المحلل المتخصص في شؤون الاستخبارات "يوسي ميلمان".

"يجئال عمير" كان معروفا لرجال الوحدة اليهودية في الشاباك ( الوحدة المسؤولة عن متابعة المتشددين اليهود) قبل سنوات من الاغتيال، كان "عمير" ضمن مجموعة كبيرة من اليمينيين الذين عارضوا اتفاقات أوسلو، كان "عمي"ر مشارك متحمس في المظاهرات وكانت له تحركات لافتة مع اليمين تم رصدها من قبل الوحدة اليهودية.

بعد ساعات من الاغتيال، تم فتح تحقيق داخل الشاباك وتم تشكيل لجنة تحقيق رسمية برئاسة رئيس المحكمة العليا المتقاعد مئير شمغار، لمحاولة فهم ما حدث والأهم هو كيف تم الاغتيال في ظل توافر معلومات واضحة عن تحركات لليمين تجاه اغتيال "رابين"؟

كشفت التحقيقات أن القصور كان لدى قسمين في الشاباك الأول هو قسم الحماية (الذي يشمل وحدة حماية الشخصيات الهامة)، والذي كان يرأسه درور اسحق، والذي قم استقالته بعد فترة قصيرة من الاغتيال، أما القسم الثاني هو قسم إسرائيل والأجانب برئاسة كالو، الذي كانت تعمل تحته الوحدة اليهودية، التي كان مسؤولا عنها إيلي براك، ورغم أن هذا القسم الذي كان لديه معلومات واضحة عن "مئير" إلا أن تحقيقات لجنة شمغار لم تدينه بشكل فعلي.

" حاجي طال" الذي زار القسم بعد ساعات من الاغتيال كان بحوزته مذكرة كتبها قبل ثلاثة أشهر من القتل، كتب فيها بأن " إمكانية أن ينفذ اغتيالا سياسيا في إسرائيل تبدو اليوم واقعية أكثر مما كانت في الماضي. العدو المحتمل موجود، في مكان ما في إحدى مستوطنات يهودا والسامرة أو في غوش دان أو في نيويورك". هذه المذكرة تبين لاحقا أنها حفظت من قبل رئيس وحدة حماية الشخصيات الهامة، بني لاهف.