رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

300 ألف جنيه سبب تأخر افتتاح متحف محمد محمود خليل

 متحف محمد محمود
متحف محمد محمود خليل

كشف مصدر من داخل قطاع الفنون التشكيلية، عن انتهاء كافة أعمال الترميم والتجهيز الخاصة بمتحف محمد محمود خليل، التابع للقطاع، الذي مر على إغلاقه أكثر من 10 سنوات، إلا أنه لم يحدد موعد افتتاحه حتى الآن.

وقال المصدر في تصريحاته لـ"الدستور" إن القطاع انتهى من سيناريو العرض الخاص بالمتحف، وسبب عدم تحديد موعد للافتتاح حتى الآن، 300 ألف جنيه، مستحقات وزارة الكهرباء في توصيل التيار الكهربائي الخاص بالمتحف وهو الأمر الذي يعد غريبًا للفنانين التشكيليين، في تأخر قطاع الفنون التشكيلية في سداد تلك المبالغ.

وأوضح المصدر أن القطاع في الوقت الحالي تعاني أغلب المتاحف التابعة له من أزمات، وجميعها مغلق أو معطل بسبب الإهمال الذي ضرب تلك المتاحف وتسبب في كوارث كبيرة بها، مثلما حدث في متحف الفن الحديث مؤخرًا الذي يعاني منذ أكثر من 6 شهور من انقطاع التيار الكهربائي، وهو ما يعرض الأعمال الخاصة به إلى الضرر.

وأشار المصدر إلى أن مسئولي المتاحف التابعة للقطاع أصابتهم حالة من الاستياء الشديد لمخاطبتهم رئيس القطاع بشكل مستمر، لحل الأزمات التي تضرب المتاحف ولكنه لم يستجيب.

وكان متحف محمد محمود خليل قد مر على إغلاقه أكثر من 10 سنوات، بعد واقعة سرقة لوحة زهرة الخشخاش، وما زال حتى الآن، رغم إعلان القطاع في 2018 من اقتراب الانتهاء من المرحلة الأخيرة من تجهيز المتحف، والتي تمثلت في أعمال التوريدات وسيناريو العرض وبعض الأمور الأخرى.

ويقع متحف محمد محمود خليل وحرمه، في حي الجيزة بالقاهرة، وأسسه محمد محمود خليل وجمع فيه مقتنيات فنية عالية القيمة، وعندما توفى محمود خليل عام 1953 كان قد أوصى بهذه المقتنيات إلى زوجته على أن توصى بها وبالقصر كمتحف للحكومة المصرية بعد وفاتها، وكان افتتاح القصر كمتحف لأول مرة عام 1962، نقل بعدها إلى قصر الأمير عمرو إبراهيم بالزمالك عام 1971 ثم أعيد افتتاحه بالزمالك عام 1979.

وتشمل مقتنيات المتحف مجموعة نادرة من علب الأنرو ذات الطراز الياباني، وهي المقتنيات التي تشغل الدور الأرضي للمتحف ومعه الطابقان الأول والثاني، بينما يشغل الدور تحت الأرضي الإدارة والمكتبة ومركز المعلومات وقاعة كبيرة لمناقشة البحوث.

فيما يضم الدور الأرضي للمتحف 5 قاعات، منها قاعة مستديرة يتوسطها تمثال «نداء السلاح» من البرونز للفنان رودان، وتضم القاعة أيضا فازتين من الصين كبيرتي الحجم، وفازتين من اليابان ومجموعة من أطباق تركية، وفي هذه القاعة سجادة حائط كبيرة ترجع إلى القرن السابع عشر من بلجيكا.

وفي داخل هذه القاعة أيضا صورتان لمحمد محمود خليل وزوجته، وعدد من الفازات الصينية التي ترجع إلى القرن السادس عشر، وعند دخول الزائر للقاعة الثالثة بهذا الدور يجد أمامه لوحة كبيرة للفنان أمان كانت مهداة إلى أميلين زوجة محمود خليل، وفي نفس القاعة بعض من قطع الأثاث الخاصة بمحمود خليل.

وفي نهاية هذا الدور توجد القاعة الأخيرة وبها لوحة كبيرة تمثل رحلة صيد كانت مهداة إلى الرئيس الراحل أنور السادات، إضافة إلى لوحة بيضاوية تمثل صورة الأميرة دي فاجرام الزوجة الثانية لنابليون بونابرت وابنة ملك النمسا فرنسيس الأول، وكان زواجهما سياسيا بالدرجة الأولى.

ومن أشهر مقتنيات المتحف لوحة فان جوخ الشهيرة «زهرة الخشخاش» ولوحة «الحياة والموت» لجوجان، وعقب عملية السرقة، قرر الفنان فاروق حسني وزير الثقافة آنذاك تغليف 300 لوحة يضمها متحف محمد محمود خليل ونقلها إلى مخازن الجزيرة، تمهيدا لتطوير المتحف، وبعد أن تأكدت اللجنة الفنية أن الحالة التأمينية بمخازن الجزيرة جيدة إلى حد كبير مع إصلاح الأعطال المؤقتة الموجودة بأجهزة الإنذار.

وفي شهر سبتمبر من عام 2015، تفقد الدكتور عبدالواحد النبوي وزير الثقافة آنذاك، مشروع تطوير وتحديث متحف محمد محمود خليل وحرمه، لمتابعة إجراءات التنفيذ ومدى مطابقتها للجدول الزمني للانتهاء من المشروع.

وأكد النبوي أن مدة المشروع 6 أشهر من تاريخ إصدار أمر الإسناد للشركة المنفذة، وأن الأمر يتطلب مراعاة سرعة إجراءات العمل طبقا للجدول الزمني، وتكثيف العمالة لإنهاء مراحل المشروع، وحل الإجراءات الإدارية التي قد تتسبب في تعطيل سير العمل، وسرعة إنهاء إجراءات استيراد معدات سيناريو العرض المتحفي، وذلك لضمان إنهاء المشروع وافتتاح المتحف في أفضل صورة لاستقبال الجمهور.

وأضاف أن المتحف يعد أحد أهم المتاحف في مصر والمنطقة العربية، ويضم المتحف مجموعة هائلة من روائع الفن العالمي من تصوير ونحت وخزف وغيرها، مشيرا إلى أن مجموعة الأعمال الخاصة بفناني القرن التاسع عشر في أوروبا التي يضمها المتحف تبقى هي الأهم والأشهر.

ورغم التأكيدات والتصريحات السابقة لعدد من قيادات وزارة الثقافة في الأعوام الماضية، بقرب الانتهاء من افتتاح المتحف، والتأكيد على أهميته، إلا أننا وصلنا إلى نهاية عام 2020، ولم ير المحتف النور، وهو ما يثير استغراب العديد من التشكيليين، والمهتمين بالفن التشكيلي في مصر والعالم.