رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«سر المال».. أردوغان يبالغ بأهمية قواته فى قطر

أردوغان
أردوغان

أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، خلال زيارته الأخيرة إلى الدوحة، أهمية القوات التركية في الدوحة، إلا أن خبراء اعتبروا ذلك مبالغة تغطي على مآرب أخرى.

وأدلى أردوغان بتصريحات صحفية حول أهمية القوات التركية خلال مقابلة مع صحيفة قطرية ناطقة بالإنجليزية، مشددًا على دور قواته، لكن مراقبين اعتبروا أن أردوغان يبالغ في الأمر كثيرا.

وقال أردوغان إن القوات التركية في قطر تخدم الاستقرار والسلام في منطقة الخليج، ولا يجب لأحد أن ينزعج من ذلك، مضيفًا أن هناك علاقات استراتيجية بين البلدين ولا سيما في مجال الدفاع، وفقا لما نقلته فضائية سكاى نيوز عربية.

وأوضح محللون أن تصريحات أردوغان تحاول تضخيم دور القوات التركية، من أجل الحصول على الأموال القطرية، بحسب موقع أحوال المتخصص في الشأن التركي.

وأضافوا أن هامش التحرك أمام الأتراك في قطر محدود جدًا، إذ إنهم في منطقة بالغة الحساسية للولايات المتحدة التي تحتفظ بوجود عسكري قوي في هذه الدولة الخليجية.

وهناك 8 آلاف عسكري أمريكي في قطر يتوزعون على منشآت عدة منها قاعدة العديد الجوية، كما يوجد فيها المقر الإقليمي للقيادة الأمريكية الوسطى سنتكوم.

وتشارك القوات الأمريكية الموجودة هناك في العمليات العسكرية المنتشرة في شتى أنحاء المنطقة، وفقا لخدمة الأبحاث في الكونجرس الأمريكي.

وفي المقابل، هناك 1500 عسكري تركي في قطر، ويتمركزون في قاعدتي هما الريان وطارق بن زياد، وفق خدمة أبحاث الكونجرس الأمريكي.

ويصف خبراء الوجود العسكري التركي في قطر بالرمزي بغض النظر عن حجمه، ويعتبرون أن دوره لا يمكن أن يتعدى الجانب النفسي المتمثل في توفير الطمأنينة للأسرة الحاكمة، وفقا لموقع أحوال التركي.

وجاءت زيارة أردوغان إلى قطر عقب انهيار أسعار الليرة التركية، إذ أصبح الدولار الأمريكي الواحد يساوي 7.9 ليرة، وهو أسوأ مستوى انحدرت إليه هذه، وتأتي أيضا في ظل التوترات التي تنخرط فيها تركيا من شرقي المتوسط إلى جنوبي القوقاز، وهو ما يكلف أموالا طائلة.

وشدد أردوغان خلال المقابلة على المكاسب المترتبة على علاقات الدولتين، خاصة في مجال الدفاع.

وتحاول تركيا الحفاظ على العلاقة الأمنية والدفاعية مع قطر على الرغم من تشكيك أغلب الخبراء الأمنيين والعسكريين في جدواها بالنظر إلى تواضع القدرات القطرية في هذا المجال.

وكثيرا ما يشكك المراقبون في تكافؤ فرص الاستفادة من العلاقات المتنامية بسرعة بين أنقرة والدوحة، إذ يرون أن الكفة راجحة بشكل كامل للجانب التركي.

وأكد أردوغان أن المشاريع المشتركة في المجالات العسكرية والأمنية والصناعات الدفاعية، تشكل العمود الفقري للعلاقات بين تركيا وقطر.

وأضاف أن صادرات بلاده لقطر بنحو 10 في المئة خلال العام الماضي، مشيرًا إلى وجود 500 شركة تركية تعمل في قطر حاليا.

كما أشار أردوغان إلى أن شركات المقاولات التركية فقط تولت تنفيذ مشاريع في قطر تقدر قيمتها الإجمالية بنحو 18.5 مليار دولار.

ولم يقتصر التعاون بين البلدين فى الاقتصاد والبناء فقط، بل امتد التعاون الاقتصادي والأمني إلى حد كأس العالم المقرر تنظيمه في قطر عام 2022.

وقال أردوغان إن كأس العالم عمل تحضيري كبير على نطاق واسع، بدءا من الأمن وحتى التنظيم، وليس فقط من حيث استثمارات البنية التحتية، مما يعني مزيدا من الأموال القطرية في جيوب الأتراك.

وحلفاء الشر تركيا وقطر يشتركان في دعم التنظيمات المتطرفة، مثل الإخوان، وكان جنود أتراك قد بدأوا في الانتشار في الدولة الخليجية منذ عام 2015، وتحديدا في قاعدة "طارق بن زياد" جنوب العاصمة الدوحة، حيث رفع العلم التركي في هذه القاعدة، الأمر الذي فهم على أنها أصبحت ملكا لأنقرة.