رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

القصة القصيرة فى الأدب العبرى.. أدباء أنذروا إسرائيل بحرب قادمة

نصر أكتوبر
نصر أكتوبر

المتابع للقصة القصيرة قبل وبعد نصر أكتوبر يجد العديد من المتغيرات في القص، فهناك أدباء أنذروا بحرب قادمة قبل الحرب، وهناك أدباء دعوا للمصالحة مع الفلسطينيين، واعتبرت هذه القصص تجريبية ومرحلة جديدة من القص في دولة الكيان الصهيوني.

القصة ما بعد حرب 67
كان من الصعب على المجتمع الإسرائيلي أن يتجاهل الواقع السياسي الملتهب بعد حرب 1967، لذلك تسلل هذا الواقع إلى الأعمال الأدبية وللبناء الدرامي في عدد من القصص التي كُتبت إبان تلك الفترة، ومن هذه القصص «حب متأخر» للأديب «عاموس عوز»، والتي اعتبرها النقاد إنذارا شديد اللهجة من جانب «عوز» لتنبؤه بحرب جديدة عقب 1967، وسيكمن فيها الخطر الحقيقي على إسرائيل.

وهناك قصة «يهو شواع»، التي تحمل عنوان «أمام الغابات»، والتي دعا فيها للمصالحة مع العرب، وهي أول قصة تشهد بالحق الفلسطيني؛ مما جعل النقاد يصفونها بالتجريبية.

وهناك قصة أخرى ليهو شواع اسمها «صيف 1970»، وهي تعكس الانفعال الحاد بالمرحلة التالية لحرب يونيو 67، خاصة حرب الاستنزاف، وعمليات الفدائيين عبر نهر الأردن، حينما كانت أخبار موت الجنود تجعل المواطن العادي في إسرائيل يفزع ساعات نشرة الأخبار في الإذاعة، ولحظات صدور الصحف.

القصة القصيرة بعد 73
تتناول قصة «حتى الموت» لعاموس عوز، الوضع الجديد بصورة رمزية من خلال وصفها الحروب الصليبية، وقد عبر عوز في هذه القصة الطويلة عن حالة الحصار التي تعاني منها إسرائيل في تلك الفترة.

وهناك قصة طويلة بعنوان «بعد المطر»، وهي قصة تهكمية للكاتب «يتسحاق بن نير» صدرت عام 1979، وفيها يكشف «نير» عن الشارع الإسرائيلي الذي غرق في الدهشة بعد حرب أكتوبر المجيدة، وتقترب القصة من قياس نفسية الشارع الإسرائيلي، وعبرت عنه بقوة من خلال هذا القياس.

ويصف «نير»، كيف أنتجت تلك الفترة «مسحاء السوق»، وأنبياء الشارع والمهلوسين السابحين في الخيال والمنجمين والسحرة، وتصاحب هذه الرواية المسيرة التي حولت «دنتيجير» خلال سبع ساعات فقط من إنسان عاقل إلى واحد من هؤلاء الأنبياء المهلوسين، والذي يتنبأ بالخلاص من خلال وصف متحمس لوجود نفط في البلاد.