رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اشتباك الحلفاء .. كيف تؤثر الحرب بين أرمينيا وأذربيجان على إسرائيل؟

الحرب بين أرمينيا
الحرب بين أرمينيا وأذربيجان

المبدأ الذي عملت به إسرائيل خلال عقود، والذي يقضي إلى تواجد سري أو علني في العديد من المناطق في العالم، سواء بالعلاقات الدبلوماسية أو صفقات الأسلحة، أو العلاقات التجارية، جعلها حاضرة في كل الأحداث التي تضرب العالم. مع إسرائيل لايوجد شيء مجرد، فكل حدث تظهر فيه يكون لها مكاسب أو خسائر أو الاثنين معاً.

منذ أيام قليلة بدأت الاشتباكات بين أذربيجان وأرمينيا، وأصبحت هذه الأحداث جزءًا من صراع أوسع، قد يتسبب في تدخل كل من روسيا وتركيا في القضية بسبب مصالحهما السياسية.

إسرائيل كانت لديها علاقات مع الجانبين، فكانت تدعم أرمينيا وكثيرًا ما هددت بالاعتراف الرسمي بمذابح الأرمن على يد العثمانيين، وهو الموقف الذي يمكن قراءته بأنه ليس دعمًا للأرمن قدر ما هو للضغط على الأتراك، بعد كل تصريح لرجب طيب اردوغان يهاجم فيه إسرائيل.

ومن ناحية أخرى، فإن لإسرائيل علاقة جيدة وهادئة مع أذربيجان، فهي بالنسبة لها دولة إسلام معتدل، وعلاقة جيدة مهمة يمكن قراءتها في إطار الضغط على إيران. فضلاً عن ذلك كانت إسرائيل من أوائل الدول التي اعترفت بسيادة أذربيجان، والعلاقة بين البلدين وثيقة للغاية، ومن أسباب تلك العلاقات الودية هم الجالية اليهودية التي لاتزال تعيش في أذربيجان.

الاشتباكات بين أذربيجان وأرمينيا، عقدت الوضع بالنسبة لإسرائيل، فالوضع المعقد من جانب أذربيجان من الممكن أن يؤثر على العلاقات مع إسرائيل، في الوقت الذي ترى فيه إسرائيل أهمية في علاقاتها مع باكو، من الناحية الاستراتيجية ومن حيث القضايا المتعلقة بسوق الطاقة، وكذلك صفقات الأسلحة الإسرائيلية التي تستخدمها أذربيجان، اليوم.

وبعد تدخل تركيا لحماية أذربيجان، أصبح الوضع معقدًا أكثر، فمن ناحية فإن السلاح الإسرائيلي يجرى اختباره اليوم أمام السلاح الروسي الذي تستخدمه "أرمينيا" ومن ناحية أخرى، فإن إسرائيل ستجد صعوبة في الوقوف جانب دولة منهما مقابل الأخرى، ومن ناحية ثالثة، فإن إسرائيل ستجد صعوبة في دعم أذربيجان المدعومة من تركيا، لأن هجمات باكو على أرمينيا تلقى هجومًا من المجتمع الدولي.

وتطالب أذربيجان، البلد الناطق بأحد فروع اللغة التركية وذو الغالبية الشيعية، باستعادة السيطرة على ناغورني قره باغ، الإقليم الجبلي ذي الغالبية الأرمينية والذي لم يعترف المجتمع الدولي، ولا حتى أرمينيا، بانفصاله عن باكو عام 1991. ويخشى إذا ما اندلعت حرب مباشرة بين أذربيجان المسلمة وأرمينيا ذات الغالبية المسيحية أن تُستدرج إلى النزاع قوتان إقليميتان هما روسيا وتركيا.