رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حسن حماد: ماركيوز تبنى عددًا من الفلسفات المادية والمثالية

صالون علماني
صالون علماني

قال الدكتور حسن حماد إنه على المستوى الفلسفي كان هربرت ماركيوز شغوفا بأي فلسفة تكون غير متطابقة مع الواقع القائم ومناقضة له٬ ولهذا نجده يتبني عددا من الفلسفات المادية والمثالية التي تتناقض فيما بينها٬ ولكن يجمعها من وجهة نظره.

وأضاف "حماد"، خلال مناقشة كتابه "هربرت ماركيوز فيلسوف النفي والتحرر" بصالون "علماني"، إن ماركيوز يهيب بالفلسفة المثالية عند أفلاطون٬ ولدى فلاسفة البورجوازية لا لشيء سوى رفضها الانصياع للوضع القائم٬ وإصرارها على التجريد وتجاوز كل إيديولوجيا٬ وعلى ذلك فقد نظر ماركيوز إلى هذه الفلسفات المثالية بوصفها فلسفات نافية٬ لأنها ترفض أن تصبح جزءا من الواقع السيئ ولأنها في رأيه تحمل بذورا لم تستنبط بعد لواقع جديد لم يزل في طي الإمكان.

وتابع حماد: "وبنفس الوعي النافي والمتمرد يعكف ماركيوز على اكتشاف الأبعاد التحررية النافية لدى كل من هيجل وماركس٬ فيعود إلى هيجل الشاب ليلتقط من أفكاره الشاردة والمتناثرة أبعادا جديدة تظهر لنا هيجل آخر غير الذي نعرفه٬ إنه هيجل الماركيوزي نبي الحرية٬ ومحرر العبيد الذي ينتصر لكل المقهورين ولكل ضحايا القمع التاريخي".

وأوضح مضيفا: "يعود ماركيوز أيضا لماركس الشاب وتحديدًا للمخطوطات الفلسفية الاقتصادية لعام 1844 ليضع أيدينا على فلسفة ماركس الإنسانية والجمالية التي تستهدف تحرير الإنسان من الاغتراب٬ ومن كافة صور العبودية٬ ومن الخضوع للعمل والسلع والأشياء٬ فالماركسية ليست ثورة من أجل انتزاع حرية البروليتاريا وحدها٬ ولكنها ثورة لتحرير الإنسان من الملكية الخاصة٬ من أجل امتلاك ذاته أولًا وأخيرًا".

وأردف حماد: ولا يمكن للإنسان أن يتحرر اقتصاديا وسياسيا إلا إذا تحرر جسديا وجنسيا٬ ولذلك لم يتردد ماركيوز في التقريب بين سيجموند فرويد وكارل ماركس ومن ثم فقد شرع في تقديم تفسير راديكالي جديد وأصيل لمقولات فرويد يختلف عما قدمه سائر تلاميذ فرويد لاحقا.