رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«المُختار».. كيف يصنع الإخوان جُند الإرهاب؟

الإخوان
الإخوان

"لا يمكن للمرء أن يختار انضمامه للإخوان، فيجب أن يكون هو المُختار" تلخص هذه العبارة دراسات وأبحاث كثيرة قام بها مهتمين بشؤون الجماعات الإرهابية عن كيفية تجنيدهم للشباب؛ فالشباب هم وقود أي دولة، لذا كان اهتمام حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان في عشرينات القرن الماضي منصب على تجنيدهم لضمهم إلى صفوف الجماعة.

ولكن كان للبنا ومن ورائه خلفائه وضعوا منهاجًا للتجنيد واختاروا شبابهم وفق معايير ظلت لسنوات طويلة خفية لا يعلمها إلا كبار رجال الجماعة.

بعض الأبحاث والدراسات التي قام بها باحثين مهتمين بشئون الجماعة وبعض المنشقين عنها أوضحت خطوات تجنيد الشباب والتي بدأت من المقاهي في العصور الأولي لتكوين الجماعة ووصلت إلى مواقع التواصل الاجتماعي مع التطور التكنولوجي الجديد.

"الدستور" في التقرير التالي تعرض بعض الدراسات التي وضعت كيفية تجنيد الإخوان للشباب والأسس التي يختاروهم على أساسها.

• آليات التجنيد عند الإخوان
- في دراسة قام بها الباحثان "ماهر فرغلي وصلاح الدين حسن"، شرحوا مناهج آليّات التجنيد عند الإخوان، والتي استندت على البعد الدينيّ، واللّعب على أوتار الغريزة الإيمانيّة الدينيّة، واستثارة الحسّ الدينيّ لدى قطاعات واسعة من الشّعب المصريّ.

• كيف أثر تصوف البنا في عمليات التجنيد
- كان حسن البنا مؤسس الجماعة يميل إلى الصوفية التي أثرت في شخصيّته فانعكست على طريقة جذبه للأعضاء، وطريقة تشكيله لجماعته وتنظيمه، فكان أوّل من أسّس لقداسة التّنظيم، حين جعل الارتباط بالجماعة مشروطًا ببيعة وقسم يؤدّيهما العضو، ليصبح بعدها مُلكًا للجماعة، يبذل وقته وماله لأجلها؛ بل ويدفع روحه لنصرة لوائها، ثم جاء سيّد قطب، وأعطى أهمية كبيرة لفكرة التّنظيم، وأكّد ضرورة قيام "طليعة البعث الإسلاميّ".

• خطوات التجنيد منذ الانضمام إلى القيادة
- عرضت الدراسة التي قام الباحثان خطوات تجنيد الشباب كاملة منذ انضمام العضو وحتى وصوله لأعلى السلم القيادي في صفوفها.

وقال ماهر فرغلي، الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية وأحد الباحثين المشاركين في الدراسة في تصريحات سابقة، إن هناك قسما في الجماعة يتولى الإشراف على ذلك يترأسه عضو بمكتب الإرشاد وهو أعلى سلطة تنفيذية في الجماعة، وكلما نجح أي عضو في جلب واستقطاب وتجنيد أعضاء جدد زاد وضعه وقدره ومركزه داخل الجماعة، موضحًا أن جماعة الإخوان تمتلك منهجا في تجنيد الأنصار والأعضاء يعتمد على فكرة أن كل فرد في الجماعة مكلف بعملية التجنيد تحت مسمى الدعوة.

تبدأ عملية التجنيد حسب الدراسة بما يعرف بخريطة التحرك، وفيها يقوم كل عضو باستهداف أفراد في محيطه ودائرته سواء العائلية أو الدراسية، وأن يكون العضو المستهدف صاحب مواصفات خاصة تضعها الجماعة ليتناسب مع مخططاتها وأهدافها، وتركز الجماعة في هذا الإطار على الأشبال وطلاب الثانويات والجامعات.

وتمارس الجماعة نشاطاتها التجنيدية في صفوف الأشبال من خلال ما يعرف بمشروع التربية الإسلامية، الذي يقام في المساجد والمدارس الأهلية، وتحت مسمى مسابقات لحفظ القرآن الكريم، ويتطور ليكون وسيلة للتجنيد، كما يتم التجنيد من خلال الرحلات والمسابقات والأنشطة والحفلات التي تقيمها، وفيها يتم تكريم المتفوقين والمتميزين من طلاب المدارس، وهنا -وفق ما يكشف فرغلي - تتسع المساحة للتجنيد، حيث يسهل رصد واختيار العناصر المتميزة تعليميا، ويبدأ بعدها مشرف من أبناء الجماعة في التقرب لهم، وتنظيم برنامج ولقاء أسبوعي لزيادة التقارب وتوطيد العلاقة، وخلالها يشرح لهم مبادئ وأفكار العمل بالجماعة ودور الفرد، وأن الجماعة تقوم لخدمة الدين وتعاليمه، وخلال تلك اللقاءات يستطيع المشرف معرفة من يميل من هؤلاء الطلاب للجماعة، ومن يمكن أن يكون عضوا فيها وعلى الفور يتم ضمه بلا تردد.

• تغيير سياسة تجنيد النساء بعد ثورة يناير
- تجنيد الأخوات لم يختلف كثيرًا عن تجنيد الشباب حسب الدراسة، فكان يتم من خلال نفس الطرق السابقة مع ضم العضوة الجديدة لقسم الأخوات قبل ثورة 25 يناير، ولم يكن لهن تراتبية تنظيمية.

وكانت الفتاة أو السيدة التي تنضم للجماعة تبدأ بدراسة برنامج تربوي يشمل قراءة بعض الكتب مثل رياض الجنة، وكتب السيرة، ولم تكن ترغب في إدماج المرأة تنظيميا بسبب الحساسيات الأمنية، وخشية تعرضها للاعتقال، لكن بعد ثورة 25 يناير أعطت الجماعة دورا للأخوات، وقامت بفصل قسمها إداريا في تنظيم شبه مستقل عن مكتب الإرشاد، مع منحهن التراتبية التنظيمية بدءا من منتسبة حتى مجاهدة.