رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

والدة محمد عبدالوهاب لـ«الدستور»: الزمالك سبب الحزن الأكبر فى حياته

محمد عبدالوهاب
محمد عبدالوهاب

• صدمته الكبرى كانت استغناء الزمالك عنه لصالح «ناشئ معاه واسطة»
• سيد عبدالحفيظ فقط مَن يزور قبره إلى الآن.. وكان يحب سيد معوض
• أحب النادى الأهلي منذ طفولته.. و«طول عمرى حاسّة إن عمره قصير»
• أطالب الخطيب بالإبقاء على الصالة التى تحمل اسمه فى «القلعة الحمراء»


خفيفًا كما كان في الجناح الأيسر على المستطيل الأخضر رحل محمد عبدالوهاب في مثل هذا اليوم قبل 14 عامًا تاركًا «الذكرى» إلى عشّاقه من جماهير «مختار التتش» في القاهرة ومسحة حزن ودموع لا تجف هناك في الفيوم حيث الأهل والأم.

في مركز «سنورس» في الفيوم، التقت «الدستور» والدة الجناح الأيسر للنادي الأهلي ومنتخب مصر، وكان لنا معها هذا الحوار:

بداية.. كيف كانت طفولة محمد عبدالوهاب؟

ابني «محمد» -رحمة الله عليه- أحب كرة القدم منذ طفولته، وكان ينزل إلى الشارع ليلعبها بشكل يومي، وأبهر أداؤه جميع أهالي المنطقة، لدرجة أن أطفال الشارع كانوا يتنافسون لإقناعه بالانضمام إلى فريقهم، كما أن الشباب الأكبر سنًا كانوا يستعينون به في مبارياتهم، وذلك لتميزه في تسجيل الأهداف، وقدرته على جلب الفوز لأي فريق يلعب معه.

ما الذي فعلته الأسرة للتعامل مع هذه الموهبة؟

كنّا سعداء بابننا جدًا، ونأمل في أن يصبح لاعبًا مشهورًا مثل محمود الخطيب، الرئيس الحالي للنادي الأهلي.

وعلى الرغم من أن والده لم يكن من المهتمين بكرة القدم، حرص على تشجيعه ودفعه للالتزام بالتدريبات وعدم التغيب عنها، حتى يحقق حلمه، فيما كنت أنا أدعو له بالتوفيق بشكل دائم.

متى كانت أولى خطواته الفعلية في مسيرته الكروية؟

أحد جيراننا يدعى «حسّونة» كان يعمل موظفًا في مركز شباب سنورس، رأى «محمد» وهو يلعب الكرة في الشارع ذات مرة، فجاء إلى البيت وطلب منّا ألا نتركه يُضيع هذه الموهبة في اللعب مع الأطفال، وأن نبحث عن نادٍ لينضم إليه، متوقعًا أن يصبح نجمًا كبيرًا في المستقبل.

وبالفعل ذهب «محمد» إلى اختبارات البراعم بنادي الزمالك، واجتازها بنجاح مبهر، والتحق بفريق الناشئين لمدة 4 أشهر، لكن إدارة النادي استغنت عنه.

لماذا؟

استغناء نادي الزمالك عن ابني جاء لضم طفل آخر «معاه واسطة». أما ما قيل حول أن الوالد هو من أبعد «محمد» عن «القلعة البيضاء» أمر غير صحيح.

وماذا بعد ذلك؟

طلب نادي ألومنيوم نجع حمادي ضمه، فوافقنا على ذلك، وأصبح يذهب إلى قنا بالقطار كثيرًا، وهو أمر مرهق بالنسبة لطفل، لكنه كان مصرًا على تحقيق حلمه.

وهناك تألق «محمد» مع ناديه الجديد، لدرجة دفعت الكابتن حسن شحاتة إلى ضمه لمنتخب الشباب في عام 2003، ثم طلب نادي إنبي التعاقد معه.

وكيف التحق بالنادي الأهلي؟

«محمد» كان يحب النادي الأهلي منذ كان طفلًا، ويقول إنه يتمنى اللعب مع الفريق، حتى وإن كانت نهايته داخل النادي، وهو ما حدث. وبالمناسبة كنت دائمًا اعتقد أن «عمره قصير»!

وخلال فترة لعبه مع نادي الزمالك كان يبحث عن طريقة للالتحاق بنادي الأهلي، لكن الأمر كان صعبًا، حتى تألق مع المنتخب وتعاقد معه نادي الظفرة الإماراتي، الذي يلعب في الدرجة الثانية، ثم أعاره إلى نادي إنبي، وبعدها ضمه الإيطالي ماركو تارديللي للمنتخب الأول، استعدادًا لبدء تصفيات كأس العالم.

ترك ابني بصمته في مشاركته الأولى الدولية بهدف في شباك السودان، بمستهل مباريات التصفيات، ومع تألقه اللافت وبروز اسمه تمكّن من الالتحاق بنادي الأهلي، لمدة موسمين.

مَن أكثر لاعب أحبه «محمد»؟

كان ابني يحب جميع اللاعبين، ويتعامل بشكل طيّب مع كل زملائه، وما أتذكره أنه كان يحب الكابتن سيد معوض، والكابتن محمد أبوتريكة.

هل هناك مَن يزور قبره الآن؟

للأسف تغيّر الوضع مع مرور الزمن، وهذه طبيعة الحياة، لا أحد يزوره الآن، لأن «الدنيا تلاهي»، ما عدا سيد عبدالحفيظ، مدير الكرة في الأهلي، الذي لا يزال يزورني ويزور قبره إلى الآن.

ما الصعوبات التي واجهها الراحل خلال حياته؟

واجه صعوبات كثيرة جدًا لأنه ينتمي إلى أسرة بسيطة، فكما قلت كان يستخدم القطار للانتقال من بيته إلى نادٍ في محافظة أخرى، كل يوم، حيث يصحو فجرًا ليسافر، ثم يعود ليلًا وينام فورًا، لكن لا شيء جعله يحزن بقدر استغناء الزمالك عنه بالشكل الذي ذكرته سابقًا.

كيف كانت أيامه الأخيرة؟

كان «محمد» يحب الضحك جدًا، ورغم أنه لم يفكر في موضوع الزواج أبدًا، جاءني قبل وفاته بأسبوع وطلب مني أن أساعده في اختيار فتاة ليتزوجها، فاعتبرت أن الأمر «هزار» كالعادة، فقال لي: «عايز أتجوز قبل ما أموت.. عشان أسعدك»، لكن القدر كان له رأي آخر.

ماذا كان يفعل قبل كل مباراة؟

كان يقرأ القرآن الكريم ويتلو الأذكار ويقبّل يدي، ويطلب مني الدعاء له إن كان مسافرًا خارج مصر. وكان يحب الشيخين محمد صديق المنشاوي وعبدالباسط عبدالصمد، ودائمًا ما يبدأ يومه بالاستماع لهما.

هل أوصى بشيء؟

كان دائمًا ما يقول: «أوعوا تنسوني»، ووصيته الأخيرة ألا يبكي أحد عليه بعد رحيله، وعرفت أنه ترك رسالة لأصدقائه في غرفة الملابس، كتب فيها: «لا تبكي نفس على شيء قد ذهب.. ونفسي التي تملك كل شيء ذاهبة».

ما رسالتك إلى مسئولي نادي الأهلي؟

أريد ألا يزيل أحد صورة ابني من الصالة المسماة باسمه في النادي. أريد أن يكون اسمه خالدًا في النادي طول العمر، فهذه هي الذكرى الوحيدة المتبقية.