رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حكاية «بقوم» النجار القبطي الذي شارك في بناء الكعبة

حكايات الدخول
حكايات الدخول

كانت علاقة العرب بمصر قديمة وسابقة على قدوم عمرو بن العاص. وفي كتابها "هوامش الفتح العربي..حكايات الدخول" تشير مؤلفته الباحثة سناء المصري إلى أن تجار قريش كانوا يأتون إلى مصر حاملين بضائع الشرق من اللبان والبخور والتوابل والفضة والحرير فيبيعون بضائعهم٬ ويشترون منها الثياب الغالية أو ما يعرف بالقباطي٬ والمشغولات والزجاج٬ بالإضافة إلى أنواع الطعام المختلفة وخصوصا القمح والذرة.

وقد عرف العرب مصر ولمسوا بعضًا من حضارتها٬ وظلت في خيالهم رمز الوفرة والازدهار٬ وظل مجيئهم إليها لا ينقطع في رحلات أحادية الجانب من شبه الجزيرة العربية إلى الشام٬ والعودة دون أن يشاركهم أبناء هذه البلاد في رحلات مماثلة إلى بلاد الجزيرة.

ونادرًا ما كان المؤرخون يذكرون إقامة مصري في مكة٬ وإذا وجد فهي استثناءات قليلة جدًا٬ كما حدث مع النجار القبطي٬ الذي ذكر الأزرقي عنه أنه شارك في بناء الكعبة حينما غمرها طوفان السيول٬ فأخذت قريش الأخشاب اللازمة للبناء من حطام سفينة رومانية كانت قد غرقت في ميناء الشعبية قرب جدة.

ويؤكد الكندي ذات الواقعة بقوله إن: "البيت هدم في الجاهلية فولت قريش بناءه رجلا من القبط يقال له "بقوم" فأدركه الإسلام وهو على ذلك البناء."

ولم يذكر لنا المؤرخون أية تفصيلات عما إذا كان هذا النجار دائم الإقامة في مكة٬ أم أن أهل مكة قد استدعوه للقيام بهذه المهمة.

وتؤكد "المصري": والأغلب أنه قد تم استدعاؤه لما عرف عن المصريين من مهارات البناء والنجارة والتشييد. وفي إشارة عابرة نجد ذكرًا لقبطي آخر يدعي "أبو رافع" وكان عبدا للعباس عم النبي٬ ثم أهداه العباس إلى النبي الذي أوقفه على زراعة أرض العالية في يثرب٬ ويقال إن أرض يثرب كانت الزراعة تقوم فيها عمومًا بأيدي العبيد المشترين من الشام والعراق٬ ثم نجد هذا القبطي يقوم بذات المهمة.