رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«مشالي لم يمت».. أطباء ساروا على نهج «دكتور الغلابة»

مشالي
مشالي

ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرًا بخبر صادم للجميع، بسبب الإعلان عن وفاة الدكتور "محمد مشالي" المعروف باسم "طبيب الغلابة"، والذي كانت عيادته في إيتاي البارود بمحافظة البحيرة للطب العام (الباطنة وحميات الأطفال) إلا أن سيرته الطبية تبقت بعد وفاته.

ورغم تخطيه سن السبعين إلا أن سعر الكشف لديه كان 10 جنيهات فقط من أجل الفقراء والغلابة، وفي بعض الأحيان كان مجانًا للحالات الأكثر فقرًا والتي لا تستطيع دفع ذلك المبلغ الرمزي، وحزن عليه الكثير من مرضاه بعدما نال شهرة جمّة نتيجة رحمته بالغلابة.

ليس مشالي وحده هو طبيب الغلابة، فهناك آخرين لم ينالوا نفس الشهرة رغم أن كشفهم الطبي في القرى والنجوع بمبالغ رمزية رأفة بالفقراء.

"الدستور" في التقرير التالي سردت بعض من سيرتهم الذاتية على لسان مرضاهم والقاطنين بجوار عياداتهم.

• الدكتور أبو عطية في دمياط

في شقة صغيرة بحارة الشيخ مفتاح بمدينة دمياط، هناك طبيب للغلابة آخر لم يأخذ حقه إعلاميًا ولم ينل شهرة "مشالي"، هو الدكتور أبو عطية، والذي لم يكن كشفه بسعر رمزي فقط ولكن مجانًا للفقراء وفي بعض الأحيان يقوم بشراء الأدوية الخاصة بهم في حال عدم قدرتهم على ذلك.

يقول ياسر بشر، أحد مرضاه والقاطنين جوار عيادته: "تمن الكشف 3 جنيه ده لو حد مقتدر، لو من حالات الفقراء الشديدة بيكون مجانًا، وبيوزع أدوية على المرضى مجانًا بعد ما يشتريها من الصيدلية، وملوش أي دخل تاني غير العيادة دي بس".

يضيف: "تخصص طبيب الغلابة أبو عطية في أمراض الباطنة أيضًا، ورغم رمزية كشفه ومساعدته لكثير من المرضى الفقراء إلا أنه لم ينل أي تكريم، ولديه ثلاث بنات و6 أولاد، ويعتبر في المنطقة عندنا مثال للرحمة والشرف ومساعدة أي محتاج".

• الدكتور محمد شعبان في بني سويف

طبيب آخر في محافظة بني سويف سُمى "طبيب الغلابة"، وهو الدكتور محمد شعبان، وتخصصه في طب الأنف والأذن والحنجرة، يحكي قصته "محمود" أحد مرضاه والذي يقطن بجانب عيادته في قرية طوة، يقول: "معروف عندنا إنه طبيب الغلابة، عشان مبيخدش فلوس في الكشف غير مبالغ رمزية من الفقراء والغلابة".

يضيف: "كان عايش في صنعاء وكان بيكشف على المصريين ببلاش، لحد ما رجع القرية وبدأ رحلة علاج مجانية للفقراء، ولو حد كرر الكشف تاني بيفضل مجاني من غير فلوس، ومحدش عارف بيصرف على أولاده منين لكن ما نقص مال من صدقة".

ويوضح: "الدكتور محبوب جدًا وسيرته طيبة بين أهالي القرية، ورغم كده مش واخد شهرة ومحدش يعرفه، وأوقات بيسهر في العيادة لحد الصبح عشان المرضى والكشوفات وبتكون عليه طوابير كتير من الفقراء والغلابة اللي بيكشفوا مجاني".

• الدكتور محمد داود في الزقازيق

وفي الزقازيق أيضًا كانت هناك حكاية "طبيب غلابة"، اسمه الحقيقي محمد داود يحكي قصته أسامة عيسى، الذي يقطن في مدينة القصاصين يقول: "عندنا دكتور غلابة زي دكتور مشالي تخصصه باطنة، الكشف عنده 5 جنيه بس من عشرين سن وهو على الحال ده، وإعادة الكشف مجاني".

يضيف: "المفروض الدكتور يتعمله تمثال في ميدان القصاصين عندنا، من كتر الخدمات اللي قدمها لأهل البلد، وكان ممكن يشتغل في مستشفى زي أي دكتور بس هو فضل خدمة أهل البلد من الغلابة والفقراء اللي ملهومش مكان رخيص يتعالجوا فيه".

يوضح: "الدكتور لو أي حد كلمه في وقت متأخر وطلب منه يجي البيت يكشف على حالة حالتها صعبة أو حرجة، بيجي حتى لو الفجر ومش بياخد فلوس من حد، إلا لو الحد ده مقتدر وأصر يديله تعبه، ودايمًا كلمته لو معاك فكة أدفع الخمسة مش معاك خلاص ببلاش".