رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الراعي» يفتتح 4 مواقع أثرية في الوادي المقدس بلبنان

الوادي المقدس بلبنان
الوادي المقدس بلبنان

أكد البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي أن حياد لبنان يخدم الجميع ويحرر الجميع ويساعد المترددين اولا ومن أجلهم ننادي بالحياد، ولن نتراجع لأنه خير للجميع، والحياد ليس مشروعا سياسيا بل عودة الى الجذور والثقافة اللبنانية وحضارتنا اللبنانية وكياننا اللبناني الذي يميز لبنان بين كل الشعوب، ولن نتخلى يوما عن هذه الارض، ولن نترك ثقافتنا وحضارتنا وكياننا من أجل خير جميع اللبنانيين دون استثناء وهذه الدعوة فعل محبة من بطريرك الى كل اللبنانيين.

جاء ذلك في ختام الجولة الافتتاحية التي قام بها ونائبا المنطقة ستريدا جعجع وجوزاف اسحق على المواقع الأثرية الأربعة، التي قامت مؤسسة جبل الارز بإعادة تأهيلها وهي: درب بشري الوادي في بشري - كنيسة مار يعقوب المقطع، محبسة مار سمعان الاثرية في بقرقاشا، درب بزعون الوادي وساحة صغيرة، طاحونتا مياه أثريتان في حدث الجبة، والتي بلغت كلفت ترميمها الإجمالية نحو نصف مليون دولار أميركي، وذلك خلال عشاء أقامه رئيس بلدية حدث الجبة جورج الشدراوي في قاعة كنيسة مار دانيال - حدث الجبة، على شرف صاحب الغبطة البطريرك الراعي ونائبئ المنطقة.

وقال "الراعي" إن الحياد هو في أساس الكيان اللبناني، شكرا للسيدة ستريدا جعجع على كلمتها الصادرة من قلبها الكبير، شكرا لكم على هذا اليوم الغني وبالحقيقة عشنا نوعا من رياضة روحية وطنية بدأناه في الوادي المقدس حيث احتفلنا بعيد القديسة مارينا على ضريح السبعة عشر بطريركا عاشوا في قنوبين مدة 400 سنة، وفي هذا الوادي مع النساك كانت تختمر بالصلاة والتضحيات فلسفة وفكرة الكيان اللبناني حتى ولد في اول ايلول من العام 1920، فكان هذا الوطن مميزا عن جميع بلدان المنطقة، حتى قال عنه القديس البابا يوحنا بولس الثاني أنه نموذج للشرق والغرب وهذه مسؤولية في أعناقنا، نعم هذا اللبنان النموذج اليوم تأملنا فيه واود ان اشكركم عليه ومن دون حسابات هذا الاحتفال في هذه المواقع متناسب مع عيد القديسة مارينا وهذا يعني ان ما صنعتم من خلال هذه المواقع الاربعة التي زرناها اعدتم الحياة الى جذورنا وتاريخنا ومعنى وجودنا وهذا اليوم شكل رياضة روحية وطنية عميقة بدأناه في الوادي المقدس مع البطاركة واكملناه مع النساك واكملناه، مع كل الذين سبقونا من الأجداد الذين عاشوا على هذه الأرض المعطاء وفي هذه المواقع التي أعدتم الحياة إليها اود ان اوجه تحية كبيرة لمؤسسة جبل الأرز التي ترأسها النائب ستريدا جعجع لما أنجزته خلال 13 سنة وفي اصعب ظروف حياتنا المادية والاقتصادية اعجبت بالارادة وبكل المحسنين واعجبت بهذا الشعب الذي سبقنا واعطى معنى لوجودنا".

وأضاف الراعي:"نعم هذه الارض هي ارض الحرية والكرامة والاستقلالية، هذه هي القيم التي عاش من أجلها بطاركتنا في عمق الوادي وكأنهم سجناء لكي يحيا هذا الكيان اللبناني، نحن اليوم عندما ننظر الى واقعنا وكيف تشوه كياننا المميزعن كل دول المشرق الذي ولد عام 1920 ثم في سنة 1943 كانت السيادة مع الميثاق الوطني والتي استعادها المثلث الرحمات البطريرك الكردينال مار نصرالله بطرس صفير اعطانا الله شفاعته".

وتحدث الراعي عن "النهضة المتميزة التي عاشها لبنان خلال الخمسينات والستينات من القرن الماضي عندما كان محايدا وغير منحاز لأي طرف سياسي او أحلاف سياسية او عقائدية او دينية او عسكرية، وكان صديق كل العالم المشرقي والمغربي ومحط الملوك والرؤساء وكانت البحبوحة والازدهار، وكان النمو وكان الشعب يعيش بكرامة، وهذا عشته أنا لذلك اتألم في العمق عندما ارى كيف تشوه لبنان واصبح دولة منحازة دولة تدخل في أحلاف سياسية وعسكرية وحروب ونزاعات واصبحنا معزولين من العالم كله، هذا ليس لبنان وعندما نادينا بالحياد نادينا بالعودة الى الكيان اللبناني،ليس الحياد فكرة مني ولا ترفا مني وليس كما قال احدهم عن انني احب ان افعل شيئا في بطريركيتي.لا الحياد اللبناني هو الكيان اللبناني وعندما كان لبنان محايدا بالكلمتين الشهيرتين سنة 43 مع الميثاق الوطني "لا للشرق ولا للغرب " اعلن لبنان حياده تجاه الشرق والغرب ولهذا عاش جمال الازدهار والنمو وعاشه كل اللبنانيين، مسيحيين ومسلمين، بكل طوائفهم بازدهار ونمو وبحبوحة، اما اليوم فنعيش الفقر والحرمان ونعيش المأساة الاقتصادية والمعيشية والتي نعيش كل يوم صفحة جديدة منها، وكما يقول المثل الصيني فان "المطر لا ينزل على فئة دون اخرى" لقد اصبحنا كلنا فقراء ومعدمون وكلنا اصبحنا بدون كرامة أصبحنا شحادين،هذا ليس لبنان وليست صورة المسلم او المسيحي فيه فحياد لبنان يخدم الجميع ويحرر الجميع ويساعد المترددين اولا، ونحن من اجلهم ننادي بالحياد ولن نتراجع لأنه خير للجميع.نحن لسنا امام مشروع سياسي، بل نحن امام عودة الى الجذور والثقافة اللبنانية وحضارتنا اللبنانية وكياننا اللبناني الذي يميز لبنان بين كل الشعوب، ولن نتخلى يوما كما قالت ستريدا عن هذه الارض ولن نترك ثقافتنا وحضارتنا وكياننا، واكرر من أجل خير جميع اللبنانيين من دون استثناء وهذه الدعوة فعل محبة من بطريرك الى جميع اللبنانيين".

وختم البطريرك الراعي:"شكرا لكم على هذا النهار ونحن استشفعنا القديسة مارينا والبطاركة القديسين وفي هذه الرحلة الى المواقع الاربعة، استشفعنا أجدادنا وآبائنا الذين ناضلوا هنا في الاماكن التي زرناها وأدركنا كم قدموا من جهود وتضحيات لنقول نحن اليوم عن شهدائنا ماتوا لنحيا نحن فلنكن على مستوى دمائهم".