رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«العبور».. رواية تناقش أحلام الشباب

رواية العبور
رواية العبور

تدور رواية العبور للأردني د. محمد درادكة، حول شخصية "إمام"، ومعه مجموعة من الشباب الذين يوصفون بأنهم "مشاغبون"، يصطدمون بالسلطة، يعيشون صراعًا بين الواقع والمثال الذي يجب أن يكون عليه هذا الواقع، الأمر الذي تنتج عنه صراعات تتخذ شكل التحقيق حينًا، أو الهجرة خارج الوطن لتحقيق حلم العبور إلى فلسطين في حالة أخرى.

جاءت الرواية الصادرة عن "الآن ناشرون وموزعون" في مئة واثنتين وخمسين صفحة من القطع المتوسط، وحملت مجموعة من المواقف السياسية والأيديولوجية التي تناولت عددًا كبيرًا من القضايا التي ملأت الفضاء العام في أكثر من سياق زماني وجغرافي؛ مثل الحروب وأسعار البترول والمناوشات على حدود الاحتلال الإسرائيلي، إضافة إلى مناقشتها قضايا داخلية ذات أثر عابر للحدود كالبطالة بين الشباب والظروف الاقتصادية الصعبة.

وتتحدث الرواية، عن تفاصيل المقاومة في بيروت، وانخراط الشباب في مجموعات المقاومة التي كانوا يحاولون من خلالها تحقيق حلمهم بالعبور إلى داخل الأراضي المحتلة، ومواجهة الاحتلال في عقر داره.

وينقل "الدرادكة" الصراعات التي تحدث لبطل روايته، فيتخذ من قضية التعليم شاهدًا على هذا التناقض بين الواقع والمثال، فيقول على لسان البطل:
"وسرعان ما يلتفت إلى كُتُبه الموضوعة على الطاولة المنخفضة؛ إنَّها كُتُبٌ مدرسيّةٌ تفوح من جوانبها رائحة الكبت، ورغبة تفصيل العقول على قدر مقاس الدَّولة الرَّشيقة. يقترب منها، يتحسَّسها، يلمسها، ثم يرفع يديه بسرعة عنها كأنَّها عقرب اشتطَّ بها الغضب والنَّزَق مِن قِسمةِ الكَوْن، لكنَّه يعود إليها ويحملها لأنَّ فيها لُقمة العيْش التي تكاد تكون مثل زعيق البرد عندما يسري في عظامٍ دقيقة القوام، فلا يملك لِوَخْزِها ولَسْعِها حيلة أو ذريعة، أو افتراء، إنَّها لقمة العيش؛ رمز الواقع البليد".

ويكمل مبررًا حاجة البطل إلى العمل، وعجزه عن تغيير الواقع الذي يرفضه:
"ماذا أصنع؟ أنا فردٌ ضعيفٌ، تحكمني حركة القوت، ودزّينة العيال المتكوِّمين في زوايا البيت يهدِّدهم صفير البرد، ولعنة الثلج، وغلاء سعر البندورة، ماذا أفعل بالتَّدريس ما دام للتعليم سقف، وآلاف الخطوط الحمراء التي ينتهي إليها، ولا يُسمح لي أن أكشف عورة الدَّولة؛ "كامرأة" تبحث عن عشيق مولع تحت جنح الظلام؟".