رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحل الآمن.. أطباء يضعون روشتة العزل المنزلى لـ«مريض كورونا»

العزل المنزلي
العزل المنزلي

بدأت وزارة الصحة والسكان فى تطبيق العزل المنزلى للحالات المصابة بفيروس «كورونا المستجد» دون أعراض، أو ممن يعانون أعراضًا بسيطة ولا تستدعى حالاتهم النقل إلى المستشفى، الأمر الذى يحتاج إلى مجموعة من الإجراءات الواجب اتخاذها، سواء من المريض أو أسرته.
فى السطور التالية يكشف عدد من الأطباء المتخصصين فى أمراض الصدر والمناعة والجراحة، إلى جانب الاستشاريين النفسيين، لـ«الدستور»، عن أهم إجراءات التعامل الآمن مع المريض بـ«كورونا»، أثناء فترة عزله فى المنزل.


غرفة بتهوية وشمس.. ممارسة الرياضة ساعة.. وأدوات شخصية من البلاستيك و«الفويل»
كشفت الدكتورة إنجى محب، إخصائية طب الأطفال والحساسية والمناعة، عن أن أولى خطوات العزل المنزلى لمصابى فيروس «كورونا المستجد» تتمثل فى إعداد الغرفة المخصصة لذلك متضمنة مجموعة من المواصفات اللازمة، وهى أن تكون ذات تهوية جيدة، وتدخلها أشعة الشمس، وبها مساحة فارغة يمكن للمصاب من خلالها أداء بعض التمارين الرياضية اليومية، للحفاظ على مرونة وحركة عضلاته.
وقالت: «يتوجب على المصاب بالفيروس أن يضع لنفسه روتينًا يوميًا، يخصص فيه ساعة للمكوث تحت أشعة الشمس، وأخرى لممارسة بعض التمارين الرياضية، يليها تناول وجبه الإفطار مباشرةً حتى لا يفقد جسده السوائل، مع ضم الخضروات والفاكهة إلى كل وجبة يتناولها».
وشددت على ضرورة الالتزام بالتدابير الاحترازية فى التعامل مع المريض، التى سبق أن بينتها وزارة الصحة والسكان، وهى أن تكون كل أدوات المصاب من البلاستيك أو «الفويل» ذات الاستخدام الواحد، للتخلص منها يوميًا، وأن يضع المصاب قمامة غرفته وفوارغ الطعام والمياه فى حقيبة بلاستيكية يعقمها قبل وضعها على باب غرفته، ونفس الأمر بالنسبة لملابسه، ومن يأخذها عليه ارتداء القفازات الطبية، والتأكد من تعقيم يده قبل التخلص من القفاز. وأضافت: «يجب غسل ملابس المريض بالمياه الساخنة للتخلص من أى فيروسات عالقة، وكذلك نفس الحال لدورة المياه التى يفضل تخصيص واحدة منفصلة للمريض بعيدًا عن باقى الأسرة، لكن ولأن غالبية المنازل لا يمكن تطبيق هذا الأمر فيها، من الممكن مشاركة المريض استخدام الحمام بشرط تعقيمه جيدًا بعد خروجه».
ونصحت بإبعاد الفئات ذات المناعة الضعيفة، مثل كبار السن والأطفال والحوامل وأصحاب الأمراض المزمنة، من محل إقامة الشخص المصاب منعًا لانتقال العدوى، إلى جانب تناول المخالط له بشكل مباشر عددًا من العقاقير الطبية، حتى لو لم تظهر عليه أعراض، وهى: كبسولات زنك وفيتامين سى ومضادات حيوية.
واختتمت: «فى حال تدهور الحالة المخالطة وشعورها بأعراض الالتهاب الرئوى، يجب أن تخضع لجلسات بخار، إلى جانب تناول أدوية السيولة، ثم الذهاب فورًا إلى المستشفى».

أحمد شوقى: دعم نفسى بالرسائل الإيمانية ووسائل الترفيه

شدد الدكتور أحمد شوقى، أستاذ الجراحة العامة بكلية طب بنها، على ضرورة دعم المصابين بـ«كورونا» فى العزل المنزلى نفسيًا، وتوفير كل متطلباتهم، والتأكيد بصورة دائمة أن الإصابة بالفيروس ابتلاء من الله عز وجل، وليس «وصمة عار».
وقال «شوقى»: «ينبغى عزل المصاب فى غرفة بمفرده، وعدم مشاركة أدواته الشخصية مع الآخرين وتعقيمها جيدًا، وتجنب مخالطته أحدًا من أفراد الأسرة ومنع الزيارات له، مع التشديد على تناوله الأكل الصحى، والعمل على تحسين حالته النفسية، والإشارة له بشكل دائم بأن المرض محنة علينا تخطيها بالإيمان».
وأضاف: «على المعزول منزليًا أخذ العلاج بانتظام فى مواعيده، واتباع كل الإجراءات الاحترازية، وتعقيم الأسطح والغرفة الموجود فيها باستمرار، ومتابعة حالته الصحية مع الأطباء، وإبعاده عن الأخبار السلبية، وتوفير وسائل تسلية وترفيه له من أجل دعمه».
واعتبر أستاذ الجراحة العامة أن العزل المنزلى فرصة جيدة لتعلم مهارات جديدة، وتطوير الذات، والعمل على استغلال الوقت فى التخطيط الاستراتيجى للحياة، ومتابعة وترتيب الأولويات.

على بهنسى: تجنيبه قراءة الأخبار السلبية وأعداد الوفيات


بين الدكتور على بهنسى، استشارى الطب النفسى، أن «كورونا» يؤدى إلى حدوث تغيرات نفسية للمريض وأسرته، لأنه ينتج عنه شعور حاد بالخطر يؤدى إلى اضطرابات القلق والنوم، الأمر الذى ينتج عنه زيادة وصف المنومات وعلاجات اضطرابات القلق.
وأوضح «بهنسى» أن «ثلث سكان العالم يعانون اضطرابات، ومن المتوقع حدوث وباء نفسى آخر بعد انتهاء وباء كورونا، ويعانى الأطفال من اضطرابات سلوكية بنسبة تتخطى الـ٥٠٪، سواء الاكتئاب أو الحزن أو العزلة، إلى جانب أعراض العنف والغضب والعناد».
وأضاف: «الشخص المصاب بكورونا تتولد لديه أفكار سلبية مؤذية، وتحدث له حالة من القلق تترسخ فى ذهنه وتؤدى إلى ضعف مناعته، الأمر الذى يلزم منعه من قراءة الأخبار الخاصة بفيروس كورونا، والاطلاع على أعداد الوفيات، مع مساندته نفسيًا، والتواصل الدائم معه».
وتابع: «كلما تحسنت الحالة النفسية للمريض تحسنت مناعته، لذلك ينبغى العمل على دعمها بشكل كبير، لأن إحساس الوحدة بسبب العزل يمثل اضطرابًا نفسيًا ينبغى التعامل معه».

محمد إبراهيم: المتابعة مع طبيب وإبعاده عن أصحاب الأمراض


وجه الدكتور محمد إبراهيم، مدير العناية المركزة بمديرية الصحة فى القليوبية، بضرورة عزل المصاب بـ«كورونا» فى المنزل داخل غرفة بمفرده، وتلقيه العلاج والمتابعة المستمرة مع طبيب هاتفيًا، وحال ظهور أعراض تنفسية يتواصل مع المستشفى على الفور ليتم حجزه هناك.
وقال «إبراهيم»: «يجب تخصيص أدوات شخصية للمريض خلال العزل، وطهى الطعام له جيدًا، ووضعه على باب الغرفة الموجود فيها، والتعامل معه من على بعد مع اتخاذ كل الإجراءات الاحترازية الوقائية، وإبعاد أصحاب الأمراض المزمنة والأطفال من التعامل معه نهائيًا».
وأضاف: «يجب توفير التهوية الجيدة للمريض فى العزل المنزلى، وتوفير سبل الراحة له، وأن تكون غرفة العزل فردية تضم دورة مياه خاصة به، وتوفير كل المطهرات ومستلزمات التنظيف، والتواصل مع الأطباء لإبلاغهم بتطور الحالة الصحية يوميًا».
ورأى ضرورة أن يتجنب صاحب العزل المنزلى تعرضه للملل، وذلك بالابتعاد عن التليفزيون ووسائل التكنولوجيا الحديثة، واستبدالها بممارسة أعمال وأنشطة أخرى، مع توفير الدعم النفسى له، معتبرًا أن العزل المنزلى أفضل من العزل فى المدن الجامعية.

عصام الدين المغازى: دخول الحمام بعده بربع ساعة وتعقيمه كاملًا



قال الدكتور عصام الدين المغازى، استشارى أمراض الصدر، إنه ينبغى العمل على تقوية جهاز المناعة للمريض المصاب بفيروس «كورونا»، خلال فترة عزله منزليًا، من خلال التغذية السليمة، وتناول الأطعمة التى تحتوى على فيتامين «سى» مثل البرتقال والليمون، بجانب الإكثار من شرب السوائل، والتهوية الجيدة للمنزل.
وأضاف: «لا بد من تحسين الحالة النفسية لمصاب كورونا، بإبعاده عن الاستماع للأخبار المحزنة والمتعلقة بفيروس كورونا، والعمل على تخلصه من الاكتئاب، لأنه يتسبب فى ضعف جهاز المناعة».
وشدد على ضرورة تطهير المنزل بالكلور بمحلول مكون من كوب كلور على ٩ أكواب ماء، وغسل اليدين باستمرار لمدة ٢٠ ثانية، والابتعاد عن التعامل مع الشخص المصاب، إلى جانب تخصيص مرحاض له بمفرده، وإذا لم يتوافر ذلك، ينبغى على أصحاب المنزل الدخول للمرحاض بعده بمدة لا تقل عن ربع ساعة، وتعقيمه بشكل كامل قبل استخدامه من الأشخاص السليمة.