رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة الكاثوليكية تحتفل بـ«وجه السماء» سان فيليبو نيري

الكنيسة
الكنيسة

أطلق المركز الإعلامي للكنيسة القبطية الكاثوليكية، برئاسة الأنبا باخوم، النائب البطريركى لشئون الإيبارشية البطريركية للكاثوليك، المتحدث الرسمي للكنيسة، الحلقة الأحدث من حملة "سنكسار الكنيسة".

وجاءت الحلقة الأحدث التي نشرت عبر الصفحة الرسمية للمركز الإعلامي على "فيسبوك" عن القديس فيليبو نيري المعروف بوجه السّماء والذي يحل عيده يوم 26 مايــو والذي عاش بين 1515 ـ 1595.

وقالت الكنيسة: "إنه ولد في 22 يوليو 1515 بإقليم فلورنسا بإيطاليا لأب يعمل محاميًا وأم تنتمي لفئة النبلاء في الإقليم (عائلة موشيانو)، وتلقّى تعليمه الأساسي في دير سان ماركو للدومنيكان وهو الدير الأشهر في فلورنسا، ويُرجِع نيري الكثير من نجاحه وتقدمه روحيًا وخدميًا لراهبين تعلم على يديهما في هذا الدير وهما الأبوين "زينوبيو دي ميدتشي" و"سيرفانزيو ميني".

وأضافت: "عندما بلغ فيليپ 18 عام من عمره سافر إلى عمّه "رومولو" وكان تاجرًا ثريًا في مدينة ان جرمانو ليساعده في أعماله التجارية على أمل أن يرث ثروته، وقد اكتسب ثقة عمّه ومحبته، إلا أن تفكيره تحول بعد فترة قصيرة عن هدف الثروة وانصرف عن الإهتمام بأمور العالم تمامًا ((الأشياء التي في العالم)) وكانت هذه الفترة هي بداية إحساسه بالدعوة التكريسية.. فيليبو نيري الذي اعتبر من الأشخاص الذين ساهموا الى جانب عددٍ من الكرادلة بنهضة الكنيسة الكاثوليكية في روما".

وتابعت: "وفي العام 1500 كانت روما خالية من المدارس وكان البؤس مستشري وجحافل من الاطفال متروكين عند حافة الطريق، لصوص صغار يرتدون ثيابا رثة جائعين دائما. كانوا يحتشدون في الشوارع ويحاولون نشل أحد المارة أو سرقة بعض المواد الغذائية من على طاولات السوق، وكان في المدينة شاب اسمه فيليبو نيري في ربيع عمره، مثقّف ومتحمّس لله. يعشق الأطفال ويسعى إلى مساعدتهم. كان معروف باسم "بيبو الطّيب". قدّم لهؤلاء المأوى والأسرة لاسيما المعرفة عن طريق التّعليم المسيحي".

وأكملت: "تميّز فيليبو بروحٍ طيّبة وببسمة لم تفارق وجهه. عاشَ قداسته على الأرض، وقدّس كلّ من عَبَرَ سبيله، وتسوّل فيليبو أو "بيبو الطييّب" من أجل الحبّ. تسوّل من أجل تأمين لقمة عيشٍ للأطفال الذي سعى إلى رعايتهم. فلم يكن يتردد لحظةً في الدق على أبواب قصور الأغنياء للحصول على بعض المساعدة، كما ثابر فيليبو نيري على خدمة الأطفال متّخذها رسالةً له. ففضّل الجّنة على ماديات الحياة وملذاتها. حتّى أنه لم يشأ أن يُعيَّن كاردينالًا لألا يُحَدّ عن خدمة أولئك الصّغار. أحبَّ المحتاج من كلِّ قلبه مكرّسًا ذاته بكلّيتها إلى خدمته، وبعد أكثر من 500 عامًا على ميلاده بقيت صدى ضحكات فيليبو مدوية، هو المهرّج القدّيس الذي كان يسعى إلى حمل قلوب الصّغار والكبار إلى الله عن طريق الفرح والمرح. فكان يعز أطفاله بشكلٍ دائم مردّدًا: "أطفالي الصغار كونوا مرحين: أنا لا أريد تردد ولا حزن، يكفيني أن تبتعدوا عن الخطيئة".

واستطردت: "القديس فيليبو نيري كان مرشدًا لكثيرين من خلال إعلانه للإنجيل ومنحه للأسرار وقد كرّس نفسه بشكل خاص لسرّ الاعتراف حتى آخر يوم من حياته، كما واهتم خصوصا بمتابعة النمو الروحي لتلاميذه باستمرار ومرافقتهم في صعوبات الحياة ليفتحهم على رجاء الحياة المسيحيّة"، مشيرا إلى أن القديس فيليبو نيري يبقى مثالًا منيرًا للرسالة الدائمة للكنيسة في العالم ويمكن لأسلوبه في الاقتراب من الآخر ليقدّم للجميع شهادة لمحبة الرب ورحمته، أن يشكّل مثالًا فعالًا للأساقفة والكهنة والأشخاص المكرّسين والعلمانيين المؤمنين".