رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الخليفة.. الحلقة 23 من رواية «الصديق أبوبكر»

الصديق أبوبكر
الصديق أبوبكر

بينما الأب وشقيقيه إسلام ومحمد ومعهم زياد ونور ويارا وجنة جالسون بجوار النيل، مشغولون بسيرة سيدنا أبي بكر الصديق، فإذا بجابر المراكبي، في مركبه الصغير يلوح لهم بيديه، طلبت نور أن يركبوا معه، فما أن سمعت يارا هذا الاقتراح فتشبثت به، وكذلك فعل زياد، فأشار محمد إلى جابر وبالفعل ركبوا معه.

إسلام: ما أجمل النيل
يارا: والذي يجعل منظر النيل أجمل هو أن تكملوا لنا من سيرة الصديق أبوبكر
محمد: رضى الله عن خليفة رسول الله
زياد: تقول خليفة رسول الله؟
محمد: نعم
زياد: احكي لنا كيف تولى أبوبكر الخلافة؟
محمد: لما مات النبي صلى الله عليه وسلم، اجتمع بعض الأنصار في سقيفة بني ساعدة، وأجمعوا أمرهم على أن يكون سعد بن عبادة خليفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج إليهم عمر وأبو بكر وأبو عبيدة بن الجراح، فوجدوا سعد بن عبادة ملفوف في عباءته مريض ولا يقدر على الجهر بالكلام، فكان يتحدث وينقل عنه إبنه، وكان رأي الأنصار أن يكون خليفة رسول الله منهم، لأنهم هم من بايعوه وهم من ناصروه وأيدوه.
يارا: فحاول سيدنا عمر رضي الله عنه أن يتكلم ولكن قال له سيدنا أبو بكر انتظر.
نور: فانتظر سيدنا عمر
الأب: وتحدث سيدنا أبو بكر وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو سلك الناس واديا وسلك الأنصار واديا لسلكت وادي الأنصار، وأنتم أهل خير، لكن العرب لا تعرف هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش، هم أوسط العرب دارا ونسبا، ولقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين.
زياد: من الرجلين
نور: عمر بن الخطاب
يارا: وأبو عبيدة بن الجراح
زياد: وكيف عرفتما
نور: والدنا قص علينا سيرة عمر رضي الله عنه ونحن فى القطار وكان فيها ما حدث في سقيفة بني ساعدة.
الأب: كم أنا سعيد بكما
زياد: أكمل ياعم ماذا حدث بعد ذلك؟
إسلام: بل أكمل أنا، لما رفع أبوبكر يدا عمر وأبو بيدة أنزلا إيديهما، فقال الصديق: أمدد يدك ياعمر نبايعك، فقال عمر: بل أمدد يدك لنبايعك، فأنت ثاني اثنين في الغار، وأنت من أمرك النبي أن تصلي بالناس، فرد أبو بكر: ياعمر أنت أقوى مني، فقال عمر: وأنت أفضل مني، وستكون قوتي مع فضلك، فقام الأنصار فبايعوا أبو بكر وماتت الفتنة في وقتها.
محمد: وبعد هذه البيعة كانت البيعة العامة وخطب الصديق خطبته المشهورة
يارا: أذكرها لنا
محمد: قال الصديق أبوبكر "أما بعد أيها الناس فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني، الصدق أمانة، والكذب خيانة، والضعيف فيكم قوي عندي حتى أعيد عليه حقه إن شاء الله، والقوي فيكم ضعيف حتى آخذ الحق منه إن شاء الله، لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بالذل، ولا تشيع الفاحشة في قوم قط إلا عمهم الله بالبلاء، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم"، ونكمل غدا بإذن الله.