رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الصحة العالمية» تستعرض الوضع الوبائى لكورونا بشرق المتوسط

الصحة العالمية
الصحة العالمية

استعرض الدكتور أحمد المنظرى المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، الوضع الوبائى لفيروس كورونا على مستوى العالم، لافتًا إلى أنه يوافق اليوم مرور 134 يومًا منذ الإبلاغ عن أول حالة إصابة بمرض «كوفيد- 19» في الصين، و105 أيام على الإبلاغ عن أول حالة إصابة في إقليم شرق المتوسط، وأنه وخلال هذه الفترة، أُصيب نحو 4 ملايين شخص في جميع أنحاء العالم، لقى حتفه منهم للأسف حوالي 300,000 شخص.

وقال لقد تأثرنا جميعًا بهذه الجائحة، سواءً في حياتنا الشخصية أو المهنية، ولكن هناك فئة من الناس تأثرت حياتهم تأثرًا أكبر بكثير، وهم العاملون بمجال الرعاية الصحية في الخطوط الأمامية للمعركة ضد هذا المرض، حيث يشارك أغلبُ العاملين في مجال الرعاية الصحية، وعددهم 50 مليونًا تقريبًا على مستوى العالم، منهم حوالي 3.5 ملايين في إقليمنا، مشاركةً مباشرةً أو غير مباشرة في الاستجابة لمرض «كوفيد- 19»، ضمن فرق الترصد التي تكشف عن حالات الإصابة المحتملة، ومقدِّمي خدمات الرعاية الصحية الذين يشخِّصون المرضى ويعالجونهم، والعاملين في المختبرات، والعاملين في مجال صحة المجتمع، والموظفين بوزارات الصحة الوطنية.

وأضاف أن حملات شلل الأطفال توقفت مؤقتًا، وبات موظفو البرنامج يعملون على مدار الساعة من أجل استقصاء الحالات، وتتبُّع المُخالِطين، والمسارعة بإرسال العينات إلى المختبرات لاختبارها، وتوعية الناس بسُبُل حماية أسرهم.

وتابع: يعمل الأطباء وطواقم التمريض وعاملو المختبرات وإخصائيو التَّصْوير التَّشْخيصِيّ الطِّبِّيّ والصيادلة وغيرُهم من العاملين في المرافق الصحية والخدمات التي تسبق الوصول إلى المُسْتَشْفَى، مثل سائقي الإسعاف وعاملي النظافة والعاملين المسئولين عن التخلُّص من النفايات الطبية، في الخطوط الأمامية للاستجابة لمرض «كوفيد- 19»، وفي نصف بلدان الإقليم تقريبًا، يعمل العديد منهم في أماكن رعاية صحية تكون فيها تدابير الوقاية من العدوى ومكافحتها ضعيفة. وقد يؤدي ذلك إلى عواقب وخيمة من حيث تزايد انتقال المرض من المرضى إلى العاملين في مجال الرعاية الصحية، ومنهم إلى زملائهم.

وأشار إلى أن جائحة «كوفيد- 19» الحالية تتسبب في إثقال كاهل القوى العاملة الصحية الهشة بالفعل، وبسبب عبء العمل المتزايد، يعمل العاملون الصحيون لساعات طويلة تحت وطأة ضغط شديد، ما تسبب في إصابتهم بالضائقة النفسية والإجهاد والإنهاك المهني. وفي بعض الحالات، يتعرَّض العاملون الصحيون للوَصْم والتمييز، فيُتَّهَمون بأنهم حاملون للمرض، ويتعرَّضون للعنف البدني والنفسي.

وأوضح أنهم مُعرَّضون لخطر الإصابة بالمرض أو فقدان حياتهم، ويخشون نقل العدوى إلى أسرهم وأحبائهم، ويؤدي النقص الحالي في معدات الوقاية الشخصية إلى زيادة هذا الخطر، وهذه ليست مجرد أرقام بالنسبة لنا، فقبل أسبوعين، توفي أحد أفراد برنامج ‫استئصال شلل الأطفال في الصومال بعد إصابته بمرض «كوفيد- 19»، كما جاءت نتيجة التحليل لزميل صومالي آخر إيجابية، وفي باكستان أثبتت الاختبارات إصابة 12 فردًا على الأقل في أسرة برنامج ‫استئصال شلل الأطفال بمرض «كوفيد- 19».

وقال: في مواجهة هذه الضغوط والتعرُّض لمستويات من المرض والوفاة لم يتعرض لها العديد منهم من قبل، أفادت تقارير حديثة أيضًا بمحاولات انتحار في صفوف العاملين الصحيين.

وأشار إلى أنه في 8 أبريل، أُصيب أكثر من 22,000 عامل في مجال الرعاية الصحية في 52 بلدًا بمرض «كوفيد- 19»، وفق التقارير الواردة إلى المنظمة، وتتراوح نسبة العاملين الصحيين المصابين في إقليمنا من 1% إلى 20%. ونظرًا لعدم إبلاغ المنظمة بطريقة منهجية عن حالات العدوى بين العاملين الصحيين، نعتقد أنَّ هذا العدد ربما لا يُمثِّل العدد الحقيقي لحالات الإصابة بمرض «كوفيد- 19» بين العاملين الصحيين.

‏وتابع: بينما قد يُصاب بعضهم بالعدوى خارج المرافق الصحية، في منازلهم أو مجتمعاتهم المحلية، تشير البيانات المحدودة المتاحة إلى أنَّ أكثر من 90% منهم يُصابون بالعدوى داخل المرافق الصحية، حيث يتعرَّضون للفيروس الفتاك‎. ويبلغ متوسط أعمار العاملين الصحيين المصابين في إقليمنا 35 عامًا، وترتفع نسبة الإصابة قليلًا بين الإناث عنها بين الذكور. وبشكل عام، تفيد التقارير بوقوع حالات العدوى في صفوف التمريض والأطباء أكثر من أي مهنة أخرى.

وأشار إلى النقص في تخصصات معينة، مثل الأطباء وطواقم التمريض في مجال الرعاية المركزة، وإخصائيي الأمراض المُعدية، وأطباء الرئة، وإخصائيي المُعَالَجَةِ التَّنَفُّسِيَّة، وإخصائيي الوقاية من العدوى ومكافحتها، وغيرهم له تأثيرًا سلبيًا على توفير الخدمات العلاجية للمرضى الذين يعانون من أعراض وخيمة.

وأضاف: يؤدي العدد المحدود لمِهْنِيّي الصحة العامة، مثل إخصائيي الوبائيات، إلى عدم كفاية الموظفين في فرق الاستجابة السريعة. وإضافةً إلى محدودية الموارد، مثل وسائل النقل، يُشكِّل ذلك تحديًا أمام تتبُّع المُخالِطين، ما يترتب عليه من إغفال بعضهم ومِن ثَم مواصلة انتقال المرض.

وأشار إلى أنه لمعالجة التحديات المختلفة التي تواجه العاملين الصحيين، وضعت منظمة الصحة العالمية إرشاداتٍ إقليميةً تحدد فيها الإجراءات الاستراتيجية لراسمي السياسات والمديرين على المستويات الوطنية ودون الوطنية وعلى مستوى المرافق، ويجب التوسُّع فورًا في تدابير الوقاية من العدوى ومكافحتها، ليس فقط لحماية العاملين الصحيين، بل لحماية المرضى الذين يخاطر العاملون بحياتهم لإنقاذهم ولحماية أسر العاملين أيضًا، وينبغي حشد قدرات إضافية لمعالجة النقص في أعداد العاملين. ويجب توفير الإرشادات والتدريب والحوافز وبيئة عمل مُشجِّعة، لتمكينهم من تقديم الخدمات بفعالية وكفاءة، بما يشمل تزويدهم بمعدات الوقاية والتأكد من قدرتهم على استخدامها استخدامًا صحيحًا.