رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رضا البهات: عصر كورونا حدا فاصلا بين تاريخين للشعوب

رضا البهات
رضا البهات

من المؤكد أن العالم ما بعد وباء كورونا لن يعود كما كان قبله، وربما سيأتي اليوم الذي يؤرخ فيه بـ"الكورونا" وربما قيل الوقائع الفلانية حدثت قبل أو بعد الكورونا. وبعيدا عن روايات أو عالم الـ"ديستوبيا" استطلعت "الدستور" آراء العديد من الكتاب والمثقفين حول هذا الفيروس القاتل، وكيف يتخيل الكتاب شكل العالم ما بعد الكورونا؟ وما التأثير الذي سيتركه على الأدب، عليهم شخصيا، وهل سيفرض هذا الوباء نفسه على الكتابة فيما بعد، أو حتى تداعياته والتأثير الذي تركه على العالم كما نعرفه؟ كل هذه الأسئلة وغيرها.. في محاولة لاستشراف عالم الغد.

يقول الروائي الدكتور "رضا البهات": أعيش بمفردى بعد انفصالى عن زوجتى بناء على طلبها ذلك، مكتفيا بمقابلة ابنى الطالب في ليسانس الآداب. كما أنني أعكف اليوم على تبييض رواية أو نوفيلا قصيرة بعنوان "جميزة برتقانة" تتعامل مع انتقال طبيب للعمل في الريف من مستشفى استثمارى أرى خلالها أن إنقاذ هذه الأمة، إنما يكون في فكر المعتزلة وفي أغنياتهم مثل: رابعة العدوية وابن الفارض والسهروردي.. ألخ.

تابع مؤلف "شمعة البحر" و"بشاير اليوسفي": النوفيلا التي انتهيت منها هي بعد يناير ٧٧ واسمها "فتاة إعلانات" تتعامل مع بداية دخول هذه مفاهيم الوهابية لمصر، كما أعكف اليوم على كتابة نوفيلا حول الجدة التي لم يعد لها وجود، وهى تصحب حفيدها - أنا - لاستعادة جثة الخال. وطول الطريق تحكي له حواديت.

وأؤكد خلال النص على أن الثقافة ليست فقط مستقبلنا، لكن أؤكد على تعريفها الذى يعني "بأنها ما يبقى في سلوكنا بعد أن ننسي ماتعلمناه". وفيها نفس القدر من التشاؤم بمعنى أن المصريين راجعين تانى لحكاية الحواديت، بعض الحواديت من جمعى وبعضها شائع مدعوما بقول "إبراهيم أصلان" قبل مايموت لى إن "مصر حبالها طويلة". والمعنى أننا سنرجع لمصادرنا وثقافتنا لكن ببطء "حاجه كده زي اليابانيين".

وأردف: جاءت الأزمة الأخيرة لتؤكد أن مصر حدودها تاريخيا ثابتة من حوالي ١٠ الآف سنة، وأن الصيغة التاريخية لجمال حمدان في "شخصية مصر" أيضا ثابتة، وأن الحدوتة هى الجانب الثقافى لهذا الشعب، أو التعبير الثقافى له حتى يتم محو أمية الـ٣٠ ٪ من المصريين، مع العلم بأن تعريف الثقافة السابق يجمع أستاذ الجامعة والفلاح مع الست البسيطة.

واختتم: هل ستنتهي هذه الحياة؟ لا أعتقد ولا أحبذ هذه الفكرة. أكثر منها يقينا أن الرأسمالية إلى انتهاء وأن القادم هو نظام أكثر إنسانية. لقد كان عصر كورونا حدا فاصلا بين تاريخين للشعوب علاوة على كونه إعلاء من شأن الحكومات الوطنية بمعنى المحلية.