رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

متطوعون فى مبادرة «الصحة» ضد «كورونا»: «مش أقل من اللى اتطوع أيام الحرب»

كورونا
كورونا

استقبلت وزارة الصحة والسكان، عبر الموقع الخاص بالتسجيل للانضمام لفريق العمل الخاص بمبادرة «كن بطلًا» لمواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد، أكثر من ١٠ آلاف مواطن راغب فى التطوع، خلال ٣ ساعات فقط، من مختلف الأعمار.
وأطلقت وزارة الصحة والسكان، قبل أيام، حملة لجمع متطوعين للعمل فى مستشفيات العزل الصحى التى أنشأتها الدولة لعلاج مرضى الفيروس.
«الدستور» تواصلت مع عدد من هؤلاء المتطوعين، للحديث معهم عن أسباب إقدامهم على تلك الخطوة الجريئة، وكيف كان التسجيل، وتصوراتهم لما سيقدمونه خلال الحملة.




محمود شعبان: شاركت لرفع الخطر عن أبناء وطنى


خدمة أهل بلده ورفع الخطر عنهم هما ما دفعا محمود شعبان، الطالب بكلية الآداب، للتقديم فى المبادرة، لذا عندما شاهد رابطًا على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» يحوى استمارة للراغبين فى التطوع، ضغط عليه وأدخل بياناته، دون أن يخبر أحدًا من أهله؛ حتى لا يدفعهم الخوف عليه لإيقافه أو منعه عن هذه المهمة.
تحدث «شعبان» مع والدته كثيرًا بعدها لإقناعها بالأمر، وبعد مناقشات عديدة اقتنعت الأم، وسلمت بالأمر إيمانًا منها بالله عز وجل، واستنادًا إلى الآية القرآنية التى تقول: «قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا».
وأضاف «شعبان»: «كل ما كان يدور فى عقلى حينما التحقت بالمبادرة هو مساعدة أهل بلدى وإبعاد الخطر عن أى شخص مهما كان، سواء أعرفه أم لا، ولم أخش الموت، فأنا مؤمن جدًا بأن قدر اللّٰه نافذ لا محالة طبقًا للآية القرآنية (أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم فى بروج مشيدة)».
وتابع: «فكرت كثيرًا لو المرض انتشر ومقدرناش نسيطر عليه، هيحصل إيه وقتها، ومن أجل ذلك، أرى أن المشاركة فى مثل هذه المبادرات أمر ضرورى للغاية، فالوطن يعيش فى مرحلة يحتاج فيها لكل الأيدى، ويحتاج لتكاتف الجميع».
وكشف عن أنه لم يُحدد بعد المكان الذى سيعمل فيه ضمن الفرق الطبية، لكنه يشعر بشرف وفخر كبيرين بوضع نفسه فى خدمة أبناء وطنه، و«جيش مصر الأبيض»، مشيرًا إلى أنه سيخضع لبعض التدريبات، نظرًا لكونه غير متخصص فى المجال الطبى، ويثق فى تأهيله من المعنيين بشكل جيد.

مصطفى بدر: أعمل فى فرق التقصى لمساعدة «الجيش الأبيض»

عن طريق مواقع التواصل الاجتماعى أيضًا، تعرف مصطفى بدر، ٢٨ عامًا، على مبادرة «كن بطلًا»، فما إن رأى رابطًا للتطوع لفت الاسم انتباهه، فدخل لقراءة التفاصيل كحب استطلاع، وكان يعتقد أنها ستقتصر على الأطباء فقط، لكنه فوجئ بأن «التطوع مفتوح فى مجالات كتير».
وأوضح أن التسجيل كان نوعين، نوعًا للدعم الطبى، ونوعًا لفرق التقصى والمتابعة، مضيفًا: «لأنى مش دكتور تطوعت فى فرق التقصى، ولما عملت كده حسيت بحماس شديد، وافتكرت اللى كنا بنقراه ونسمعه عن المتطوعين أيام الحروب لمعالجة المصابين، وحسيت إننا ما نقلش عنهم فى حاجة».
وأضاف «بدر»: «الأطباء فى الوقت الحالى يمثلون جيش مصر الأبيض ودرع الأمان.. عندنا دلوقتى جيشان، واحد بيحارب على الجبهة وبيعمل حملات التعقيم والتطهير، والتانى بيحارب المرض فى المستشفيات، ولأن كلنا فى مركب واحد كان لازم انضم للمساعدة».
وتابع: «كل شىء يهون عشان مصر، ولازم كلنا نتحد عشان بلدنا تفضل زى ما هى وأحسن، ونحاول نقلل عدد الإصابات وندعم الناس اللى شايله روحها على كفها، واللى عملوا من نفسهم حائط صد فى مواجهة الوباء، ورافضين يسيبوا مواقعهم حتى فى مواجهة مرض معد، زى الجنود فى المعركة، اللى عمرهم ما بيفكروا يسيبوا مواقعهم مهما حصل»، مختتمًا: «شكرا لجيش مصر الأبيض، ولكم منا كل الدعم، وأقل دعم ممكن نقدمه هو إننا نساعدكم علشان تكملوا اللى بتعملوه».


حسام زيدان: لم أخش الموت.. وإصرارى أقنع أهلى بالموافقة
قال حسام زيدان، ٢٤ عامًا، يعمل فنى «ستلايت» وكاميرات مراقبة، إنه علم بمبادرة «كن بطلًا» من أحد أصدقائه أثناء حديثهم عن الفيروس، فسأله عن كيفية التقديم، وتلقى منه الرابط الخاص بالتقديم عبر الموقع الرسمى لوزراة الصحة والسكان.
وأضاف «زيدان»: «لم أتردد لحظة واحدة ودخلت أقدم، أول مرة الموقع لم يكن يعمل بسبب كثرة الضغط عليه، لكنى لم أيأس وحاولت مرة أخرى ونجحت بالفعل، وشعرت بالسعادة الكبيرة بمجرد ما بدأت أسجل بياناتى». وشدد على أنه لم يخش الموت أبدًا، وكل ما كان يريده فى هذه الفترة هو المساعدة فقط، مع تزايد حالات الإصابة بفيروس «كورونا»، موضحًا: «كل ما كان يشغلنى هو خوفى على أهلى وناسى وأبناء بلدى». وعن تعامل أسرته مع تطوعه، قال: «أهلى أكيد كانوا خايفين علىّ، لكنهم لم يعترضوا عندما رأونى مصرًا على تأدية دورى، خاصة أن الأطباء فى الوقت الحالى يحتاجون إلى مساعدة، ومن المفترض ألا نتركهم بمفردهم».

محمد سلمان: «ما ينفعش نقول وأنا مالى؟»

كشف محمد سلمان، ٢٤ عامًا، عن أنه شارك فى مبادرة «كن بطلًا» دون تفكير، حتى يكون «درع أمان» فى مساعدة بلده على تجاوز هذه الأزمة، مضيفًا: «فى أزمة زى دى مينفعش نقول (وأنا مالى)، لأن الأطباء لوحدهم مش هيستحملوا الضغط عليهم حاليًا، فبنحاول كشباب نساعدهم بما نقدر عليه، وعن نفسى مش هتأخر عن أى دعم لهم».
وشدد على أنه لم يخش العدوى نهائيًا، وأن الخوف الحقيقى يتمثل فى فقدان الأحباء، متابعًا: «ولو أنا مليش دور فى مساعدة بلدى دلوقتى يبقى هعيش مليش دور ولا حق فيها غير إنى مصرى بالاسم، وكمان أهلى هيفتخروا بابنهم لما يعرفوا، واعتراضهم بس هيكون من دافع الخوف علىّ مش أكتر».
وأشار إلى أن تطوعه فى حملة «كن بطلًا» جاء للحفاظ على جميع المصريين من تفشى الوباء الذى تسبب فى مقتل الآلاف.

أحمد بشير: «كنت خايف ما اتقبلش»

بمجرد علمه بالمبادرة التطوعية خلال تصفحه إحدى الجرائد، لم يتردد أحمد بشير، ٢٥ عامًا، لحظة فى ملء استمارة البيانات، إيمانًا منه بدور كل مواطن فى مساعدة بلده خلال الحرب ضد وباء «كورونا».
وقال «بشير»: «لم أشعر بأى خوف، بل ملأنى الحماس وآمنت بأن مصر قادرة على عبور هذه الأزمة، ورأيت أننا إن استطعنا تحجيم انتشار الوباء ولو بنسبة ١٪ فقد قدمنا الكثير للوطن». وأضاف: «إن حدث لى أى مكروه سأكون فخورًا بنفسى، لأننى ساعدت فى حماية أسرتى وبلدى، والمفارقة أننى كنت أشعر بقلق كبير ألا تُقبل استمارتى، ولكن الحمد لله وصلتنى رسالة بأننى أصبحت متطوعًا بالفعل». وأشار إلى أن أسرته رفضت الفكرة فى البداية، لأن مناعته ليست فى أحسن حال، لكنه استطاع أن يقنعهم بالأمر، وأصبحوا مرحبين بموقفه ويرون أنه «بطولى»، مضيفًا: «الآن أنا مستعد لتنفيذ أى تكليفات من الدولة، وأرى أن الهدف الأسمى هو أن يعيش الشعب المصرى فى أمان وصحة جيدة».


سلمى سعيد: ثوابنا كبير.. وهدفنا منع وصول البلاد إلى السيناريو الأسوأ
اعتادت سلمى محمد سعيد، ٢١ عامًا، طالبة بقسم الإرشاد السياحى بكلية الآداب جامعة عين شمس، على العمل التطوعى منذ عدة سنوات، وسبق لها المشاركة فى إحدى مبادرات محو الأمية، كما تطوعت لإرشاد الزوار المصريين والعرب للمتحف المصرى فى التحرير، دون مقابل، وكذلك فى متحف محمد على بالمنيل، لذا رحبت بالتطوع فى مبادرة وزارة الصحة، فور علمها بها.
وقالت «سلمى»: «حسيت إنى مسئولة زى أى طبيب أو ضابط جيش، ومن أول ما بدأ الوباء فى العالم كنت أحاول أن أقرأ عنه، علشان أقدر أوعى اللى حواليا، ولما سمعت عن المبادرة لقيت الفكرة حلوة جدًا، وعرفت إن دورى جه علشان أساعد الناس كلها، سواء بتوعيتهم عن المرض أو بمساعدة المرضى أنفسهم».
وأضافت: «المسألة فيها ثواب كبير، وأهلى كانوا خايفين فى الأول بس أقنعتهم، وقلت لهم إنى مستعدة أساعد فى أى مكان، وإن لازم كلنا نحارب علشان نفسنا وعلشان بلدنا».
واختتمت: «أنا فى انتظار وزارة الصحة تحطنى فى المكان اللى هى محتاجانى فيه، لأن كل اللى عايزاه هو إنى أساعد أهلى وبلدى فى الظروف دى، عشان الأمور ما تكونش أسوأ لا قدر الله».