رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مجد الأجداد.. «نيوزويك»: تعامد الشمس على كتف أبوالهول يثبت عبقرية الفراعنة

أبوالهول
أبوالهول

تعامدت أشعة الشمس على الكتف اليمنى لتمثال «أبوالهول» فى منطقة أهرامات الجيزة، مع غروب شمس الأحد الماضى، فى ظاهرة فلكية فريدة تحدث مرتين فى العام على مدار ٤ أيام، مع بداية فصلى الربيع والخريف.
ووصفت مجلة «نيوزويك» الأمريكية الظاهرة بأنها «غامضة»، وتدل على مدى تقدم القدماء المصريين فى علم الفلك والهندسة المعمارية، لافتة إلى أن العلاقة بين علم الفلك وبناء الأهرامات ظلت غير مفهومة، رغم تناولها فى العديد من الدراسات والأبحاث على مدار عقود طويلة.
أشارت مجلة «نيوزويك» إلى دراسة أجراها عالم الآثار الأمريكى المتخصص فى فن العمارة المصرية القديمة جلين داش، عام ٢٠١٨، ونُشرت فى «مجلة العمارة المصرية القديمة» Journal of Ancient Egyptian Architecture.
وقال «داش» فى الدراسة إن سر هذا التعامد المثالى مرتبط بما يطلق عليه اسم «Equinox» أو الاعتدال الربيعى، فعندما تتساوى مدتا الليل مع النهار، تغرب الشمس على الكتف اليمنى لتمثال أبوالهول، يومى ٢١ و٢٢ من مارس، ويومى ٢١ و٢٢ من سبتمبر، أى فى الربيع والخريف.
ووجد «داش» خلال فحصه محاذاة الأهرامات الثلاثة أنها مترابطة بشكل جيد، وتسلط الشمس أشعتها عليها فى خط مستقيم ثم تدور حولها عكس اتجاه عقارب الساعة، مرجحًا أن القدماء المصريين استخدموا خطًا مستقيمًا لتتبع حركة الشمس فى الوقت الذى يتساوى فيه الليل مع النهار، حيث يتحرك الجزء العلوى من الظل فى خط مستقيم من الشرق إلى الغرب.
ونقلت المجلة عن «داش» قوله: «لم يترك القدماء المصريون لنا إلا بعض الدلائل القليلة، ولم يتم العثور على وثائق هندسية أو مخططات معمارية تقدم أى تفسيرات فنية، توضح كيف صمم المصريون القدماء معابدهم أو أهراماتهم بهذه الطريقة المترابطة».
وأضاف: «بحث العلماء ظاهرة تعامد الشمس والحسابات الفلكية والعلمية التى اعتمد عليها المصريون القدماء فى ضبط حدوثها، لكن ظلت سرًا من أسرار الفراعنة يشير إلى مدى عبقريتهم وعظمتهم فى علم الفلك».
وأيدت المجلة فكرة أن تشييد تمثال أبوالهول ناحية الشرق لم يكن محض صدفة، بل أراد المصرى القديم أن يضبط آلية التعرف على باقى فصول السنة، ليكون بمثابة تنبيه لبداية فصلى الربيع والخريف، حينما تحدث الظاهرة الكونية بتعامد الشمس على تمثال أبوالهول فى يومى ٢١ مارس، و٢٣ سبتمبر من كل عام.
وليس أبوالهول فقط الذى تتعامد عليه الشمس، فهناك ٧ معابد مصرية أخرى تحدث فيها نفس الظاهرة، منها معبد أبوسمبل الكبير بأسوان، والذى تخترقه أشعة الشمس لتصافح وجه الملك رمسيس الثانى، أعظم ملوك مصر القديمة، مرتين فى السنة، وتعتبر هذه الظاهرة من أكثر الظواهر التى تشير إلى عظمة القدماء المصريين فى تحديد تعامد الشمس فى يوم جلوس رمسيس الثانى على العرش ٢٢ أكتوبر، ويوم ميلاده فى ٢٢ فبراير.
كما تتعامد أشعة الشمس على مقصورة قدس الأقداس الإله آمون رع، إله الشمس بمعبد الكرنك، الموجود بالبر الشرقى بالأقصر، ويتم رصد الظاهرة يومى ٢١ أو ٢٢ ديسمبر من كل عام، والظاهرة تعرف فلكيًا بيوم الانقلاب الشتوى، ويكون نهاره أقصر نهار وليله أطول ليل، والشمس فى ذلك اليوم تكون على أدنى ارتفاع لها ظهرًا على الأفق.
وبالتزامن مع تعامد الشمس على معابد الكرنك، تتعامد الشمس على قدس الأقداس الإله «سوبك»، الإله ذى رأس التمساح فى الحضارة المصرية القديمة، بمعبد قصر قارون بالفيوم، فجر يوم ٢١ ديسمبر.
وفى يومى ٨ و٢١ ديسمبر من كل عام، يرصد الآلاف من السياح والمصريين ظاهرة التعامد على قدس الأقداس آمون رع بمعبد الدير البحرى، المعبد التاريخى الشاهد على تاريخ حتشبسوت الملكة الفرعونية الأقوى فى تاريخ مصر القديمة، الواقع بالبر الغربى بالأقصر، والتى تستمر ١٠ دقائق متواصلة.
كما تسقط أشعة الشمس بشكل عمودى داخل قدس الأقدس، بمعبد هيبس الأثرى، الموجود بالوادى الجديد، فى يومى ٦ سبتمبر، و٧ أبريل سنويًا، وتتعامد أشعة الشمس، داخل قدس أقداس معبد كلابشة، أحد المعابد النوبية القديمة الذى كرس لعبادة إله الشمس النوبى ماندوليس خلف بحيرة السد العالى، جنوب أسوان، يوم ١٤ فبراير فى كل عام.