رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

طبعة جديدة لرواية «الغريب» لألبير كامو

الغريب
الغريب

في طبعة جديدة أنيقة صدرت عن الدار المصرية اللبنانية رواية ألبير كامو "الأيقونية" "الغريب" وهو العمل الأدبي الأشهر لكامو، الحائز على جائزة نوبل في الآداب 1957.

الغريب هي أهم أعمال ألبير كامو التي صدرت في الأربعينيات، لصاحبها المولود عام 1913، في مدينة "موندافي" بالجزائر، إبان وقوعها تحت الاحتلال الفرنسي.

والطبعة الجديدة الأنيقة الصادرة عن الدار المصرية اللبنانية، هي استعادة لمشروع رائد، دشنته الدار المصرية اللبنانية منذ عقدين، إذ صدرت رواية الغريب في الدار المصرية اللبنانية العام 1997، والطبعة الجديدة هي الرابعة عن الدار.

يشير الناشر محمد رشاد في تصدير الطبعة إلى أن الدار المصرية اللبنانية توقفت فترة لتراجع مشروعها الطموح "سلسلة روايات جائزة نوبل" فتسرب المشروع إلى جهات كثيرة في الداخل والخارج، لكن يظل مشروع المصرية اللبنانية هو الرائد، وهو الأفضل، لأن الدار تختار وتحسن الاختيار، إذ تختار الدار أبرز وأشهر الفائزين بالجائزة، وأكثر المترجمين دقة ومهارة وتميزا وتتم ترجمة الأعمال عن اللغات الأصلية مثلما هو الحال في رواية الغريب التي ترجمها الدكتور محمد غطاس عن الفرنسية.

وسلسلة "روايات جائزة نوبل" كان يشرف عليها الناقد المتميز فتحي العشري، وصمم أغلفتها ورسومها الداخلية الفنان محمد حجي، أما الطبعة الجديدة لرواية الغريب، فصمم غلافها الفنان عمرو الكفراوي، وكما هو معروف، فإن "الغريب" تبدأ بأشهر استهلال في الأدب الفرنسي الذي يقول فيه ألبير كامو:
- أمي ماتت اليوم. وربما كان ذلك بالأمس، لست أدري، فقد تلقيت برقية من دار المسنين تقول: ماتت الأم. الدفن غدا..تحيات طيبة" وهذا لا يعني شيئا. فربما كان ذلك بالأمس.

وهذا الاستهلال على لسان شاب يدعى "ميرسو" رحلت أمه في دار المسنين، وقد أودعها هناك نظرا لعدم قدرته المالية على تلبية احتياجاتها، وبعد دفنها بيومين يتنزه بصحبة فتاة اسمها ماري، ويتورط في الذهاب للشرطة للإدلاء بشهادته حول مشاجرة جاره "ريمون" مع فتاة وعائلتها، وتتوالى الأحداث حتى يذهب في جولة على الشاطئ مع "ريمون" و"ماري" عند ماسو وزوجته، ويتشاجر مع جزائري فيقتل أحدهم بخمس رصاصات، وتنعقد محاكمة، وبعد عدة جلسات يحكم عليه بالإعدام.

الغريب هى أول أعمال ألبير كامو الأدبية، بدأ كتابتها سنة 1939، ونشرها سنة 1942، فطارت شهرته إلى الآفاق، والرواية مكونة من أربعة أجزاء، في جزئها الأول يقضي ميرسو ليلة كاملة مع أمه المتوفاة، ومع زملائها، ثم ينتقل كامو بسلاسة في الحكي إلى حكي التفاصيل اليومية التي تقع لبطله بعد انتهائه من دفن أمه، مثل عودته إلى عمله، استغراقه في مهام مكتبه وحواراته مع رئيسه في العمل، خروجه إلى  الشوارع بعد ذلك، لحاقه بالترام، تناوله البطاطس المسلوقة لدى عودته إلى المنزل، حكي سريع وإيقاع متوتر لاهث، يعبر عن أحوال أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية وقت كتابة الرواية القصيرة، التي تناولت مصير الإنسان الضائع بين أطماع عالمية تحرك الأوطان المتصارعة لأهداف مجهولة، وبين العدالة الغائبة، هكذا نمضي بين تفاصيل الحياة اليومية لبطل ألبير كامو في الغريب، ونحن نتعجب، كيف كتب كامو هذا العمل بهذا الحس الإيقاعي السريع اللاهث، في نهاية عقد الثلاثينيات..لقد كان هذا العمل ثورة أدبية في فن الرواية، نقلت صاحبها إلى مصاف الكتاب الكبار مباشرة، ومهدت لنقلة أدبية غير معهودة للرواية الفرنسية.

محمد غطاس مترجم هذا العمل المهم لكامو، ولد سنة 1950بقرية الشيخ مبارك شمال الدلتا بمحافظة كفر الشيخ، والتحق بكلية الزراعة حيث تخرج منها عام 1972، وسافر إلى فرنسا عام 1977، حيث التحق بجامعة دن في الشمال الغربي، وحصل منها على الدكتوراه في علوم البيئة النباتية عام 1981، وظل حتى 1991 يعمل باحثا بمعهد علوم البيئة النباتية التابع لجامعة لويس باستير في ستراسبورج، مما أتاح له فرصة زيارة العديد من البلاد العربية والأوروبية، ومع نهاية 1991 عاد إلى مصر وتفرغ للإنتاج الأدبي والترجمة.