رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قصة إلغاء قرار اختيار "منتقبة" مديرة لقصر ثقافة كفر الدوار

جريدة الدستور

أثار قرار اختيار منتقبة لتكون مديرة بقصر ثقافة كفر الدوار ضجة كبيرة في محافظة البحيرة، ما بين معارض معتبرًا أنه لا يجب أن تكون المنتقبة واجهة لصرح ثقافي، وآخرين يعتبرون أن العبرة بالكفاءة في العمل، وخصوصًا أن الموظفة تم اختيارها بعد مسابقة من وزارة الثقافة، ودفعت الضجة التي حدثت إلى إلغاء وزيرة الثقافة القرار، وتكليف أخرى بالعمل في المنصب.

بدأت الأزمة بعدما نشر الكاتب الصحفي محمود دوير، أمين تنظيم حزب التجمع بالبحيرة، منشورًا على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، ينتقد فيه تعيين سيدة منتقبة كمديرة لقصر الثقافة بمدينة كفر الدوار، الأمر الذي أثار تفاعلا كبيرا في الأوساط الثقافية.

وقال دوير خلال المنشور الذي نشره على صفحته الشخصية: "إحنا صوتنا اتنبح صراخ عن استعادة مكانة مصر الثقافية من خلال عودة الثقافة الجماهيرية بالمعنى والدلالة، ولقينا العباقرة قيادات الثقافة في إقليم غرب الدلتا يقررون تعيين سيدة منتقبة مديرا لقصر ثقافة كفر الدوار"، متابعا: "أكيد من حقها ترتدي ما تشاء ومن واجبنا يكون عندنا حد أدنى من الفرز والتمييز".

وأضاف دوير: "منى القماح، صارت مسئولة عن جزء من وعي وثقافة المواطنين في مدينة بأهمية كفر الدوار، وأنها ستدير الثقافة، أي مسرح وفن تشكيلي وموسيقى وأدب، وستكون مسئولة عن وعي الأطفال، وعي البلد دي مش مستحمل، والثقافة هي خط الدفاع الأول عن هويتنا اللي أكيد النقاب مش جزء منها ولا هيكون".

كما وجه دوير الشكر لوزيرة الثقافة، ورئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، بعد إلغاء قرار تعيين المنتقبة مديرة لقصر ثقافة كفر الدوار، وتعيين أسماء عبد القادر مديرة للقصر بصفة مؤقتة، كما تم إلغاء خبر التهنئة لـ"القماح" من صفحة ‎"الجروب الرسمي لفرع ثقافة البحيرة ووضع خبر مقتضب نصه "تعيين الأستاذة أسماء عبدالقادر مديرا لقصر ثقافة كفر الدوار وذلك بصفة مؤقتة".

يذكر أنه أجرت وزارة الثقافة مسابقة بين العاملين في قصر الثقافة لاختيار مدير له، وفازت بها السيدة منى القماح، التي تعمل فنانة تشكيلية ومسئولة عن تعليم الرسم والفنون التشكيلية بقصر ثقافة كفر الدوار.

وبالإضافة إلى الآراء المؤيدة للمنشور الذي كتبه دوير على صفحته الشخصية، كانت هناك تعليقات حملت آراء معارضة لرأيه بشدة مثل: "هي تولية المناصب باللبس، صحيح ياما البدل بتداري بوست عنصري"، وعلق آخر قائلا: "سؤال آخر هل لو هي كانت متبرجة كنا حنفكر كده برضه وحنقول الأطفال حيروحوا يسألوا أمهاتهم هما ليه مش محجبين، وبعدين أستاذة مني مثل يحتذى به في الثقافة ورقي الفكر والأدب والذوق" وأنا كأحد أفراد كفر الدوار أتمنى استمرارها في المنصب ليستفيد أولادنا، ويكفي أن أقول إن أبنائي أحبوا قصر الثقافة بسبب الأستاذة منى، والخلاصة هي حرب على النقاب".

وفي تصريح خاص لـ"الدستور" قال الدكتور محمود عسران، أستاذ الأدب والنقد بكلية الأداب بجامعة دمنهور: إن منى القماح تقدمت كباقي زملائها في مسابقة تم الإعلان عنها من وزارة الثقافة، للتعيين كمديرة لقصر ثقافة كفر الدوار خلفًا لأشرف المشرحاني، الذي تمت ترقيته كوكيل لوزارة الثقافة بشمال سيناء".

وأضاف: "ووقع الاختيار عليها وفقًا للشروط المعلن عنها للمسابقة من خلال الموافقات الأمنية ومؤهلها فهي فنانة وخريجة فنون جميلة وحاصلة على تقدير امتياز، وتقوم بنشاط كبير من خلال عملها في قصر ثقافة كفر الدوار فهي تعلم الرسم والفنون التشكيلية في قصر الثقافة".

وأكد عسران أن منى القماح لم يحدث منها أي تجاوز أو شكوى خلال فترة عملها على الإطلاق، فهي تجيد التعامل مع جميع الفئات والأعمار، ولم تفرض فكرها - أن كان لها فكر- على مسار العمل في القصر، ولم تستبعد أي عمل فني على الإطلاق.