رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأقصر تنافس بـ9 أحداث لتعامد الشمس في قائمة السياحة الفلكية

جريدة الدستور

توجهت أنظار السائحين المهتمين بالسياحة الفلكية إلى محافظة الأقصر، لكونها تحظى بـ9 ظواهر فلكية فريدة، حيث تتعامد أشعة الشمس على أجزاء محددة بالمعابد الأثرية، بالتزامن مع الاحتفالات التي كانت تقام في مصر القديمة، وهذا ما يعد حدثًا فلكيًا يدعو إلى الغرابة، ويُلفت الانتباه.

وقال الباحث أيمن أبو زيد رئيس الجمعية المصرية للتنمية السياحية في الأقصر، إن بداية رصد الظواهر الفلكية في معابد الأثرية، جاء بعدما تم تشكيل فريقًا بحثيًا ضم الدكتور أحمد عوض، والباحث الطيب محمود، وقد نجح الفريق في رصد وتوثيق الكثير من الظواهر الفلكية اللافتة في معابد ومقصورات بالأقصر وقنا وأسوان والوادي الجديد، وذلك بموافقة من اللجنة الدائمة بالمجلس الأعلى للآثار المصرية.

وتابع لـ"الدستور" إن معابد الأقصر تشهد الكثير من الظواهر الفلكية ممثلة في تعامد الشمس على معبد حتشبسوت في يوم عيد الإلهة حتحور، سيدة السعادة، وربة الحب والموسيقى، كما يشهد هذا المعبد أيضًا على المعبود حورس، وذلك بالتزامن مع الاحتفال بها قديمًا، كما تتعامد الشمس على قدس أقداس آمون داخل معابد الكرنك الفرعونية، وذلك تزامنًا مع يوم نقل الشمس وبداية فصل الشتاء لدى المصريين القدماء والذي يوافق 21 من شهر ديسمبر في كل عام، وكذلك تعامد الشمس على لوحة الإله أمون رع ومنتو بمعبد دير شلويط بالبر الغربي من المحافظة.

وأشار إلى أن الظواهر الفلكية قد تحدث مرتين خلال العام الواحد بذات المنطقة الأثرية، حيث إن الفريق البحثي نجح في رصد 9 ظواهر لتعامد الشمس، بمعابد ومقصورات شيدها قدماء المصريين فى شرق وغرب مدينة الأقصر، ورصد 17 ظاهرة فلكية في الجيزة وأسوان وسوهاج وقنا والأقصر طوال 5 سنوات مضت، وهو الأمر الذي يؤكد مدى براعة قدماء المصريين ودرايتهم بكل أسرار وفنون العمارة والفلك، تؤكد على أن بناء المصري القديم لمعابده الدينية تم من وجهة نظر لاهوتية، حيث أقامها ودشنها كبرزخ سماوي يسلكه قرص الشمس مع معبوده ورفقته المقدسين في ترحالهم ما بين العالم السفلي والعالم المرئي.

وعليها يتأكد لنا أن كافة المعابد الدينية التي أقامها الفراعنة تتوجه قبلتها نحو مواطن شروق أو ظهيرة أو غروب قرص الشمس سواء بصورة فلكية مباشرة في أيام أعياد بعينها أو بصورة رمزية طبقًا لما ورد في النصوص الدينية، وعلى هذا يتبين صدق مقصد المصري القديم في تدشين ظاهرة تعامد أشعة الشمس على معابده ومقاصيره المقدسة إبان شروق أيام بعينها وهو أمر تؤكده الدلالات اللاهوتية لأشعة الشمس.

ولفت أن تلك الظاهرة الفلكية ذات بُعدٍ ديني وراء مختلف الظواهر الفلكية والهندسية بالمعابد المصرية، ودلالة على العلاقة التي تربط بين الملك الفرعوني والإله أمون، والذي يرمز إليه في الحضارة المصرية القديمة بقرص الشمس الساطع، ولهذا جعل المصري القديمة علاقة من القدسية بين المعابد التي شيدها الملوك وبين أشعة الشمس، وذلك كدلالة على المباركة التي يحصلون عليها من الإله.

وأوضح أن الظواهر الفلكية المميزة من نوعها والتي تحدث بالمناطق الآثرية في فترات مختلفة من العام تشير إلى أن مصر سوف تكون من أقوى المناطق السياحية المنافسة في سياحة الفلك ذلك النوع السياحي الجديد الذي لفت انتباه الكثيرين من المهتمين بالعلوم الفلكية من شتى أنحاء العالم، حيث إن معابد الكرنك تحتل المرتبة الأولى عالميا، في استقبال الظواهر الفلكية، حيث تشهد خمسة ظواهر فلكية في العام، وتتنوع تلك الظواهر ما بين شمسية وقمرية ولا توضع منهم على الخريطة السياحية للأقصر إلا واحدة فقط من الظواهر الخمسة.