رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ماتت من الجوع.. "سماح" ضحية زوجة والدها في السلام

جريدة الدستور

دفعت "سماح" ثمن قسوة قلب زوجة أبيها التي أذاقتها العذاب ألوانًا، بعد وفاة والدها، فكانت تضربها وتعذبها وتجبرها على التسول في الشوارع وإعطائها إيراد يومها.

قررت الطفلة "سماح"، 12 سنة، التخلص من سوء المعاملة والضرب والتعذيب، فتركت المنزل ولم تعد إليه مرة ثانية واتخذت من الشارع مأوى لها، إلى أن توفيت بجوار مقلب قمامة، بعد سوء حالتها الصحية، التي تدهورت لعدم تناولها طعامًا يسد جوعها ومعيشتها في الشارع.

انتقل "الدستور" إلى مدينة السلام حيث مكان الواقعة، والتقى زوجة والد الطفلة "سماح"، التي قالت إن زوجها توفي منذ سنة وترك لها ثلاثة أطفال من بينهم المجني عليها، وبعد فترة من وفاة والدها تركت الطفلة المنزل ثم انقطعت أخبارها، ومنذ فترة علمت أنها تتسول في الشوارع لكن لم تتمكن من الوصول إليها.

فيما روت "أم محمد" جارة المجني عليها تفاصيل الواقعة، قائلة: "أنا اسكن في المنطقة منذ سنوات وأعرف كل سكانها ولدى محل أعمل به يوميًا من السابعة صباحًا وأغلقه في المساء، ومنذ فترة شاهدت الطفلة في الشارع تتسول وتمد يدها للمارة وتنظف السيارات وكراسي المقاهي لأصحابها لتحصل على أي أموال تأكل بها وفي نهاية اليوم تنام خلف الملاهي".

وأضافت: "ظننت في البداية أنها من سكان المنطقة لكن بعد فترة بدأت تتردد على الشارع لتشاهد الأطفال وهم يلعبون في أكاديمية الكاراتيه، ولأن نجلتي من نفس سنها دار بينهما حوار كلما تقابلت الطفلتان، فأخبرت نجلتي أن اسمها سماح ووالدتها توفيت منذ صغرها وتزوج والدها لكنه توفي هو الآخر منذ سنة في حادثة بطريق جوزيف تيتو".

وتابعت أن "سماح" أخبرت ابنتها بأنها بعد وفاة والدها كانت تعيش مع زوجة أبيها بمنطقة النهضة لكنها كانت تعاملها أسوأ معاملة وكانت دائمة التعدي عليها بالضرب المبرح والتعذيب وتجبرها على التسول لتنفق عليها وأشقائها، وبعد فترة من تسولها في الشوارع تعود لزوجة أبيها لتعطيها كل ما تحصلت عليه من أموال التسول ومع ذلك تتعدى عليها بالضرب، فقررت الطفلة عدم العودة لها مرة أخرى والعيش في الشارع.

وأضافت الشاهدة أن "سماح" اختفت منذ فترة وعلمنا منها بعد عودتها أن خالها أخذها لتعيش معه لكنها هربت منه أيضًا بسبب مضايقات زوجته وأولاده لها ومعاملتهم لها وكأنها خادمة عندهم، وكانت كل ليلة تنام خلف ملاهي في الطريق الموازي للشارع، والجميع كان حزينا على حالها وتدهور صحتها في الفترة الأخيرة بسبب الطعام السيئ وعدم الرعاية.

واستطردت: "كنت أفكر أنا وأكثر من سيدة في المنطقة أن نساعدها ونأخذها من الشارع وتجلس في شقة كل منا يوما لأن جميعنا ظروفنا المادية سيئة، حتى تفاجأنا بالعثور عليها جثة هامدة بجانب مقالب القمامة، ولا يوجد عليها أي آثار لدم أو عنف، لدرجة أننا اعتقدنا أنها فاقدة الوعي، ثم اكتشفنا وفاتها".

وكان قسم شرطة السلام ثان قد تلقى بلاغًا من أحد الأهالي في منطقة جمال عبدالناصر، التابعة لدائرة القسم، بالعثور على جثة طفلة، فانتقلت قوة أمنية لمكان الحادث، وتبين وفاة الطفلة، فتم تحرير محضر بالواقعة، وأحيل البلاغ إلى النيابة العامة لتتولى النيابة التحقيقات.

وأمرت نيابة السلام، اليوم الأحد، بدفن جثة الطفلة عقب الانتهاء من تقرير الصفة التشريحية الذي أثبت أن وفاتها طبيعية وناتجة عن سوء حالتها الصحية.