رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف تضامنت الجاليات السورية في مصر مع اشتعال الحرب في بلدهم؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

على مدار الأيام الماضية، وبين ليلة وضحايا استيقظنا فزعين على حرب شرسة تدور في سوريا، تحديدًا في شمال الشرقي، بعدما أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، التدخل المسلح في أراضيها، بحجة حمايتها من العناصر الداعشية المتطرفة، ومنذ ذلك الوقت أصبحت سوريا تنازع لالتقاط أنفاسها من الأعداء المغتصبين لأراضيها.

"الدستور" في السطور التالية حاورت عدد من الجاليات السورية في مصر، حول رؤيتهم لهذه الحربة التي قطعت سبل الاتصال بينهم وأهاليهم، وحرمتهم العودة إليها، كذلك يتذكرون معنا ذكرياتهم التي تدعوهم للابتسام عند تذكرها رغم ألمها لسلب العدو تلك البهجة عن وجهوهم.

عمر: ما يحدث بسوريا بسبب ظلم الجيش والحكام
"عمر"، شاب سوري، 24 عامًا، يعمل بإحدى محلات العطور، يؤكد أن الشعب السوري ليس له دخل في كل ما يحدث، وأن ذلك هو نتاج ظلم الجيش والحكم والدم و بيع الأراضي وغلاء الأسعار وكل ما هو فاسد، فهم كجاليات في مصر يروا أن يعملوا بجد، لكي يستطيعوا تقديم المساعدة لأهاليهم وأقاربهم بسبب سوء الأوضاع وغلاء الأسعار وفقد أرباب الأسر، مؤكدًا أن مصر لم تقصر في شئ معهم جميعًا ورحبت بهم واستضافتهم بحسن الضيافة المعهود على المصريين.

ماهر: في سوريا لم أرَ سواء الدماء والظلم
والتقط منه أطراف الحديث، ماهر شلبي، سوري أيضًا، 24 عامًا، جاء مصر منذ 4 سنوات، وعمل بأكثر من مهنة إلى أن استقر في واحدة منهم ليستطيع توفير لأسرتة المكونة من 6 أفراد ما يلزمهم من تكاليف الحياة ومصاريفها، وعند سؤاله عن ذكرياته في بلاده سوريا، روى: "مشوفتش فيها حاجة جميلة اتذكرها، كل ما آراه ليس إلا دماء وخوف وظلم واستبداد.

محمد: والدي قُتل في القصف.. وفي مصر لا أشعر بالغربة
أما محمد عثمان، صاحب الـ29 عامًا، يعمل في إحدى المطاعم السورية، قال إن ما حدث في سوريا تدخل أجنبي ليس للشعب دخل فيه، وانقسام الجيش بسبب الميول الدينية أدى إلى الحرب الطائفية بين الشيوعين والسنة، وكانت هذه من أسباب ضعف الشعب السوري، موضحًا أن روسيا وإيران وتركيا استغلت هذا الضعف واحتلت أجزاء من سوريا كالساحل السوري وغيرها من المدن الأخرى.

ويروي "شلبي"، أنه جاء مصر منذ 6 أعوام بعد مقتل والده إثر القصف وعندما ثار أخاه الأكبر ليأخذ ثأر أبيه تم اعتقاله، وحتى الآن لا يعلمون عنه شيئًا، فاضطر للمجئ إلى مصر والعمل حتى يوفر مصاريف والدته التي تعيش بمفردها الآن بعد انيهار الاسرة، ولم يجد سوى مصر لتحتويه بسبب قوة شعبها وتماسكها، وكرم أهلها هو السبب في وجوده، وحتى الآن لا يشعر بالغربة وكأنه يعيش وسط أهله وأقاربه.

أحمد: موقف مصر ليس واضحًا تجاه سوريا
والتقينا أيضًا أحمد السوري، شاب عشريني، تذكر معنا أفضل ذكرياته في بلده سوريا، فهو من محافظة ريف دمشق منطقة الزبداني بلدة بلودان (عروس المصايف)، يقول: هي البلدة التي تربينا فيها وعشنا أيام طفولتنا، ولما كان بيصير عندنا فرح بيجي إخواتنا المسيحين يشاركونا، كذلك في حالات العزاء نزور بعضنا، متذكرًا أن حالة وفاة لمسيحي وقعت وهو في سن التاسعة، فقامت إدارة مسجد قريتهم بتشغيل سورة "مريم"، "وكانوا كتير ممنونين".

ويتابع: أسرتي متكونة من 3 شباب و3 بنات وأبي وأمي، وكنّا أسرة مترابطة، نستيقظ صباحًا على صوت فيروز، وتصنع الأم لفة زيت وزعتر ليّ ولفة أخرى لأختي، ونأخد من الأب انا ١٠ ليرات وأختي ١٠ ليرات، وفي الشتاء يشتد البرد والثلج، فننتظر وقت الثلوج ويجرج الكبير والصغير للعب بالثلج والتراشق به.

ويروي لنا أول حب في حياته كان لابنة الرجل الذي عمل والده لديه وكانت في سنه، وجاءته في إحدى الزيارات التي يتبادلها العائلتين وأخبرته أن لديها امتحان في مادة العلوم ولا تدري أين كتابها، فطلبت منه كتابه على أن تعيده له في نهاية الأسبوع، وبالفعل أحضرته له معطر الجوانب محتويًا على وردة وجواب شكر: "شكرا كتير يا أحمد على الكتاب بتمنالك التوفيق بدروسك وإن شاء لله بتكون من الناجحين بهاي السنة والمتفوقين"، معلقًا: "كانت أيام حلوة كنا عايشين ببساطة وكانت الحياة حلوة".

وعن الموقف المصري إزاء القضية السورية، قال: موقف الحكومة المصرية ليس واضحًا من الأزمة السورية، فهي ضد العنف لكن مع الجيش السوري، وهي ضد الإرهاب لكن بتدعم المعارضة، باختصار الحكومة المصرية مسيرة من دول أخرى، لكن لا يمكن أن نقول إلا أن هذه هي ألاعيب السياسة، مختتمًا: "الله يحمي مصر وأهلها".