رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"انخفاض عمليات الضفة": كيف تستفيد إسرائيل من التنسيق الأمني مع رام الله ؟

جريدة الدستور

في خطابه السنوي في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، حذر رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن بأن ضم اسرائيل لغور الأردن سيرد الفلسطينيون عليه بإلغاء كل الاتفاقات معها، وفي كل مناسبة يطلق "أبو مازن" تصريحه مشابه، وهي التصريحات التي تلقى تأثيراً كبيراً في تل أبيب.. فلماذا تولى إسرائيل هذا الاهتمام الكبير بالتنسيق الأمني مع السلطة ؟
في الشهر الماضي قتل إسرائيليان: طالب في مدرسة دينية، دبير شوريف الذي طعن في جوش عصيون، والفتاة رينا شنراف التي قتلت بتفجير عبوة ناسفة غرب رام الله، ورغم ذلك، فإن عدد المصابين وعدد العمليات العام الحالي أقل من العام الماضي، وهو ما يطرح تساؤلاً ثانياً ما سبب انخفاض العمليات في الضفة ؟ وهل يمكن ربطه بالتنسيق الأمني مع رام الله ؟
منظومة العلاقات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وبالأساس التنسيق الأمني مع أجهزة أمن السلطة الفلسطينية تعتمد بشكل أساسي على وجود أبو مازن، رغم أن جهات في إسرائيل ترى إنه "مُحرضاً وليس شريكاً للسلام" إلا أنه وجود كان السبب في الهدوء النسبي الذي ساد الضفة منذ عام 2006.
في إسرائيل، يحذرون من الحديث عن مستوى التنسيق الأمني مع الأجهزة الأمنية الفلسطينية، لأنم يعلمون أن أي إطراءات إسرائيلية علنية على أجهزة السلطة ستعرض كبار الشخصيات فيها كمتعاونين مع إسرائيل، وسيعقد موقفهم أمام الجمهور الفلسطيني في الضفة.
الهدوء النسبي في الضفة وفقاً للتقديرات الإسرائيلية له ثلاثة أسباب، الأول هو استقرار حكم السلطة، والثاني الشعور بأمن بين الفلسطينيين الذين لا يشعرون بأن حياتهم معرضة للخطر بسبب الفوضى والاعمال الجنائية أو نشاطات إسرائيل، الثالث هي وضع اقتصادي معقول.
وفي الأشهر الاخيرة تضرر الوضع الاقتصادي بعد تقليص في اموال المساعدات الأمريكية، بما في ذلك تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الاونروا"، وبعد ذلك ازمة شديدة مع اسرائيل، التي خصمت من اموال الضرائب المعادة للسلطة كعقاب على المساعدة الاقتصادية الفلسطينية للسجناء الأمنيين.
أسباب التصعيد في الضفة كما يبدو تأتي عند المس بالرموز الدينية أو أي احتكاك بين الفلسطينيين والمستوطنين، ولكن يظل العامل الديني هو الأكثر إثارة وخاصة في منطقة الحرم.
في قيادة الضفة بالجيش الإسرائيلي يحذرون من فكرة "العقاب الجماعي" على العمليات الفلسطينية ضد الإسرائيليين، مع الدعوة فقط إلى العمل ضد من يشارك في أعمال العنف، فالعقاب الجماعي من شأنه أن يدفع المزيد من الاشخاص للمواجهة، وهو ما يظهر في السبب الثاني وهو أن الفلسطينيون عندما يشعرون بأمان بأنهم لن يتضرروا من العمليات فلن يقدموا على المشاركة في أي عملية.
فالافتراض في الجيش الإسرائيلي يقول إنه كلما زاد عدد الفلسطينيين الذين يوجدون خارج دائرة العنف، عدد العمليات ينخفض.
في الجيش الإسرائيلي يبرروا انخفاض العمليات لتحسين أداء القوات في الميدان الذين تم إعدادهم بشكل افضل للخدمة في الحواجز والدوريات، ولكن بشكل أساسي بسبب التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية.