رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مورجان: مشروع تصنيف «الإخوان» إرهابية أمام «الكونجرس» خلال أيام (حوار)

الإعلامى المصرى الأمريكى
الإعلامى المصرى الأمريكى مايكل مورجان

قال الإعلامى المصرى الأمريكى مايكل مورجان، رئيس منظمة «النبض الأمريكی» الباحث فى مركز لندن للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن السيناتور تيد كروز، الذى أجرى تعديلات على مقترح إدراج جماعة الإخوان على قوائم الإرهاب، سيتقدم بمشروعه إلى «الكونجرس» الأمريكى، خلال أيام قليلة. وكشف «مورجان»، فى حواره مع «الدستور»، عن أن الإعلام الأمريكى غيّر وجهة نظره تجاه الدولة المصرية، بعدما أدرك أهمية ثورة ٣٠ يونيو، ودور الجيش المصرى فى أمن واستقرار البلاد، وعرف حجم الإنجاز الذى حققه الرئيس عبدالفتاح السيسى فى إدارة البلاد فى تلك الفترة الحرجة.


■ بداية.. كيف ترى موقف واشنطن من الإخوان حاليًا؟
- الأمريكان لديهم رؤية واضحة تمامًا، أن الإخوان جماعة إرهابية يجب أن تحظر آجلًا أم عاجلًا، ولا يجب أن يعول عليها كثيرًا فى الشرق الأوسط، كما كان يريد الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما ووزيرة خارجيته هيلارى كلينتون، وقد لعب الثنائى دورًا كبيرًا فى تقديم المساعدة والدعم للجماعة بعد ثورة ٢٥ يناير عام ٢٠١١، ما كان سببًا فى وصولها لحكم مصر، وأتوقع أن يفقد الإخوان كل حلفائهم قريبًا، وأن يصنفهم باقى دول العالم جماعة إرهابية.
■ ما مستقبل العلاقات المصرية الأمريكية فى ظل التوافق الحالى بين الرئيسين السيسى وترامب؟
- العلاقات المصرية الأمريكية فى تطور مستمر منذ الاجتماع الأول بين الرئيسين عام ٢٠١٦، وحينها أكد دونالد ترامب دعمه ثورة ٣٠ يونيو، على عكس موقف الرئيس السابق باراك أوباما الذى كان له موقف متعنت من ثورة الشعب المصرى، وقدم دعمًا ملحوظًا لجماعة الإخوان، وهو نفس موقف المرشحة الديمقراطية الأخرى هيلارى كلينتون التى نافست «ترامب»، والتى لو كانت فازت لأصبحت الأكثر دعمًا لأجندة الإسلام السياسى فى المنطقة.
وأتوقع مزيدًا من التطور والقوة فى العلاقات بين البلدين فى الفترة المقبلة، ومزيدًا من الدعم الأمريكى للرئيس السيسى. فترامب يحترم ويقدر مجهودات ورؤية الرئيس السيسى، وصرح بذلك كثيرًا إما علانية فى وسائل الإعلام أو بشكل خاص لمحاميه ومستشار مؤسسته المصرى الأمريكى جورج سوريال، الذى أبلغنى بنفسه بإعجاب ترامب الشديد بنظيره المصرى، وقد انعكس هذا الإعجاب على الدعم الكبير منه لمصر فى عدة مجالات، وأبرزها رفع تجميد المساعدات العسكرية.
■ هل تطورت نظرة الإعلام الأمريكى لمصر ورئيسها؟
- الإعلام الأمريكى فى ظل التقدم الملحوظ فى ملف الأمن والإرهاب فى المنطقة، أدرك أهمية ثورة ٣٠ يونيو المجيدة، وأدرك دور الجيش المصرى فى المحافظة على مطالب الشعب وأمن واستقرار البلاد، كما تفهم الإعلام دور الرئيس السيسى ومجهوداته فى قيادة البلاد فى تلك الفترة الحرجة، وعكس هذا الإدراك توقف الحملات المهاجمة لمصر من قبل الإعلام فى الفترة ما بعد ثورة ٣٠ يونيو، وهذا بالطبع اعتراف بحجم الإنجاز الذى حققه الرئيس.
■ البعض رّوج لسيناريو أن أمريكا تضغط على مصر للقبول بالإخوان فى المشهد السياسى بأى شكل؟
- الإخوان ليس لهم أى ثقل الآن فى الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة وسط إدارة الرئيس دونالد ترامب الذى يعلم علمًا يقينًا خطورة هذه الجماعة الإرهابية، ومن المستحيل أن تتوسط أمريكا لدى مصر للقبول بالجماعة كجزء من المشهد السياسى المصرى، خاصة أن القاهرة لن تقبل من الأساس مثل هذه الوساطات، وهذا ما يعلمه ترامب جيدًا ويدرك أن مصر حليفة له وليست تابعة مطلقًا لأى دولة، وبالتالى لن يسعى بأى شكل لإفساد هذه العلاقة القوية.
■ معنى ذلك أن الجماعة هى المروجة لذلك السيناريو لجس النبض؟
- بالطبع، وجماعة الإخوان، خاصة فى أمريكا، دخلت فى عملية بيات شتوى كامل، تحسبًا لإدراجها على قوائم الإرهاب، وهذا الخوف قد يتبدد تمامًا حال فوز الديمقراطيين فى الانتخابات القادمة ٢٠٢٠، لأنه سيسهم فى إعادة إحياء الجماعة الإرهابية فى ظل دعم الديمقراطيين لها.
■ اللجان الإلكترونية الإخوانية زعمت أن خلافات الكونجرس مع ترامب سببها دعمه الدولة المصرية.. ما تعليقك؟
- الرئيس الأمريكى يعانى من الديمقراطيين من أول يوم بعد فوزه بالرئاسة فى نوفمبر ٢٠١٦ وحتى قبل توليه السلطة رسميًا فى يناير ٢٠١٧، وما يحدث الآن استمرار لمحاولات الديمقراطيين الضغط على الرئيس ترامب والزج به فى معارك غير منطقية فى محاولة لعزله.
وأعتقد أن المساعدات الأمريكية لمصر هى أحد الملفات التى يتم استخدامها للضغط على الرئيس الأمريكى، ليس لمحاولة توفير تلك المبالغ لخزانة الدولة كما يزعم الديمقراطيون، لكن للنيل من ترامب نفسه وتوريطه فى أزمات مع حلفاء الولايات المتحدة، وإفشال العلاقات معهم، وبالتالى إفشاله شخصيًا.
■ هل الإخوان جزء من تلك الأزمة؟
- الإخوان ليسوا السبب فى الخلاف بين ترامب والكونجرس، لأن الخلافات أعمق من ذلك بكثير، وذلك لا ينفى وجود دعم وتأييد من الديمقراطيين للإسلام السياسى متمثلًا فى الإخوان فى العالم العربى، والديمقراطيون فى الكونجرس وقفوا أمام كل المشاريع التى يريدها «ترامب» من باب المكايدة السياسية، رغم أنها فى مصلحة أمريكا، ومن أبرز هذه المشاريع وضع الإخوان على قوائم الإرهاب، ولذلك أرى أن الديمقراطيين مصابون بالتعصب الأعمى.
■ لماذا توقف مشروع إدراج الجماعة على قوائم الإرهاب؟
- لم يتوقف، بل تجرى تعديلات عليه من السيناتور الأمريكى تيد كروز، وسبب التباطؤ فى إصداره هو أن هناك أولويات داخل الكونجرس أهم من الإخوان، خاصة فى ظل التحديات التى تواجهها الولايات المتحدة من الدول التى تنافسها.
وأنا تأكدت من جدية النية فى إقرار هذا المشروع، بعد اتصالى بمكتب السيناتور تيد كروز، الذى أكد متابعته له فى الكونجرس، وبناء على كلمته التى ألقاها فى جلسة استماع «النبض الأمريكى» الأخيرة بالكونجرس، حيث أكد أنه سيطرحه خلال أيام قليلة.
■ هناك مزاعم أن الكونجرس سيرفضه بسبب أغلبيته المؤيدة لـ«أوباما»؟
- تشكيلة الكونجرس الحالى مؤيدة بالفعل للرئيس السابق، لكن إدراج الجماعة على قوائم الإرهاب سلطة خاصة من سلطات الرئيس ترامب، ويمكن له اتخاذ القرار دون الرجوع للكونجرس من الأساس.
■ لماذا لم يفعل ذلك؟
- الأمور فى الولايات المتحدة تدار بمنتهى الدقة، وهناك الكثير من الحقائق والأدلة المعروضة على الرئيس والتى تدفعه لاتخاذ هذا القرار، وأعتقد أن المشروع الجديد الذى يجهزه السيناتور تيد كروز سيكون كفيلًا بجعله يتخذه.
وأتذكر جيدًا أن الرئيس الأمريكى أعلن نيته إدراج الجماعة على قوائم الإرهاب، وبعد أن بدأ يتحرك فى هذا الاتجاه، تجددت مشكلات البرنامج النووى الإيرانى التى تهدد أمن المنطقة، ما جعلها تتصدر المشهد فى الولايات المتحدة، وهو ما جعل الرئيس يؤجل فكرة إدراج الجماعة على قوائم الإرهاب حتى ينتهى من قضية إيران الملحة.
■ ما حقيقة وجود أصوات مقربة من الرئيس الأمريكى تنصحه بعدم التسرع فى هذا الملف؟
- بالفعل هناك بعض السياسيين والدبلوماسيين الأمريكيين المقربين من الرئيس الأمريكى يرون أن إدراج الجماعة على قوائم الإرهاب سيؤثر بالسلب على علاقات الولايات المتحدة مع دول أخرى.
■ ما دور الإعلاميين المصريين بالولايات المتحدة فى فضح الأكاذيب الإخوانية؟
- ليس من السهل مواجهة الحملات الممنهجة من أهل الشر الهادفة لتشويه صورة مصر ورئيسها، لكن نفذنا العديد من الفعاليات والمؤتمرات واللقاءات على مدار الـ٥ سنوات الماضية، لتوصيل الصورة الحقيقية عن مصر وما يحدث بها وتوضيح إرادة شعبها، وأقمنا هذه الفعاليات فى واشنطن ونيويورك من خلال مؤسسة «النبض الأمريكى» تحت شعار «نقف.. متحدين»، واستهدفت هذه الفعاليات مواجهة الإرهاب والفكر المتطرف وفضح الأجندات الخفية لتيار الإسلام السياسى، كما عقدنا جلسات استماع فى الكونجرس الأمريكى على مدار الـ٣ سنوات الماضية، لمناقشة مقترحات القوانين المطروحة عليه لإدراج الإخوان جماعة إرهابية فى الولايات المتحدة، وكان آخر فعالياتنا بالتعاون مع نقابة المحامين الأمريكيين فى نيويورك، بعنوان «ليلة مصرية»، وحضرها باقة من ألمع نجوم السياسة المصريين والأمريكان.