رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مسعد وسامى


الاتنين من محافظة الدقهلية، واحد ابن عمدة فى المنزلة، والتانى أبوه موظف.
الأول اسمه مسعد، والتانى اسمه سامى، مسعد كان يحب يدرس الهندسة، وسامى كان شايف نفسه شاعر، بس فى بدايات حياة كل واحد، اعترف لـ نفسه بدرى بدرى، إنه مش هـ ينفع فى اللى بـ يحبه.
لا دا مهندس ولا دوكهه شاعر، فـ كل واحد فكر فى مجال بديل، وكان المجال البديل دا هو السيما.
مسعد سافر أمريكا، درس السينما من أهلها فى هوليوود، ورجع مقرر إنه يغير كل حاجة، حتى اسمه غيره، وقرر يلغى حكاية مسعد دى نهائيا، سمى نفسه حسام، أو على الأحرى حسام الدين، أشيك.
أيوه كدا «حسام الدين مصطفى»، بـ الظبط، دا اسم مخرج عليه القيمة.
سامى اشتهر بـ لقب عيلته، السلامونى، سامى السلامونى، ناقد سينمائى درس أصول النقد فى المعهد، إنما يا إخوانا فى الوسط السينمائى، إنت مش بـ تعمل اللى إنت عايزه، الواقع أكبر من أحلامك، أكبر منك إنت شخصيا، فـ تعمل إيه؟
حسام الدين مصطفى قرر يجارى اللى ماشى، يتماهى معاه، يستغرق فيه لـ حد ودانه، وعمل أفلام كتير، ييجى ميت فيلم، صعب تتخيل إن قايمة الأفلام دى لـ مخرج واحد، تخيل إن اللى عمل «السمان والخريف» هو اللى عمل «شنبو فى المصيدة» وفى سنتين ورا بعض!.
حسام الدين مصطفى قرر يعيش حياة غريبة يعمل فيها أى حاجة فى أى وقت، يعنى مثلا، يهاجم يوسف شاهين لـ إنه بـ يسترضى الغرب، لما عمل القاهرة منورة بـ أهلها، وفى نفس ذات الفترة يروح يزور إسرائيل زيارة «ودية» تشجيعًا لـ «السلام».
يتجوز ويطلق ويتجوز ويرجع لـ مراته، وفى النص يتجوز نيللى. يعمل أفلام مع نادية الجندى. يعمل مسلسلات تاريخية، أى حاجة بـ معنى أى حاجة.
السلامونى يا عينى، فضل بـ حكم إنه ناقد مش صانع، ما يعجبوش الحال المايل، ويكتب نقد بـ كل جرأة، من غير ما يعمل أى حسابات شخصية، فـ طبعا طبعا كان أكتر واحد بـ يهاجمه بـ عنف هو حسام الدين مصطفى. فضل كدا لـ حد ما قرر فى فترة إن النقد السينمائى مش هـ يصلح حاجة، فـ قرر إنه يكتب فى الكورة، وكان واحد من كبار الأهلاوية، وشايف إن الأهلى هو الحقيقة الوحيدة فى البلد دى.
فى عز ما كان السلامونى بـ يجاهد، وينقد حسام الدين مصطفى، وحسام بـ يعمل أى حاجة فى أى حاجة، كان الموضوع دا مضايق حسام الدين مصطفى زى كدا ما صوت الضمير يضايقك، لـ إنه مش هـ يمنعك من ارتكاب الجرايم، إنما هـ يمنعك تتبسط بيها، فـ قرر حسام الدين مصطفى ينتقم من السلامونى، فـ كان بـ يسمى الشخصية الشريرة فى أفلامه «السلامونى». يفضل طول الفيلم شتيمة وتهزيق وضرب فى السلامونى، الحكاية دى كانت بـ تضايق سامى جدا، إنما هـ يعمل إيه، فى النهاية حسام الدين مصطفى هو الصانع، والصانع هو اللى بـ يملك
الناقد مش بـ إيده حاجة
ولو مش عاجبه
يروح يكتب فى الكورة
أحسن له.