رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"ليلة في ملاجئ غلاف غزة".. ليست المرة الأولى لـ"رعب نتنياهو"

نتنياهو
نتنياهو

لم يلبث بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، الاحتفال بإعلان نيته فرض السيادة على مستوطنات الضفة الغربية، ومنطقة غور الأردن، وشمال البحر الميت، ليلة أمس، حتى فاجئته صفارات الإنذار، التي دوت داخل مستوطنة "أشدود"، معلنة هي الأخرى إطلاق صواريخ من قطاع غزة المحاصر، تجاهها، والتي استمرت في قصف متبادل بين الفصائل وقوات الجيش الموجودة على الحدود حتى ظهر اليوم الأربعاء.

في حين كان يلقي نتيناهو كلمة له في المستوطنة، ضمن حملته الانتخابية، أطلقت المقاومة الفلسطينية خمسة صواريخ، اعترضت بطاريات القبة الحديدية منها صاروخين، وهو ما جعل حراسة جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشين بيت"، يخلوه بشكل سريع إلى أحدد الأماكن الآمنة، تحديدًا داخل إحدى الملاجئ، التي أمرت المستوطنة بفتحها في أعقاب صافرات الإنذار.

وانتشرت مقاطع الصور والفيديو، لهروب رئيس وزراء تل أبيب من المؤتمر، وغلبته علامات الخوف الشديد التي حاول إخفائها، بينما كان يحاول أن يحتمي بين رجال الحراسة، ومن ثم تسبب في سخرية منافسوه في الانتخابات منه، بالإضافة إلى مهاجمته بشكل شديد من الداخل الإسرائيلي، الذي قال: "هروبه من الفاعلية بسبب الصواريخ مُهين".

-رد المقاومة
وجاء إطلاق الصواريخ من غزة تجاه مستوطنات الغلاف، ردًا على تصريحات نتنياهو بعزمه فرض سيادة الاحتلال على مستوطنات الضفة، وغور الأردن، وشمال البحر الميت، كما أن هذه الصواريخ لها عدة رسائل، أهمها إظهار بنيامين ضعيفًا قبل أسبوع واحد فقط من عقد الانتخابات، وإظهار عجزه عن توفير الأمن لمستوطنينه في الغلاف.

وبالنسبة للأوساط الإسرائيلية فإن الأمر لم يكن مفاجئًا، فهم يتوقعون استفزاز إيراني متعمد لتل أبيب قبل الانتخابات تحديدا، حسبما نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.

-دراما "نتنياهو"
لم يكن "ثلاثاء بنيامين" جيدًا، فهو سيظل ذكرى سيئة للغاية، خاصًة أن "واقعة الهروب من الصواريخ" وضعت نتنياهو في أكثر موقف محرج له علنيًا، بينما هو الوضع الأكثر فائدة لمنافسيه في الانتخابات.

وظهر نتنياهو، وهو يبتعد بسرعة وسط الحراس، مغادرا منصته ومتجها إلى ملجأ، وهو يعيش لأول مرة مما يعيشه مستوطنو غلاف غزة بشكل مستمر خلال العام ونصف الماضيين، وبشكل متقطع منذ عام 2001.

-ليست المرة الأولى
وإن كانت هذه هي المرة الأولى التي يظهر فيها رعب نتيناهو علنا، إلا أنها ليست الوحيدة التي يخاف فيها من صواريخ المقاومة، إذ كشف جون كيري وزير الخارجية الأمريكي السابق، في كتاب عن مذكراته، إن نتنياهو كان "جبانا" في حرب الجرف الصامد، عام 2014.

وأكد كيري: "كانت هذه المرة الأولى التي أرى فيها نتنياهو مرعوبا وجبانا إلى هذا الحد، فكان محاصرا طيلة الـ51 يوما خلال الحرب، وقابلته بعد انتهاء حرب"الجرف الصامد"، خاصةً أن هيئة الطيران الفيدرالي الأمريكية منعت الطيران إلى إسرائيل بسبب تهديداتها لصواريخ، فمن الصعب أن ترى بنيامين الذي دائما ما يتفاخر بنفسه وقوته وهو متوتر وخائف لهذه الدرجة، تعاطف قلبي معه لأنني لم أره ضعيفًا هكذا من قبل".