من قلب النجع.. قصة "النقاقلي".. الإسكافي المتنقّل

النقاقلي هو الإسكافي المتنقل، ولا أعرف لماذا يسمى الإسكافى فى صعيد مصر بالنقاقلي؟ هل اعتقادا منهم أن الحذاء يعد أداة نقل ومن يصلحه يأخذ هذا اللقب؟ أو ربما لأنه ينتقل من مكان إلى مكان لإصلاح الأحذية. هذا أيضا جائز. وقد يكون اسم بلا معنى كما أخبرنى "النقاقلي" حين سألته نفس السؤال قديما.

على أى الأحوال كان "النقاقلي" يتجول فى شوارع القرى بحثا عن رزقه، تخرج من بيتك فى الصباح فتجده أمامك فى مكان مميز بالشارع تحت شجرة أو أمام مضيفة، يفترش التراب ثم يغرس مطرقته فى الأرض ويخرج الخيط والمغرز، ويبدأ في استقبال الأطفال والكبار بأحذيتهم لإصلاحها.

فيبدأ برتقها ولمّا يحين وقت القيلولة يقوم أحد أفراد أهل الشارع لإحضار الغداء له، وقبل أن يجن الليل يكون الإسكافى قد فرغ من إصلاح الأحذية، وإذا ما تبقى البعض منها يأخذه معه فى جواله، ليعود به فى اليوم التالى.

وعلى هذا المنوال كان "النقاقلى" يمارس مهنتة بشكل يومى، ولكن ومنذ سنوات بدأ الإسكافي يتخذ لنفسه حانوتا لا يبرحه، بل يقصده من يحتاجه لإصلاح حذائه.