رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قمر الصفدي: الفن يسمح للأطفال تبادل المعارف الإنسانية مع نظرائهم

الفنانة الأردنية
الفنانة الأردنية قمر الصفدي

قالت الفنانة الأردنية قمر الصفدي، والعراقي فلاح هاشم، إن الفنون جميعها تخدم الطفل وتصقل مواهبهم وخبراتهم، فهي قادرة بجميع مجالاتها على فتح نافذة أمامه ليدخل إلى عوالم ساحرة تمكّنه من اكتشاف الجمال في الإبداعات الإنسانية وترجمة خيالهم، وما بداخله بشكل يسمح له بتبادل المعارف الإنسانية مع نظرائه دون لغة موحدة.

جاء ذلك خلال ندوة حوارية "بعنوان فنون ومعارف" استضافها مهرجان الشارقة القرائي للطفل في دورته الـ11، وأدارتها الشاعرة الإماراتية شيخة المطيري، تطرقت إلى الحديث عن أهمية الفنون للأطفال ودورها في قيادته نحو آفاق من الجمال والإبداع، والدور الذي لعبته المسلسلات الكارتونية المدبلجة خلال فترة الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي على لغتهم العربية وأثرها في ترسيخ حبهم لها وتعزيز معارفها لديهم.

وقال الفنان العراقي، إن الجيل الذي تربى على مسلسلات الدبلجة باللغة العربية لغته متينة وذات قيمة ولسانه فصيح؛ لأنه تلقى منذ النشأة الأولى لغة قوية رصينة ترسّخت في ذاكرته.

وأضاف " أدرك تمامًا أن الطفل بطبيعته الفطرية مقلّد لا متلقٍ، هذا أمر مهم للغاية على الجميع، خصوصًا الآباء، أن يستشعروا بقيمته وأهميته لأن الطفل هو ابن بيئته ومحيطه يقلد ما يراه، فالطفل الذي يربى في عائلة تقرأ سيخرج قارئًا، والذي يجد نفسه أمام آباء جلّ اهتمامه وسائل التواصل لن يبحث عن الكتاب، وهذه خطورة تلوح في الأفق خاصة في أيامنا هذه التي تكثر بها وسائل التواصل والتقنيات المتنوعة التي بكل تأكيد مليئة بوسائل ومضامين ترفيهية بها الكثير من الابتعاد عن ثقافتنا ومعاييرنا اللغوية والأدبية".
وتابع: أن الواقع الذي يعيشه الطفل الآن بعيد عما كان عليه سابقًا، واصفًا الإنتاجات العربية الموجهة للأطفال خاصة الكارتونية منها بالشحيحة وتكاد تكون معدومة.
من جانبها، قالت الفنانة الأردنية "قمر الصفدي" التجارب الإنسانية هي التي تقود الأعمال الفنية وتؤرخها وتضعها في سياقها التاريخي والمعرفي، ولا يمكن أن نغفل عن حقيقة أن الطفل في سنوات عمره الأولى يكون أكثر من أي عمر آخر قادرًا على شرب المعرفة والمعلومات التي تقدم له، ويمكن أن نشبهه بالإسفنجة التي تمتص كلّ ما يقدم لها من معلومات، لذا على الجميع أن يكون حذرًا في هذا الأمر سواء كان الأهل أو المدرسة والإعلام أو الدولة، ويراعوا طبيعة المواد التي تقدم له وشكلها ومضامينها".
وأضافت: "الفنون بشكلها العام لها تأثير كبير على ذائقة ومخيلة وشخصية الأطفال، ويجب أن تراعي الدول ووسائل الإعلام وبالأساس الأهل طبيعة ما يقدم للأطفال من مضامين فنية فإنها تعلق لديهم للأبد، ولا بد أن يتذكروها طوال حياتهم، فيجب مراعاة هذا الأمر، ناهيك عن أن الأعمال التي تتوجه للأطفال بلغة سليمة ومضمون يحاكي القيم والأخلاق والثقافة العربية هي أعمال تسهم بالضرورة في تعزيز قدراتهم الإبداعية، وترسّخ بداخلهم حبّ اللغة والثقافة العربية بجميع مكوناتها، لذا يجب أن نكون حريصين وبشكل كبير على تقديم كلّ ما يفيد الطفل ويجعله قادرًا على اكتشاف الجمال في جميع الأشياء من حوله".
يشار إلى أن الدورة الحالية من المهرجان تشهد هذا العام تقديم برامج وأنشطة تربوية شاملة باللغتين العربية والانجليزية، إلى جانب سلسلة عروض لأفلام ومسرحيات عالمية تقدّم للمرة الأولى بأربع لغات، هي العربية والإنجليزية والهندية، والأردية، إلى جانب مشاركة 167 ناشرًا من 18 دولة عربية وعالمية، تتصدرها دولة الإمارات العربية المتحدة بـ 62 دار نشر، تليها لبنان بـ 25 دار نشر، ومصر بـ 12 دار نشر.
ويعتبر مهرجان الشارقة القرائي للطفل واحدًا من أهم الفعاليات الثقافية والمعرفية الموجهة للأطفال واليافعين في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة، وقد تجاوز دوره من كونه معرضًا للكتاب إلى حدث متكامل، يسهم في إغناء معارف الزوار بالعلوم والآداب النافعة، بمشاركة نخبة من المؤسسات والجمعيات والمراكز المعنية بالأطفال.