رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المطر الأزرق

جريدة الدستور

تَانِكَ الْعَيْنَانِ كَالْيَاسَمِينِ تَبْسِمَانِ كَالْقَمَرِ ترْفُلانِ عَلَى سَحَابِىَ الْحَزِينِ..
مِثْلَ شَفَتَيْنِ هِلاَلِيَتَيْنِ
تَنْبِضَانِ صَبَابَةً..
كَالْوَرْدِ الْأَحْمَرِ الْمَنْثُورِ فَوْقَ الْخَدَّيْنِ
كَالْمَطَرِ الْأَزْرَقِ فِى سَمَائِىَ،
تَسْقِينِى كَالْغَمَامَةِ..
تَذْرِفُنِى قَطرَات مِنَ حَنِينٍ
عَلَى الْخَدِّ تَجَلْمَدَ مِلْحُ الْغِيَابِ
عَلَا نَافِذَتِى بَيَاضُ جَلِيدِ الْبِعَادِ..
هَا أَنَا أَمْسَحُ ضَبَابَ زُجَاجِ الصَّبَاحَاتِ الْبَارِدَةِ
وَلَمْ تَطْرُقْ بَابِىَ شمْسٌ..
لَمْ.. وَلَا زَارَنِى شُعاعُ.
عَلَى طَاوِلَةِ الْوجد جَلَسْتُ وحيدا،
أَرْتَشِفُ كأْسَ الْاِنْتِظَار،
أَمْسَحُ بِمِنْدِيلِ الشَّوْقِ عَلَى سَاعَتِى الْيَدَوِيَّةِ
سَتَأْتِى..
نَدَفُ الشَّوْقِ يَطْرُقُ عَلَى نَافِذَةِ الْغِيَابِ
وَأَنَا كَالْعُصْفُور ِفِى قَفَصِ الْاِنْتِظَارِ
يَتَسَاقَطُ رِيشُ صَبْرِى..
فِى خَريفِ الصَّمْتِ
وَرَقَةً وَرَقَةً..