رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أرض الأمجاد.. ممثلو القارة السمراء يتحدثون عن الملتقى العربى الإفريقى بأسوان

جريدة الدستور


تنطلق فعاليات ملتقى الشباب العربى والإفريقى من مدينة أسوان، السبت المقبل الموافق ١٦ مارس الجارى، ولمدة ٣ أيام، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، وفى ظل رئاسة مصر الاتحاد الإفريقى عام ٢٠١٩.
وسيشهد الملتقى عقد العديد من الجلسات النقاشية وورش العمل والطاولات المستديرة، التى تضم القادة من الشباب وصُنّاع القرار، وذلك فى حوار مفتوح عن أهم ما يشغل الشباب فى العالم العربى والقارة السمراء، وفى مقدمته: مستقبل البحث العلمى وخدمات الرعاية الصحية، وأثر التقنية الحديثة والابتكار فى المنطقة والقارة، وسبل الاستفادة من وادى النيل كممر للتكامل بينهما، وكيف تكون رائد أعمال ناجحًا؟، بجانب تنظيم جولات سياحية للمشاركين فى مدينة أسوان، احتفالًا بكونها عاصمة الشباب الإفريقى لعام ٢٠١٩.
وعقد الملتقى يأتى تنفيذًا لتوصيات النسخة الثانية من منتدى شباب العالم، الذى عقد فى مدينة السلام شرم الشيخ، وعلى رأسها إقامة ملتقى للشباب العربى والإفريقى فى مدينة أسوان.
سفير جنوب السودان: خطوة مهمة لإثراء الحوار بين المنطقتين
وصف جوزيف مومو، سفير دولة جنوب السودان لدى مصر، عقد منتدى للشباب العربى والإفريقى بالخطوة المهمة جدًا، وذلك لإثراء الحوار بين شباب المنطقة العربية والقارة السمراء، فى ظل وجود العديد من الأزمات والمشكلات فى دولهما، التى لا يمكن حلها إلا بالتواصل والتفاعل بينهما، ليس على مستوى المسئولين وإنما الشباب أيضًا. وقال «مومو»: «جمع شباب العالم لمشاركة آرائهم وأفكارهم فكرة رائعة جدًا، وهو ما شهدته بنفسى لدى حضورى النسخة الثانية من منتدى شباب العالم فى شرم الشيخ، الذى كان تجربة ناجحة جدًا خلقت حوارًا بين الشباب، وبينهم وبين السلطة الحاكمة».
وأضاف أن «الشباب يمكن استقطابهم بطريقة صحيحة وتوجيه طاقاتهم فى المشروعات التى تخدم البلاد، وفى نفس الوقت يمكن استغلال هذه الطاقات فى تدمير الدول، لذا عقد المنتديات الحوارية معهم فى غاية الأهمية، وهو ما تجسد فى منتدى شباب العالم، ويتكرر فى ملتقى الشباب العربى والإفريقى».
وأشار إلى رغبة كثير من الشباب الإفريقى فى المشاركة بالملتقى المقبل، وقال: «سجل عدد كبير من الشباب الإفريقى فى المنتدى لطرح أفكارهم»، خاصة بعدما كان لقاؤهم مع الرئيس عبدالفتاح السيسى فى منتدى شباب العالم الأخير مثمرًا للغاية وقدم العديد من الإجابات لأسئلتهم.
ولفت إلى أن «الرئيس السيسى فتح باب النقاش والإجابة عن أسئلة الشباب، ليصبح أول رئيس يسمع لرأى هذه الفئة ويحاورها».
وعن توقعاته للأفكار التى سيطرحها الشباب، قال سفير جنوب السودان: «فى منتدى شباب العالم كانت أزماتهم ومحور حديثهم عن توفير الوظائف وفرص العمل، بجانب الحق فى التعليم، وفى الحدث المنتظر لن يخرجوا عن الأجندة الرئيسية الموضوعة، التى تدور فى إطار هدف رئيسى وهو خدمة الأوطان».
هول جوزيف: الأولوية لدعم مصر ضد الإرهاب ومكافحة البطالة
بدأ هول جوزيف، الناشط الشبابى من جنوب السودان ممثلها فى نموذج «محاكاة القمة العربية الإفريقية»، التى أقيمت على هامش منتدى شباب العالم الأخير، حديثه بتهنئة الشعب والحكومة المصرية على تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى رئاسة الاتحاد الإفريقى هذا العام، معربًا عن تمنياته بنجاحه وتوفيقه فى تلك المهمة.
وقال «جوزيف»: «الرئيس السيسى رجل طموح وقائد بما تحمله الكلمة من معنى. أنا معجب به شخصيًا، لأنه فعل ما لم يفعله أى قائد إفريقى، من حيث الاهتمام الشديد بقضايا الشباب والتحديات التى تواجههم، ولعل منتدى شباب العالم الأخير خير دليل على ذلك، إذ كان هذا الحدث نقطة انطلاق حقيقية لأفكار مختلف الشباب من أنحاء العالم».
وذكر أن «منتدى شباب العالم الأخير أتاح فرصًا عديدة يستطيع من خلالها الشباب توظيف طاقاتهم بصورة إيجابية، تسهم فى بناء السلام داخل المجتمعات كهدف أول، ثم العمل المشترك لمواجهة التحديات التى تعيق حركة تقدم شعوبنا ومجتمعاتنا، وكان نواة للحديث عن المشكلات التى تواجه الشباب فى وقتنا الحاضر».
وعن ملتقى الشباب العربى والإفريقى، قال عضو مدرسة إفريقيا الصيفية لأجندة ٢٠٦٣: «سيفتح أمامنا آفاقًا كثيرة لمواجهة الأزمات التى نعيشها فى بلادنا، ويساعدنا فى تكوين معارف وصداقات جديدة مع شباب من مختلف الجنسيات حول العالم، ويترك فى نفوسنا روح الانسجام والتواصل المستمر مع بعضنا البعض، على الرغم من أى اختلافات».
وأضاف أن «تخصيص منصة لشباب القارة السمراء والمنطقة العربية، يتحاورون من خلالها عن أبرز التحديات التى تواجههم، خطوة تستحق الإشادة، تعكس استمرار الرئيس السيسى فى دعم الشباب، وهو ما نتوقع زيادته خلال رئاسة مصر الاتحاد الإفريقى».
وكشف عن أنه من أبرز الأفكار والموضوعات التى سيشارك بها فى الملتقى: سبل تحقيق التعاون والتكامل العربى الإفريقى فى شتى المجالات، خاصة الاقتصادية، ما يسهم بشكل فعال فى مواجهة التحديات والعراقيل التى تقف أمام تقدم دول المنطقتين، بجانب ضرورة اتحاد حكوماتنا العربية والإفريقية لدعم مصر فى مواجهتها للإرهاب.
وأضاف أن «من أهم التحديات التى تواجه القارة السمراء أيضًا فى عصرنا الحالى البطالة والفقر، علاوة على الحروب الأهلية التى تترك وراءها ملايين من اللاجئين والنازحين داخل القارة، ما يعيق التطور والتقدم فى مختلف المجالات».
واختتم: «أتمنى طرح قضايا التحديات المشتركة، وأبرزها التطرف والإرهاب، وإيجاد حلول لأزمة البطالة، مع تأكيد استمرار منصات الحوار الدائم بين الشباب العربى والإفريقى».
دينق وول: منصة للتعبير عن أحلامنا وتحويلها إلى واقع
قال الصحفى والناشط دينق وول: إن من أبرز التحديات والصعوبات التى تُشكل عائقًا أمام الشباب الإفريقى والعربى، وتنبغى مناقشتها فى الملتقى، الهجرة إلى أوروبا والإرهاب والتطرف، بالاضافة إلى البطالة.
وأضاف أن «الشباب الإفريقى والعربى يمتلك أفكارًا عديدة، يمكن أن يسهم بها فى بناء قارتنا ومنطقتنا، لكن الأزمة تكمن فى آليات تحويل هذه الأفكار إلى واقع، وهو الأمر الذى يصطدم بضعف الإمكانيات والموارد، ومن ثم انتشار حالة من اللامبالاة بين هؤلاء الشباب».
وواصل: «فى ضوء ذلك، وبحكم دورها الرائد والاستراتيجى على الصعيدين العربى والإفريقى، عقدت مصر العديد من الفعاليات لبحث تحقيق هذه الآليات، وكان من بينها منتدى شباب العالم فى نسختيه، ونموذج محاكاة القمة العربية الإفريقية، والمدرسة الإفريقية الصيفية التى تمثل نموذجًا للتعايش بين الشباب، وأخيرًا وليس آخرًا ملتقى الشباب العربى والإفريقى».
وشدد على أن كل هذه الجهود المبذولة من قبل الدولة المصرية، تستحق الإشادة والتقدير، معتقدًا أن تولى مصر رئاسة الاتحاد الإفريقى سيكون إضافة حقيقية للقارة.
وعن الملتقى المقبل تحديدًا، قال: «سيجمع الشباب الإفريقى والعربى فى مكان واحد، ويتيح لهم فرصة التعرف على أفكار بعضهم البعض، وبيان الصورة الحقيقية عن شعوبهم، بعيدًا عن الصورة المغلوطة التى تنقلها بعض وسائل الإعلام، خاصة الغربية، كما أنه سيكون منصة يعبر من خلالها هؤلاء الشباب عن أفكارهم وأحلامهم وتطلعاتهم».
أنجلو وليام: وسيلة للتباحث حول التحديات والفرص المتاحة للبناء وتحقيق التنمية
رأى أنجلو وليام جى، متطوع فى مجلس السلم والأمن بالاتحاد الإفريقى، أن المشاركين فى الملتقى يمكنهم المساهمة فى تعزيز وتوطيد العلاقات الإفريقية العربية، خاصة على المستوى الشبابى.
وأضاف «أنجلو»، وهو باحث ماجستير فى القانون، أن «المنتدى سيكون أرضية مشتركة للشباب الإفريقى للتباحث حول التحديات والفرص المتاحة للبناء والتنمية، ويمكن أن تصدر عنه مبادرات وتوصيات تحول أفكارهم إلى واقع».
ويناقش المشاركون فى المنتدى خلال الفعاليات عدة موضوعات، أبرزها مستقبل البحث العلمى وخدمات الرعاية الصحية، وأثر التقنية الحديثة والابتكار فى إفريقيا والمنطقة العربية.
وتعقد مائدة مستديرة لإجراء حوار بين المشاركين حول سبل الاستفادة من وادى النيل كممر للتكامل العربى والإفريقى، وورشة عمل عن تنمية منطقة الساحل، بالإضافة إلى ورشتى عمل لريادة الأعمال الأولى بعنوان «كيف تكون رائد أعمال ناجحًا؟»، والثانية بعنوان «ريادة الأعمال الاجتماعية من منظور إفريقى».
وإلى جانب الجلسات وورش العمل، تنظم عدة فعاليات ثقافية وترفيهية، من بينها جولات سياحية للمشاركين فى مدينة أسوان، احتفالًا بكونها عاصمة الشباب الإفريقى لعام ٢٠١٩. وفتح باب التسجيل لحضور الملتقى فى عاصمة الشباب الإفريقى أسوان حتى ٢٥ فبراير الماضى، ويتزين شعار الملتقى بألوان متعددة مستمدة من ثقافة وروح المدينة الجنوبية، التى طالما ظلت بوابة مصر إلى إفريقيا.