رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عزيزة أمير ويوسف وهبي.. علاقة أثارت النقاد والجمهور

يوسف وهبي
يوسف وهبي

أنفق الآف الجنيهات على حملة إعلانية ضخمة ليُغير الصورة السيئة عن بطلته عزيزة أمير بعد محاولة ممثلات مسرح رمسيس تسريب أخبار عن علاقة يوسف وهبي بها، انتقامًا منه بعد أن لجأ إلى مبتدأة من خارج الفرقة وفضلها عليهن، لكن الحملة الضارية أفشلت كل شئ وتسببت في طرد النجمة الجديدة.

وحسب كتاب "يوسف وهبي "سنوات المجد والدموع" للكاتبة راوية راشد، فإن وهبي وضع كل ما كان ينشر عن علاقته بالنجمة الجديدة تحت قدميه، وأصر على أن تقوم عزيزة ببطولة مسرحية "أولاد الذوات" رغم كل ما أثير حولهما من شائعات.

وكانت عزيزة سيئة الحظ، فقد دخلت فرقة رمسيس وهي تشتعل بالصراعات الفنية تتنافس بنات الفرقة على أدوار البطولة لدرجة تجريح كل منهن للأخرى، وكان ظهور أي وجه جديد في الفرقة يعني انهيار احلامهن، فما بالك بنجمة جديدة يحيطها الأستاذ بكل الرعاية والود ويفرد لها صفحات الجرائد والمجلات لتظهر صورها كل يوم ويلقبها بالبطلة الجديدة لفرقة رمسيس.

وقدمت فرقة رمسيس رواية "أولاد الذوات" التي كان يوسف وهبي يتوقع لها نجاحا ساحقًا لكن مع الأسف لم تحظ الرواية بما هو متوقع لها، فقد كانت الأحداث فيها غير مترابطة، كما كان الآداء مبالغا فيه ولم يستطع وهبي معرفة سبب انزعاج الجمهور بعد الفصل الثاني وشعر الجميع بالمأزق، كما شعر يوسف بأنه خسر الرهان على بطلته الجديدة التي لم يتقبها الجمهور فأوقف عرض المسرحية بعد ثلاثة أسابيع فقط من العرض وسط شماتة الجميع، ولم تستطع عزيزة أن تسد فراغ روز اليوسف، وانهال النقاد بالهجوم على النجمة الصاعدة عزيزة أمير.

وكتبت روزا في مجلة التمثيل مقالا عاتبت فيه أصحاب المسارح على أنهم فتحوا الباب لكل عابرة سبيل كي تصعد على خشبة المسرح، دون وضع اعتبارات للمعاني السامية للفن، وأضافت أن هناك مواصفات للفنان، وأن عمل المرأة بالتمثيل يختلف كل الإختلاف عن عملها بمهن أخرى، وكانت تشير إلى المهن غير الشريفة.

وهاجمت الصحف فشل رواية "أولاد الذوات"، مشيرة إلى أن العلاقات الخاصة لا تصنع نجمة، مشيرة إلى علاقة وهبي بعزيزة.

وفي مسرحية "الجاه المذنب" كان يوسف وهبي يمثل دور العاشف الأول، في الوقت الذي كان متزوجًا بسيدة إنجليزية، ولاحظت الزوجة الإنجليزية أن التمثيل انقلب إلى حقيقة، وأن عزيزة أمير لا تمثل دور العاشقة بل هي فعلًا تعشق زوجها، ورغم أن الزوجة لا تعرف العربية، فأنها قرأت في وجة الممثلة السمراء تعبيرات عن الهوى والعشق والهيام أكثر بكثير من أي مسرحية مثلت على المسرح وانتظرت الزوجة حتى انتهى الفصل الأخير وأسدل استار.

وعندما دخلت غرفة الممثلة عزيزة أخرجت مسدسا من حقيبتها وأشهرته في وجه الفاتنة السمراء وهي تقول لها: إنها ستقتلها إذا دخلت مسرح رمسيس مرة أخرى، وبالفعل كانت هذه آخر مرة تدخل فيها عزيزة أمير مسرح رمسيس، بل إنها من الرعب اعتزلت المسرح بأكمله، واتجهت إلى السينما، ولولا قصة هذه الحب لتأخر مولد صناعة السينما في مصر بضع سنوات.