رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كابتن سارة.. أول لاعبة كرة قدم مصرية محترفة: أتمنى التكريم من بلدى

جريدة الدستور

لم يكن ركل سارة عصام للكرة إلا ركلًا لكل الصعاب، ومرورها من المنافسين إلا مرورًا من جميع العقبات التى واجهتها. لم تعبأ بصيحات الرافضين، ولا ضحكات الساخرين من بنت تمارس «لعبة ذكورية»، حسب رأى كثيرين، وسارت فى طريقها على المستطيل الأخضر، حتى نجحت فى تسجيل هدفها الذهبى: «أول لاعبة كرة قدمة مصرية محترفة»، وذلك فى نادى ستوك سيتى الإنجليزى، ولقبها الأغلى: «أفضل رياضية عربية لعام ٢٠١٨»، التى تقدمها مؤسسة لندن العربية.
كيف كانت تجربة «سارة» التى «ضحت بكرة السلة وكونها أفضل لاعبة فيها عام ٢٠٠٨» و«تخلت عن المتع والحياة التى يعيشها من هن فى سنها»، من أجل كرة القدم؟ ما الذى وصلت إليه حاليًا فى ناديها الإنجليزى؟ وما أحلامها وأمنياتها خلال الفترة المقبلة؟.. أسئلة دار حولها الحوار الذى أجرته معها «الدستور»، وننقل إجاباتها فى السطور التالية.

■ بداية.. مَنْ سارة عصام وكيف كانت نشأتها؟
- أنا مصرية من مواليد القاهرة، ١٩عامًا، أعشق التحديات والمغامرات منذ الصغر، ودائمًا ما يشغلنى التخطيط، والتفكير فى تحويل أحلامى إلى واقع، كانت البداية بالتحاقى بصفوف ناشئات نادى وادى دجلة، لأنتقل بعدها إلى الفريق الأول فى سن ١٥ عامًا، وأصبح أصغر لاعبة كرة فى مصر.
استطعت أن أحرز ٣ ألقاب لبطولة الدورى، وأحرزت مع المنتخب الوطنى بطولة كأس الأمم الإفريقية، وأؤمن بأن الله يكافئ الإنسان على مجهوده، لذلك كنت أضحى بأوقات الفراغ واللعب مع الأصحاب من أجل التمرين والدراسة، دون أن يطغى أحدهما على الآخر، وكانت والدتى دائمًا ما تدفعنى للإصرار على أهدافى.
■ ماذا عن دراستك؟
- أدرس الهندسة المدنية بإنجلترا، وقبلها كنت بالمدرسة البريطانية فى مصر، وبصراحة كنت دائمًا أواجه ضيق الوقت، وصعوبة الموازنة بين الدراسة وممارسة رياضة كرة القدم، لكنى كنت أضحى بالترفيه و«الحاجات اللى بيعملوها اللى فى سنى»، ولكننى لم أحزن يومًا على كل هذا، لأن هدفى أكبر من ذلك، وكنت أسعى إليه بكل الطرق.
■ مَنْ مكتشف سارة عصام كلاعبة كرة القدم؟
- لم يكتشفنى أحد، لقد بدأت من تحت الصفر، فغيرت من لعب كرة السلة رغم تألقى بها وحصولى على أفضل لاعبة فى عام ٢٠٠٨ ضمن صفوف نادى وادى دجلة، لكن لا شىء مستحيلًا، كان تحديًا كبيرًا ولكن «Nothing Is Too Late»، وأتمنى أصل لبقية أحلامى.

■ وهل قدم لك أحد يد العون خلال مشوارك؟

لن أنسى تشجيع كابتن وسام عثمان لى، أثناء وجودي في  فرق الناشئين، وجملتها التي كانت ترددها دائمًا "أنتي هتبقي أحسن لاعبة في مصر"، وأيضا كابتن محمد كمال الذى كان يشجعنى دائمًا، خاصًة دعمه لى ومساعدتى فى أزمة عدم  مشاركتى فى بطولة أمم أفريقيا، على الرغم من مشاركتى فى تصفيات، التى تعد الأصعب فى مسيرتي الكروية.

■ ماذا عن فوزك بجائزة «أفضل رياضية عربية لعام ٢٠١٨» عن مؤسسة لندن العربية؟
- تكريمى شرف لى، ويغمرنى شعور عظيم بأننى أرفع اسم مصر خارج البلاد، وأن يكرمنى الوطن العربى ويقدر إنجازاتى، هذا شىء سيحفزنى كثيرًا، ويدفعنى لأخطو إلى الأمام، والاجتهاد بشكل أكبر وأكثر مما أنا عليه، وكنت أنتظر هذا التكريم منذ فترة طويلة، من الاتحاد المصرى لكرة القدم، أو وزير الشباب والرياضة المصرى، أو حتى من خلال الفريق الذى كنت أنتمى إليه، ولكننى فخورة بهذا التكريم لأنه سيحفز الجيل الأصغر من البنات اللاتى يحببن الكرة فى الوطن العربى، وسيشعرن بأن هناك أملًا، وبأن ممارسة كرة القدم للفتيات شىء طبيعى، بل من الممكن أن يحترفن ويدرسن فى آنٍ واحد، ليست لعبة ذكورية فقط، ويمكن تحقيق أى شىء بالعزيمة والإرادة القوية.
■ ماذا عن مشاركتك فى استفتاء «بى بى سى» الذى فاز به محمد صلاح؟
- محمد صلاح، نجم فريق ليفربول الإنجليزى، أصبح أيقونة لجميع الشباب، وليس فقط للاعبى كرة القدم، بعد الإنجازات الرائعة التى لم يقترب منها أى لاعب مصرى من قبل، ففى السابق قاد «الفراعنة» للتأهل لنهائيات كأس العالم بعد غياب ٢٨ عامًا، وأعاد فريقه ليفربول للصدارة بعد «الهاتريك» الذى أحرزه فى آخر مبارياته بالدورى، وكانت استضافتى لأكون ممثلة النساء فى الكرة النسائية الإفريقية، وكان هو إلى جانبى رفقة النيجيرى بيتر أودموينجى لاعب وست بروميتش السابق، والكونغولى جابرييل زاكوانى لاعب ستوك سيتى السابق، وشعرت بالفخر بمنافسة «صلاح» حينها، لأنه غيّر نظرة المجتمع الإنجليزى لمصر وللاعبى كرة القدم المصريين، وصدَّر صورة مختلفة عن ثقافة مصر.
■ مَنْ قدوتك فى رياضة كرة القدم؟
- لا يوجد لدىّ لاعب معين، لكننى أحب أن أرى ما يتميز فيه لاعب ما، وأعتبره قدوة لى، على سبيل المثال «ميدو»، كانت مسيرته جيدة جدًا ولعب فى أكبر الأندية، و«صلاح» أخلاقه رائعة، ولم نسمع عن مشكلة صدرت منه، وعصام الحضرى عنده إرادة غير طبيعية ما شاء الله ولا يزال يمارس كرة القدم رغم تقدم عمره.
■ مَنْ اللاعب الأقرب لقلبك؟
- مفيش لاعب مقرب لقلبى، لكنى دائمًا أشاهد اللاعبين المتألقين فى الخارج لأتعلم منهم، وإن كان بهم لاعب مصرى أشعر بالفخر الشديد، لأنه «ابن بلدى».
■ ما النادى الذى تودين الالتحاق به؟
- أركز حاليًا فى اللعب لصالح نادى ستوك، وأتمنى أيضًا عودة منتخب بلادى للمعسكرات كما كنّا فى السابق، والمشاركة فى البطولات مرة أخرى، لأن عدم وجود معسكرات للكرة النسائية فى حجم بلد كمصر يعتبر كارثة، لما لدينا من مواهب عظيمة، كما أننا لا نشارك فى بطولات إفريقيا، وهذا لا يليق بنا أبدًا.
■ بعيدًا عن كرة القدم.. ما هوايتك المفضلة؟
- أنا بحب السلة جدًا، بجانب الطائرة.
■ ماذا عن شعورك بأنك اللاعبة المصرية الأولى المحترفة؟
- أحمد الله وفخورة بكونى المصرية الأولى المحترفة بكرة القدم خارج مصر، وحبى لوطنى يجعلنى دائمًا أحاول تحسين صورته فى كل شىء، بالإضافة إلى كونى أشعر بالسعادة أن هناك كثيرًا من الفتيات بدأن فى التفكير واللعب مثلى، وهذا ما كنت أتمناه منذ الصغر أن تكون هناك فتيات مصريات محترفات فى أوروبا.
■ أخيرًا.. ما خطتك المستقبلية؟
- لا أحب أن أفصح عن خططى المستقبلية، بل أحب أن تظل بذهنى فقط، وأفكر فى طريق للوصول إليها، وأحاول التركيز، وأن أكون هادئة جدًا، وأستكمل طريقى فى التألق، وأرفع اسم مصر.