رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أبوالغيط: تطوير السياحة يستلزم خطة شاملة للتنمية الثقافية

 أحمد أبو الغيط
أحمد أبو الغيط

أكد أحمد أبوالغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن تطوير القطاع السياحي بالدول العربية يستلزم في الأساس وعيًا ثقافيًا، ويحتاج إلى خطة شاملة للتنمية الثقافية.

وأعرب أبو الغيط، في كلمة ألقاها في الاجتماع الوزاري المشترك لوزراء الثقافة ووزراء السياحة في الدول العربية الذي انطلق اليوم في مكتبة الإسكندرية، عن أمله في أن يخرج الاجتماع بنتائج ملموسة تساعد في إيجاد منظومة متكاملة تتسم بالفعالية والقدرة، وتعزز من أوجه تلاقي قطاعي السياحة والثقافة في الوطن العربي.

وقال إن المنطقة العربية مخزن نادر للحضارة الإنسانية في أطوارها المختلفة، وفي تنوعها وتعدد مصادرها، وتحتضن بين جنباتها ذاكرة البشرية من عهد طفولتها الأول، مرورًا بمراحل تطورها جميعًا.

وأشار إلى أنه في المنطقة العربية ظهرت أول التجمعات البشرية الزراعية وأول المدن وأول الحواضر الكبرى وأول الإمبراطوريات، وفيها ظهرت العقائد الأولى في هيئتها البدائية، وانتهاء بالأديان السماوية.

وقال إن هذا الإرث الفريد المتراكم يحملنا جميعًا مسئولية تجاه أنفسنا، وحيال الإنسانية ذاتها، فنحن أمناءٌ على هذا الميراث الحضاري وأمناء على صيانته والحفاظ عليه، والتعريف به والترويج له.

وأضاف أبو الغيط: "لقد تأثر القطاع السياحي في الكثير من الدول العربية بسبب المناخ السياسي والأمني الذي ساد في المنطقة خلال الأعوام الماضية، وجميعنا يعرف مدى حساسية هذا القطاع للأوضاع الأمنية".

واستدرك قائلا: "لكننا نلمس مؤخرًا مؤشراتٍ على استعادة هذا القطاع المهم لعافيته شيئًا فشيئًا، بل ثمة جهود كثيرة تُبذل من أجل فتح مجالات جديدة للاستثمار السياحي في المنطقة العربية".

وأشار إلى أَن هناك كنوزا سياحية بالمعنى الحقيقي للكلمة كانت حتى عهد قريب غير مستغلة، يجري التفكير اليوم في كيفية الاستفادة منها وتطويرها، لافتا إلى أن السياحة ليست استثمارًا عاديًا أو تجارة مثل غيرها، فهى استثمارٌ ثقافي له طبيعة خاصة، يُسهم في ارتقاء الشعوب وإيصال صوتها وثقافتها وحضارتها إلى خارج حدودها، كما يُسهم في تعميق الصلة بين الثقافات المحلية والثقافة العالمية السائدة.

وقال إن إقامة بنية سياحية حقيقية، قادرة على المنافسة، تحتاج إلى ما هو أبعد من مجرد تهيئة البنية الأساسية وتسهيل الوصول إلى المقاصد السياحية، رغم أهمية هذه الجوانب، مضيفا أن السياحة في الأساس ثقافة وحضارة ونحن أحوج ما نكون إلى تنمية الوعي بالسياحة وقيمتها في المجتمعات العربية من خلال خلق ثقافة وطنية مرحبة وحاضنة لهذا النوع من الاستثمار والنشاط الثقافي.

وأضاف أن هذه الأهداف لا يمكن تحقيقها من دون وضع رؤية متكاملة لتفعيل التلاقي بين قطاعي السياحة والثقافة على المستوى العربي، وبالتعاون مع المنظمات العربية المتخصصة العاملة في هذه المجالات.