رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الدستور" تكشف ضحايا العيادات البيطرية غير المرخصة

صورة من الحدث
صورة من الحدث

استيقظت منار طارق، 26 عامًا، تقطن في منطقة مدينتي، صباح يوم الثاني من فبراير الماضي، على مواء شديد من قطتها 6 أشهر، فوجدت عليها آثار للخمول، ورفضت كل الطعام الذي قدمته إليها طوال اليوم، فذهبت إلى إحدى العيادات البيطرية القريبة، وأعطى الطبيب القطة حقنة في قدمها اليسرى، فأخذتها صاحبتها إلى المنزل علّها تطيب عقب ذلك.

"مرت ساعات قليلة وبدأت قدمها في الاحمرار، وأصابها تورم شديد، وموائها لا توقف"، تقولها منار، التي عادت إلى الطبيب مرة أخرى ليخربها أنها أمور طبيعية، إلا أن الأمر ازاداد سوءً عقب يومين، فذهبت إلى مستشفى إمبابة البيطري لتكتشف هناك أن الطبيب أعطى قطتها الحقنة في مكان خاطىء أصاب عرق حساس، مؤكدًا لها ضرورة بتر قدم القطة.

قطة "منار" ليست الضحية الأولى، فهناك آلاف الحيوانات التي تموت يوميًا، وتصاب بأمراض وإصابات بالغة، على يد عيادات بيطرية غير مرخصة، ولا مطابقة للمواصفات، يعمل بها شباب ليسوا أطباء بيطريين من الأساس، ولا يحملون رخص خاصة بمزاولة المهنة، ويعطون أدوية غير صحيحة ومنتهية الصلاحية أحيانًا؛ ما يؤدي إلى قتل وإصابة الكثير من الحيوانات وخسارة أصحابها.

طبيب غير متخصص يعطي حقنة خاطئة لقطة "منار" تؤدي إلى بتر قدمها
تقول منار أن القطة بمجرد ما عادت إلى المنزل بعدما أخذت الحقنة، بدأت تعرج على قدمها اليسرى ولا تستطيع السير بصورة طبيعية، والكشف الطبي الثاني الذي تم على يد طبيب بيطري في مستشفى إمبابة البيطري الحكومي: "الدكتور ده قالي أن عندها حاجة بالكبد، وبعد ما كشف أداها حقنة شرجية عشان الإمساك".

وأوضح لها أن الحقنة التي أعطها طبيب العيادة كانت سليمة لكنه أعطاها في مكان خاطىء مسّ عرق في قدم القطة فأدى إلى تورمها، مبينًا أن تهاون الطبيب زاد من المضاعفات إلى الحد الذي لم يكن هناك حل سوى بتر قدمها.

تضيف: "الدكتور قالي ما تحسنت وفضلت كده رجعت اخدتها العيادة شفت دكتور تاني وشرحتلو المشكلة قلي فيا حاجة مش طبيعية وعالاغلب حاجة بالكبد قلتلو شو اعمل قلي رح نعطيها حقنة شرجية علشان الإمساك.

ذلك ما استندت عليه "منار" في تأكيدها أن من أعطاها الدواء لم يكن طبيبًا مزاولًا للمهنة برخصة، لكونه أعطاها الحقنة في مكان خاطىء، تقول: "اعطاها وقتها دواء بروفين خافض للحرار، ودكتور المستشفى الحكومي قالي أن البروفين مع القطط بيجيب تسمم، وفي الآخر رجلها ورمت وقالي أحط كمادات ميه بادرة وأنكر وقتها وقالي هي وقعت على رجليها وده محصلش وحصلها عملية بتر".

إيناس: البيطري طلب مني ترك قطتي حتى تموت وقتلها بحقنة عندما أصررت على علاجها
إيناس محمد 27 عاما من منطقة الزاوية الحمراء تهوي تربية القطط إعتادت أن تستيقظ قبل موعد عملها لإطعام القطط ولكن هذا اليوم كان الوضع مختلفا فإحدي قطتها تعاني من أعراض البرد.

قالت إيناس في حديثها مع "الدستور" ذهبت بالقطه إلي إحدى العيادات البيطرية في منطقة السواح وأضافت تفحص الطبيب القطه من بعيد دون أن يلمسها وقال "سبيها تموت".

تابعت صدمت من رده فعله فكيف أتركها تموت وقلت له أنا أحضرتها كي تكتب لها دواء يساعدها على الشفاء لا أن تقول لي اتركيها لتموت فأعطاها حقنة وعدت بها إلي المنزل. مرت ساعات قليلة على زيارتنا للطبيب وأصبح حال القطه أسوأ من ذي قبل استطردت إيناس حديثا في صباح اليوم التالي وجدتها ميتة.

أشارت إيناس أن بعض الاشخاص يتعاملون مع الحيوانات وكأنها لاتشعر مثل مانشعر لكن الغريب أن أجد الطبيب المتخصص في علاجهم يعاملهم بنفس الطريقة.

وأضافت ما أكد لي أن الطبيب قتل القطة أن قطة أخرى من قططتي عانت من نفس الاعراض وعرضتها علي طبيب آخر وكتب لي مجموعة مم الأدوية عادت بعدها القطه بصحة جيدة.

وتابعت أتمني أن تكون هناك رقابة علي عيادات الطب البيطري للتأكد من حصول هذه العيادات على رخص للعمل والنظر في صلاحية الادوية التي يستخدموها.

سمر تاجرة دواجن: حقنة خاطئة من طبيب أصابت دواجني بالشلل وخسرت تجارتي

سمر مربية دواجن تسكن في إحدي مدن محافظة الدقهلية، تقول أقوم بتربية الدواجن ثم بيعها لبعض أصحاب محلات الدواجن أو لبعض الباعة في سوق يوم الجمعة في مدينتي وتوفر لي هذه التجارة مايكفل لى ولأهلي المعيشة الجيدة.

وأضافت اشتريت مجموعة من الكتاكيت لأربيها وأتاجر فيها بعد عدة أشهروذهبت إلى إحدى عيادات الطب البيطري التى فتحت مؤخرًا بالقرب من منزلي، وذهبت إلى الطبيبة المتواجدة وطلبت منها مجموعة من التحصينات التى تعطى للكتاكيت فى هذا الوقت والتى كنت دائمًا أحصل عليها من عيادة أخرى بعيدة نسبيًا عن منطقة سكني.

وتابعت أخذت من الطبيبة التحصينات ونفذت ماطلبت مني ومنعت المياه عن الدواجن طوال الليل وفى صباح اليوم التالي وضعت الأدوية مع المياه والطعام وتركتهم، واستطردت مساء نفس اليوم ذهبت لوضع وجبة الطعام الثالثة لهم خلال اليوم، وعندما فتحت عليهم الباب وجدتهم جميعًا لايقدرون على الحركة.

أصبت بصدمة جعلتنى غير قادرة على الحركة أكملت سمر حديثها، النقود التى أنفقتها على هذه الدواجن ذهبت دون فائدة فجميعها أُصيبت بالشلل وبدأت أفكر ماذا أفعل معهم هل أكمل تربيتهم وأطعمهم دون مقابل، أم أتركهم ليواجهوا مصيرهم حتى لاأتكبد مصاريف طعامهم التى لن ترجع لى.

استطردت فى صباح اليوم الثالث أخذت بعضهم وذهبت إلى الطبيبة مرة أُخري وعرضت عليها الدواجن وما حدث معها، وجاء ردها "أكيد انتي حطيتي الجرعة غلط المشكلة مش عندي".

أوضحت "سمر": "هذه ليست المرة الأولى التى أربي فيها دواجن وليست المرة الأولى التى أعطيهم فيها لاتحصينات ولم يحدث هذا معى من قبل، فتأكدت وقتها أن العيب لم يكن بسببي، وإنما من الطبيبة التي تسبب في خسارتي المئات من الجنيهات".

أرقام وإحصائيات عن الطب البيطري في مصر

الأرقام والإحصائيات الرسمية، تؤكد أن الطب البيطري لا يقل أهمية عن الطب البشري، فيوجد في مصر وفقًا لآخر إحصاء صدر عن النقابة العامة للبيطرين، 63 ألف طبيب بيطري يحمل رخص مزاولة المهنة من نقابة الأطباء البيطريين، يعملون في 5 آلاف عيادة بيطرية مرخصة من ذات النقابة.

وبحسب ما أعلنته نقابة الأطباء في إحصائها الصادر مطلع العام الحالي، فيوجد قرابة 15 ألف عيادة بيطرية غير مسجلة أو مرخصة من النقابة الرسمية. في عام 1994 كان هناك 4 كليات للطب البيطري فقط في مصر، لكنه تم إنشاء نحو 14 كلية أخرى، فأصبح عددهم الآن 18 كلية للطب البيطري على مستوى الجمهورية.

ويتخرج في كليات الطب البيطري بجامعات مصر كل عام نحو 4000 طالب، 450 يتخرجون في جامعة القاهرة (أكبر جامعة في مصر)، 80% من خريجها عاطلون بلا عمل، ويحال للتقاعد 7 آلاف طبيب بيطري سنويًا من أصل 11 ألف بالمستشفيات دون تعيين غيرهم.

أية: "طالب أجرى عملية لقطتي وتوفيت بعد يومين"
"أية" 30 عامًا، حالة أخرى، كانت ضحية للعيادات البيطرية غير المرخصة، وذلك حين أرادت إجراء عملية تعقيم (استئصال المبايض والرحم جراحيًا حتى لا تحمل ولا تلد) لقطتها، فذهبت إلى إحدى العيادات البيطرية في مدينة نصر، وأجرت العملية بالفعل إلا أن القطة ظهرت عليها مضاعفات مفاجئة.

تقول: "بقت همدانة ومش بتأكل، ورجعت تاني للدكتور قال أنها ضعيفة ومكنش ينفع تعمل العملية، لأن العملية دي مينفعش تتعمل لقطة ضعيفة، وهو مقالش أنها ضعيفة وقتها لأنه مش دكتور وطالب لسه بيدرس، صحتها اتدهورت وجالها جفاف شديد، وركبتلها محاليل، وحطولها كلونا، وكانت القطة قاطعة الأكل لمدة يوم واحد، والمفروض التحاليل دي تتحط وهي قاطعة الأكل لمدة كذا يوم".

قطة "آية" توفيت عقب يومين من تركيب تلك المحاليل. عرفت الفتاه تلك المعلومات حين ذهبت إلى مستشفى المطرية البيطري، والذين أكدوا لها أن السبب الرئيسي هو اجراء تلك العملية الخطيرة للقطة وهي ضعيفة: "يعني الدكتور ده مكنش يعرف أن القطة ضعيفة وأن العملية خطيرة، ومكنش عنده أي تجهيزات للعملية".

تختتم: "المفروض الدكتور كان قال إنها ضعيفة والمفروض متعملش العملية دي، خصوصًا أن مفيش تجهيزات، حتى القطة كان عندها نزيف وقت العملية وجرح كبير وفضل ينزف طول اليوم والدكتور معملش حاجة لحد ما مات بعد إسبوع".

ضبطيات لعيادات بيطرية غير مرخصة
تقوم كل فترة الأجهزة الرقابية، بعمل حملات على العيادات البيطرية غير المرخصة وغلقها، مثل حملة الضبط التي تم شنها في بورسعيد وضبط عيادة بيطرية تعمل بدون ترخيص أثناء حملة مكثفة على العيادات البيطرية.

ومن قبلها تم القبض على طبيب في مدينة نصر واتهامه بإدارة عيادة لعلاج الحيوانات الأليفة بدون ترخيص وإنشاء مبانٍ بجوار العيادة بدون ترخيص مدينة نصر حكم عليه بالحبس سنة وكفالة ألف جنيه.

بيطريون: "العيادات تحولت إلى دكاكين.. والعمال أصبحوا أطباء بيطريين"
محمد رضا، طبيب بيطري خاص، يرى أن الأزمة في فكر الأطباء البيطرين أنفسهم، بإنهم يعتبرون علاج الحيوانات من المهن التي ممكن اكتسابها بدون علم أو دراسة، والكثيرون منهم يقومون بمعرفة اسماء بعض الأدوية وماذا تعالج فيقومون بفتح عيادة أو "دكان".

أن أزمة الأطباء غير المرخصين أو العيادات ليست موجودة في الطب البيطري فقط، ولكن في الطب البشري أيضًا، بحسب الطبيب رضا الذي أوضح أن ذلك يعتبر دليل على أن الأزمة الرئيسية في إحكام القبضة الرقابية على التراخيص بفتح العيادات ومزاولة المهنة.

وفقًا لرؤيته، فإن هناك الكثير من مساعدين الأطباء يعملون كأطباء، حتى العمال والممرضون أصبحوا أطباء بيطريين، مبينًا أنهم لا يقومون بفتح عيادات ولكن "دكاكين" وجلب بعض الأدوية البيطرية ومعالجة الحيوانات في بعض الأقاليم والمناطق النائية.

ويقول الدكتور كمال السيد، طبيب بيطري خاص، أن الفلاحين أنفسهم يعتمدون بشكل كبير على الدكاكين وليس العيادات البيطرية أو المستشفيات المرخصة، فيقتنعون بأن الدكتور المسؤول عن الدكان أو محال الأدوية أكثر خبرة من طبيب المستشفى من كثر المرضى من الحيوانات التي مرت عليه.

ويرى أن لجوء الأطباء إلى تلك الطرق غير المشروعة بسبب عدم وجود اهتمام خاص بالأطباء البيطرين، ومساواتهم بالأطباء البشريين: "الطبيب البيطري المزاول للمهنة بترخيص غير متساو مع الطبيب البشري من حيث التأمين والمعاش وغيرها من الصفات ما يدفعهم إلى اللجوء للطرق غير الرسمية، ولكون شروط الإنشاء والتراخيص تعجيزية".

جولة على العيادات البيطرية غير المرخصة: "الأطباء يعملون بالخبرة"
"معدوا التحقيق" قاموا بجولة على عدد من من العيادات البيطرية لإثبات عدم ترخيصها، كما اكتشفا أن العاملون بها ليسوا أطباء منهم فنيون وبائعون عاديون، يقومون بالكشف على الحيوانات وإعطائهم أدوية من خلال خبرتهم بها عن طريق ممارسة المهنة لسنوات طويلة، والأدهى أن بعض من تلك العيادات تقوم بإجراء عمليات جراحية للحيوانات رغم عدم جاهزية المكان لذلك.

في مدينة 15 مايو، بإحدى المولات الخاصة، وجدنا عيادة بيطرية، لم نستدل عليها إلا من خلال لافتة صفراء كُتب عليها "عيادة بيطرية" وبعض رسومات الحيوانات، دون أن يكون هناك أي رقم ترخيص عليها.

العيادة أشبه بالمحل الصغير، بها عدد كبير من "الأرفف" والأدراج تحمل فوقها أعشاب وأدوية وزيوت، وحقن وبعض الحبوب أدعت معدة التحقيق أن لديها قطة أعطاها طبيب دواء بالخطأ أدى إلى تورم قدمها، وتحتاج حاليًا إلى عملية بتر.

سألنا إذا كانت العيادة يتم بها عمليات جراحية فكان الجواب على لسان الطبيبة نعم: "بنعمل عمليات جراحية وعندنا كشف وعلاج ووقاية وتطعيم"، وحين استفسرت عن عدم جاهزية المكان كان الرد: "عمليات الحيوانات مش بتحتاج غير بنج وحقن ومسكنات ومشرط وده موجود وعملناه قبل كدة".

وحين طالبت "محررة الدستور" الاطلاع على ترخيص العيادة بحجة الخوف من إعطاء قطتها دواء آخر بالخطأ، كان الرد أن العيادة لا تملك الأوراق في الوقت الحالي، وأن الطبيبة درست الطب البيطري لمدة عامين ولم تتخرج في إحدى كلياته.

عيادة أخرى في شارع أحمد الزمر بمدينة نصر، تواصلنا معها عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي، فأكد القائم عليها أن العيادة مغلقة في الوقت الحالي، ويقومون بعمل تجهيزات، وستعود للعمل خلال أيام قليلة.

وأكد أن الطبيب يقوم بعمل عمليات جراحية للحيوانات المنزلية فقط، أما عن الترخيص فأجاب: "الموضوع مش محتاج ترخيص طالما الدكتور خبرة ومضمون متخافيش"، مبينًا أنه في حالة استعصى المرض على الطبيب، يقوم بإخبار أصحاب الحيوانات بأنه لا يعلم؛ حتى لا يضرهم.

وجدنا عيادة بيطرية، في إحدى الشوارع الضيقة بقرية منية سمنود التابعة لمحافظة الدقهلية، ورغم أن الشكل الخارجي للعيادة لايوحي بذلك، إلا أن السكان في المنازل المحيطة أكدوا لمعدّي التحقيق أنها عيادة بيطرية".

داخل المحل الذي لاتتعدى مساحته متر ونصف، ومكون من مجموعة من الأرفف وضعت عليها بعض الأدوية بالإضافة إلى بعض البرطمانات الزجاجية التى بها بودرة تميل إلى اللون الأبيض، تقمصت "معدة التحقيق دور مربية دواجن"، وطلبت من صاحبة العيادة بعض الادوية للدواجن التى تعانى من الضعف الشديد.

وبالفعل وضعت صاحبة العيادة بعض الأدوية داخل كيس بلاستيكي صغير وأخذت ثمنهم 15 جنيهًا، خلال فترة تحضير الدواء سألتها معدة التحقيق عن الجامعة التي تخرجت منها، وقالت صاحبة العيادة حصلت على دبلوم تجارة من المدرسة التجارية بسمنود، وعملت لمدة 10 سنوات في عيادة بيطرية بنفس المدينة، وبعدها قررت فتح عيادتي الخاصة في بلدتي.

وأضافت: "هي ليست عيادة وإنما محل لبيع بعض الأدوية الخاصة بالطيور، ومثل هذه الأدوية ليست في حاجة إلى ترخيص للعمل"، واستطردت العشر سنوات التى عملت بهم مع طبيب بيطري أعطاني الخبرة الكافية لتحديد نوع الدواء المناسب لكل مرض، واستلمت "معدة التحقيق" الدواء وغادرت العيادة.

في مدينة سمنود وفى شارع يسمى الصاغة وجدتُ أكبر عيادة بيطرية في المنطقة وكانت هي الأكبر لأن مساحتها تتعدى 7 أمتار ووضع على اللافتة اسم الطبيب المسئول عنها ورقم الرخصة، اتجهت معدة التحقيق إلى العيادة مدعية أن لديها قطة لاتتحرك وتريد الكشف عليها.

بمجرد الاقتراب من العيادة كان روب الطبيب معلقًا على إحدى الأرفف، ووقف سيدة تتولى إدارة المكان، وقفت معدة التحقيق تنتظر دورها للحديث وكانت هناك سيدة تصف للمسئولة الواقفة في العيادة وضع طيورها، وعلى الفور إتجهت الموجودة فى العيادة بعيدًا عن السيدة لتقوم تحضير الدوءا وعادت بعد 5 دقائق لتعطى السيدة الأدوية وطريقة وضع الدواء.

وجاء الدور على "مُعدّة التحقيق" وبسؤال السيدة المسئولة عن العيادة عن الطبيب البيطري قالت لـ "الدكتور مش موجود هيجي على بالليل" وتابعت "هو بيجي مرتين فى اليوم ويعود إلى منزله لكن أنا موجودة طوال اليوم وأحضر الأدوية المطلوبة للسائلين".

قالت "معدة التحقيق" لدي قطة تعاني من شلل نصفي فمتى أحضرها للطبيب لكي يراها، قالت العاملة فى العيادة "تعالي بكرة الساعة 7 بليل يكون الدكتور موجود وهو هيشوفها ويوديها المنصورة للكشف عليها وتشخيص حالتها"، وتركت العاملة فى العيادة "معدة التحقيق" لتستمع إلى الزبون الجديد الذي جاء العيادة طلبًا للدواء.

شروط إنشاء عيادة بيطرية
بحسب الموقع الرسمي لوزارة الزراعة، فإن جهة استصدار تراخيص عيادات الطب البيطري هي الهيئة العامة للخدمات البيطرية التابعة للوزراعة، والتي تحتاج عدة أوراق منها: "ترخيص من الحي الذي ستنشىء فيه العيادة، صورة من البطاقة الشخصية، صورة البطاقة الضريبية، رسم كروكي للمكان، شهادة تسجيل الدواء البيطري، شهادة تسعير الدواء البيطري، خطاب من نقابة الأطباء البيطريين بما يفيد القيد في سجلاتها ومزاولة المهنة".

ومن الاشتراطات أيضًا: "لا يجوز فتح مركز بيطري لبيع الأدوية إلا بترخيص من الهيئة العامة للخدمات البيطرية، يكون الترخيص شخصي ولا يمكن التنازل عنه لأي شخص، ولا بد للطبيب المزاول للمهنة أن يكون مصري مرخص له من النقابة بمزاولة المهنة، أن يكون اسمه مقيدًا في سجلات نقابة الأطباء البيطريين، أن يكون مسجلًا في هيئة الخدمات البيطرية".

وبحكم عمل الأطباء البيطرين، نصوص المواد أرقام 6، 11 من القانون رقم 416 لسنة 1954 بشأن مزاولة مهنة الطب البيطري، والمادة 37 من القانون رقم 48 لسنة 1969 بإنشاء نقابة الأطباء البيطريين.
وتنص على: "مجال عمل الطبيب البيطري، إجراء الكشف ووصف العلاج وإجراء العمليات الجراحية للحيوانات بالعيادات البيطرية والإشراف على المحاجر والمستشفيات البيطرية والمجازر الحيوانية دون التدخل في عمليات تصنيع وتسويق الأدوية البيطرية أو البشرية التي هي صميم عمل الصيدلي ويحتاج لبيعها وتسويقها الترخيص بفتح منشأة صيدلية".

وبحسب المادة رقم 78، يعاقب بالحبس مدة لا تتجاوز سنتين وبغرامة لا تزيد على مائتي جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من زاول مهنة الطب بدون ترخيص أو حصل على ترخيص بفتح مؤسسة طبية بطريق التحايل.

وتقول المادة 80، يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنة وبغرامة لا تقل عن خمسة آلاف جنيه ولا تجاوز عشرة آلاف جنيه كل من فتح أو أنشأ أو أدار مؤسسة طبية بدون ترخيص وفى هذه الحالة تغلق المؤسسة إداريًا.

عضو نقابة البيطريين: "العيادات غير المرخصة تؤثر على الثروة الحيوانية"
الشروط التعجيزية هي من تدفع الأطباء البيطرين إلى سلك الطرق غير الشرعية في انشاء العيادات البيطرية، بحسب الدكتور محمود، عضو نقابة البيطريين، والتي على رأسها الحصول على موافقة الحي في افتتاح عيادة بيطرية.

ويشير إلى أن انتشار العيادات غير المرخصة يكون بشكل أكبر في الأقاليم لعدم وجود وعي كافي بأهمية التراخيص، ومزولة المهنة للأطباء، مضيفًا: "مبيكونش اسمها عيادة بيطرية بيفتحوها تحت مسمى مكتب تقديم خدمات بيطرية".

ويؤكد أن الفترة الأخيرة تم شن حملات على تلك العيادات، وعمل ضبطيات للكثير من الأطباء البيطرين لاسيما في المحافظات، لافتًا إلى أن تلك القصور تؤثر بشكل كبير على الثروة الحيوانية في مصر.